موقف أهالي الموصل من اغتيال الملك غازي بقلم:محمد صالح ياسين الجبوري
موقف أهالي الموصل من اغتيال الملك غازي
كان الملك غازي شخصية وطنية و قومية محبوبة من الشعب العراقي فقد إنشاء أذاعه قصر الزهور التي كانت منبرا وطنيا وقوميا لطرح القضايا القومية وخاصة القضية الفلسطينية ومناهضه الاستعمار بمختلف أشكاله و أسمائه وتدعو إلى وحده الشعب ووحده العرب.
هذه المواقف أثارت بريطانيا لأنها تؤجج الرأي العام ضدها ففكرت بريطانيا في التخلص من الملك غازي الذي كان يهدد مصالحها و مصالح حلفائها من السياسيين العراقيين.
فكان مقتل الملك غازي في 3نيسان عام 1939 في حادثة اصطدام سيارته بعمود كهرباء معروفه لدى العراقيين هذه الحادثة هزت مشاعر العراقيين في مختلف أنحاء البلاد.
أصابع الاتهام موجه إلى بريطانيا و إلى بعض الساسة العراقيين من بينهم نوري السعيدوكان المتظاهرون يرددون اهزوجه:
آه الوزارة شلون غدارة لو ابن جبير جان اخذ ثارة.
وحادثه مصرع الملك غازي غريبة وغامضة تحمل أسرار كثير .
وثيقة بريطانية تنص على"لو سمحنا لنوري السعيد التخلص من خصومه برسائل مريبة فإننا قد سلكنا مخاطر شديدة,ونعتبر شركاء في الظلم و شركاء في الجريمه"
شهدت المدن العراقية مظاهرات غاضبة وساخطه على تصرفات الحكومه البريطانية و حلفائها .
ولتهدئه هذه المظاهرات و خاصة في بغداد أتصل نوري السعيد بمنير القاضي عميد كلية الحقوق وطلب منه مقابله مع وفد وكان من اعضاء الوفد (قاسم حمودي,محسن الدوري, وعدد من الطلبة ,اضافة الى منير القاضي ) فقال نوري سعيد مخاطباً الوفد (اولادي ,انكم اخذتم علي فكرة وكاني ان الذي حرضت على مقتل الملك ,انني اناشد ضمائركم الوطنيه اذهبوا الى السياره وشاهدوا الوضع و احكموا بأنفسكم)
وجرى تشييد نهيب للملك غازي وسط اجراءات مشدده واحكام عرفية ودخلت البلاد مرحله عصيبة .
اما موقف اهالي الموصل فن مصرع الملك غازي تذكره الاجيال عبر التاريخ .
يحتل الملك غازي مكانه خاصه في قلوب اهالي الموصل لمواقفه الوطنية و القومية وعند سماع الأهالي مصرع الملك توجهت الجماهير وبصوره عفوية بمضاهرات صاخبة غاضبة الى القنصلية البريطانية وهي تهدد بمعاقبه قتله الملك ,وساد المدينه جو من الحزن و الاسى واعتبرت مصرعه حادثة تحمل في طياتها معاني الغدر و الخسه و الجبن .
اندفع المتظاهرون نحو القنصلية البريطانية و قتلوا القنصل البريطاني"مونك ماسون" انتقاما لمصرع الملك.
وهذه الحادثة معروفه ربما يوجد الان على قيد الحياه ممن شاركوا في هذه التظاهرات فسجل اهالي المدينه موقفا بطوليا ثمنا لخستها ودنئتها في الغدر و الخديعه .
فالموصل كانت ولا تزال عصية على الطامعين و المستعمرين سجلت اروع صفحات الدفاع عن الوطن و الامه وعبرت عن رفضها للأستعمار تحية لكل المدافعين عن بلدانهم في مختلف ارجاء المعموره.
ولا ننسى ان الألمان كانوا يؤيدون مواقف الجماهير ضد الانكليز وخاصه القنصل الالماني (غروبا) وعالم الاثار الالماني(يوردان) وقد وجهت بريطانيا التهم الى المانيا بتأجيج الراي العام ضدها ضدها, وبهذا انطوت صفحات من تاريخ العراق الذي يحمل في طاياته احداثا غامضه يكشفها التاريخ بمرور الزمن,وبين فترة و اخرى تفرج بريطانيا عن وثائق من تاريخ العراق وتكشف امور و الغاز حيريت السياسيين والاعلام على حد سواء.