إن الإتباع في اللغة فن من فنونها وعلم بارز من أعلامها يتناقله العرب ويجري على ألسنتهم عفواً وسجية غير أن الكثير في الوقت الحاضر لايلتفت له ويعده أمراً سخيفاً ولا معنى له بينما هو جانب هام في لغتنا العربية يعكس مدى ثرائها وغناها وروعتها واقتدارها وجمالها البديع ..
ويسرني هنا أن أنقل لكم من عدة مصادر أهم ماجاء عنه الاتباع في اللغة : قال ابنُ فارس في فقه اللغة: للعرب الإتباعُ؛ وهو أن تُتْبَع الكلمةُ الكلمةَ على وزْنِها أو رَويِّها إشباعاً وتأكيداً.
ورُوِي أنه بعضَ العرب سُئِل عن ذلك، فقال: هو شيءٌ نَتِدُ به كلامنا. وذلك قولهم: ساغِبٌ لاغِب، وهو خَبٌّ ضَب، وخَرابٌ يَباب. وقد شاركت العَجَمُ العربَ في هذا الباب قال السيوطي في كتابه المزهر : " وقد ألّف ابن فارس المذكور تأليفاً مستقلاًّ في هذا النوع، وقد رأيتُه مرتَّباً على حروفِ المُعْجَم، وفاته أكثرُ مما ذكرَه، وقد اختصرتُ تأليفَه وزدتُ عليه ما فاتَه في تأليف لطيفٍ سميتُه الإلماع في الاتباع))
انظر الباب ال28 منه. ذكر أمثلة من الإتباع
جاء في المزهر عن السيوطي مايلي : قال ابن دُريد في الجمهرة: باب جمهرة من الإتباع يقال: هذا جائِع نائِع والنَّائع المُتمايل. قال: مُتأوِّد مثل القضيب النَّائع.
وعَطْشان نَطْشان من قولهم: ما به نَطيش أي حركة. وحَسَن بَسَن.
قال ابنُ دريد: سألت أبا حاتم عن بَسَن فقال: لا أدري ما هو؟ ومليح قَزِيح من القزْح وهو الأبْزار. وقَبِيح شَقيح من شَقَّحِ البُسْرُ إذا تغيَّرت خُضْرَته ليحمرّ أو ليصفر وهو أقبح ما يكون حينئذ. وشَحِيح بَحيح بالباء من البحّة ونَحيح بالنون من نحَّ بحمله. وخَبيث نَبيث كأنه يَنْبُثُ شَرَّه أي يستخرجه. وشَيطان لَيْطان. وخَزْيان سَوْآنُ. وعَيٌّ شوِيّ، من شَوي المال أي رديئه. وسَيْغٌ لَيْغ، وسائِغٌ لائغ. وهو الذي يَسُوغ سهلاً في الحَلْق. وحارٌّ يَارٌّ، وحَرَّانٌ يَرَّان، وكَثِير بَثِير، وبَذِير عَفِير يوصف به الكثرة. وحقيرٌ نَقِير. وتقول العرب: اشتبكت الوَبْرة والأرْنَب، فقالت الوبرة للأرْنب: أرَانِ أرَانْ، عَجُز وكتفان، وسائرك أُكْلَتان، فقالت الأرنبُ للوبرة: وَبْر وَبْر، عَجُز وصدر، وسائرك حَقِرٌْ نَقِرٌ، وضَئِيل بَئِيل، وخَضِر مَضِر. وعِفْريت نِفْريت، وعِفْرِيَةٌ نِفْرِية، وفَقِهِ نَقِه، وكَزّ لَزٌّ، وواحد قاحِد، وقالوا فارد، ومائِق دائق، وحائِرَ بائر، وسَمِج لَمِج، وشَقِيح لَقِيح؛ فهذه الحروف إتباع لا تفرد.
وتجيء أشياء يمكن أن تُفرد؛ نحو قولهم: غَنيّ مَلي، وفَقِير وَقير.
والوَقْرُ: هَزْمَةٌ في العظم. وجَديد قشيب. وخائب هائب. وما لَه عالَ ولا مالَ. ولا بارك اللّه فيه ولا دارَك. وعَرِيض أرِيض. والأريض: الحَسَن. وثَقِفٌ لَقِف أي جيّد الالْتفاف. وخَفِيف ذَفِيف: أي سريع. فأما قولهم: حِلّ وبِلّ. فالبِلّ: المباح - زعموا. وقولهم: حيّاك اللّه وبيّاك، فبيّاك: أضحكك - زعموا، وقال قوم: قرّبك، وأنشدوا:
لما تَبَيَّيْنَا أبا تميم ... أعطى عطاء الماجِدِ الكريم
وقال في موضع آخر من الجمهرة: وأما قولهم: حِلّ وبِلّ، فقال قومٌ من أهل اللغة: بلّ إتباع.
وقال قوم: بل - البلّ: المباح لغة يمانية، زاد ابنُ خالويه وقيل: بل شفاء.
وعقد أبو عبيد في الغريب المصنف باباً للإتباع؛ فمما ذكر فيه: وفي أمالي القالي: يقولون شَقِيح لَقِيح. وكثيرٌ بذير. كثير بَجير. ووَحِيد قَحِيد. وواحد قاحد. ولحِزٌ لَصِبٌ. فاللحز: البخيل، واللصَب: الذي لزم ما عنده. ووتِحٌ شقِن. ووتِيحٌ شقِين أي قليلٌ. وخاسِر دَامِر. وخاسِر دَابر. وخسِر دَمِر. وخَسِر دَبِر. وفَدْم لَدْم أي بليد. ورطب ثعد معد أي ليّن. وجاؤوا أجمعين. فيقولون: أجمعون أكتعون أبْصعون. وضيِّقٌ ليِّقٌ. وضيِّقٌ عيِّق. وسِبَحْل رِبحْل. أي ضخم. وأشقَّ أمق، أي طويل. وفي ديوان الأدب للفارابي: أُذُن حَشْرة مَشْرةٌ: لطيفة حسنة، ورجل قَشِب خشب إذا كان لا خير فيه، إتباع له. وذهب دمُه خضِراً مَضِراً، إتباع له أي باطلاً. ويقال: أحمق بِلْغٌ مِلْغ، إتباع له، وقد يفرد.
قال رؤبة:
والمِلْغُ يَلْكَى بالكلام الأملغ
فأفرد الملغ. فدل على أنه ليس باتباع. ويقال: ذهبت أبله شَذر مَذَر بَذر إذا تفرّقت في كل وَجْه، وكذا تفرّقت إبلهُ شَغر بَغر، ومذر اتباعٌ له، ومكان عمير بجِير إتباع له. وفي الصحاح: فلان في صَنْعَته حاذِق باذق، وهو اتباع له، ورجل وَعِقٌ لَعِق، اتباع: أي حريص. وفي الجمهرة: عَجُوز شهلة كهْلة، إتباع له لا يُفْرد. وفي مختصر العين: رجل كِفِرّين عِفِرّين، أي خبيث. وفي الصحاح: إنه لجَوّاس عوّاس، أي طلاّب بالليل، ورجل أخْرس أضرس، اتباع له. وشيءٌ عريض أريض، إتباع له، وبعضهم يُفْرده. ورجل كَظّ لظّ أي عَسِر متشدّد، ومكان بَلْقَع سَلْقع وبلاقِع سَلاقِع، وهي الأراضي القِفار التي لا شيء بها، قيل هو سلقع إتباع لبَلقع لا يُفْرَد. وقيل هو المكان الحزن، وضائع سائع. ورجل مِضْياع مسْياع للمال. ومُضيع مُسِيع. وناقة مسياع مرياع تذهب في المرْعَى وترجع بنفسها. وشفَةٌ باثعة كاثِعة. أي ممتئلة محمرة من الدَّم. ورجل حَطِئ نطئ: رذْل. فائدة - قال ابن الدّهان في الغرة في باب التوكيد: منه قسم يسمى الإتباع، نحو عَطْشان نطْشان، وهو داخلٌ في حكم التوكيد عند الأكثر؛ والدليلُ على ذلك كونه توكيداً للأول غيرَ مبيّن معنى بنفسه عن نفسه، كأكتع وأبْصع مع أجمع، فكما لا يُنْطق بأكتع بغير أجمع، فكذلك هذه الألفاظ مع ما قبلها؛ ولهذا المعنى كررت بعض حروفها في مثل حَسَن بَسن، كما فعل بأكتع مع أجمع، ومنْ جعلها قسماً على حِدَة حُجّته مفارقتها أكتع لجريانها على المعرفة والنكرة بخلاف تلك، وأنها غيرُ مفتقرة إلى تأكيد قبلها بخلاف أكتع.
قال: والذي عندي أن هذه الألفاظ تدخل في باب التأكيد بالتكرار نحو رأيت زيداً زيداً، ورأيت رجلاً رجلاً، وإنما غُيِّر منها حرف واحد لما يجيئون في أكثر كلامهم بالتكرار، ويدلُّ على ذلك أنه إنما كرر في أجمع وأكتع العين، وهنا كُررت العين واللام نحو حَسَن بسن وشيطان ليْطان، وقال قوم: هذه الألفاظُ تسمى تأكيداً وإتباعاً.
وزعم قوم: أن التأكيد غير الإتباع، واخُتِلف في الفرق فقال قوم: الإتباع منها ما لم يحسن فيه واو؛ نحو حَسن بَسَن وقَبِيح شَقِيح، والتأكيد يحسنُ فيه الواو نحو حِلّ وبِلّ.
وقال قوم: الإتباع للكلمة التي يختص بها معنى ينفرد بها من غير حاجة إلى متبوع.
الفرق بين المترادف والتابع :
والفرقُ بينه وبين التابع أن التابع وحدَه لا يفيد شيئاً كقولنا: عَطْشان نطْشان، قال: ومن الناس من أنْكره، وزعم أن كلَّ ما يُظن من المترادفات فهو من المُتباينات؛ إما لأن أحدَهما اسمُ الذات، والآخر اسمُ الصفة أو صفةُ الصفة.
انظر النوع 27 من كتاب المزهر للسيوطي
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
جاء في اصلاح المنطق لابن السكيت عنوان "باب ما يتكلم فيه بالجحد " ويبدو من هذا الباب أن التابع هنا له معنى جاء فيه :
يقال ماله صامت ولا ناطق فالصامت الذهب والفضة والناطق الكبد؛ يعني الإبل والغنم والخيل وتقول ما له دار ولا عقار فالعقار من النخل ويقال أيضاً في البيت عقار حسن؛ أي متاع وأداة ويقال ما له حانة ولا آنة أي ناقة ولا شاة وما له ثاغية ولا راغية ويقال أتيته فما أثغى ولا أرغى؛ أي ما أعطاني إبلاً ولا غنماً ويقال ما له دقيقة ولا جليلة؛ معناه ما له ناقة ولا شاة قال أبو يوسف وحكى لي ابن الأعرابي أتيت فلاناً فما أجلني ولا أحشاني؛ أي ما أعطاني جليلة ولا حاشية والحواشي صغار الإبل وما له زرع ولا ضرع وما له هارب ولاقارب؛ أي صادر عن الماء ولا وارد وماله أقذ ولا مريش والأقذ السهم الذي لا قذذ عليه والمريش الذي عليه الريش وما له هلع ولا هلعة؛ أي جدي ولا عناق وما له سبد ولا لبد؛ أي كثير ولا قليل؛ عن الأصمعي وقال غير الأصمعي السبد من الشعر؛ واللبد من الصوف ويقال قد سبد الفرخ؛ إذا ظهر ريشه وقد سبد رأسه بعد الحلق وما له سعنة ولا معنة؛ أي قليل ولا كثير وما له هبع ولا ربع والهبع ما نتج في الصيف والربع ما نتج في الربيع قال الأصمعي وسألت جبر بن حبيب لم سمي الهبع هبعاً؟ فقال لأن الرباع تنتج في ربعية النتاج، أي أوله، وينتج الهبع في الصيفية، فإذا ماشى الرباع أبطرته ذرعه، لأنها أقوى منه فهبع، أي استعان بعنقه في مشيه وقوله أبطرته ذرعه، أي كلفته أكثر من طوقه وما له سارحة، ولا رائحة، فالسارحة المتوجهة إلى الرعي والرائحة التي تروح بالعشي إلى مراحها وما له إمر ولا إمرة والإمر الصغير من ولد الضأن وما له عافطة ولا ناطفة قال الأصمعي العافطة الضائنة والنافطة الماعزة، وقال غيره من الأعراب العافطة الماعزة إذا عطست وما له عاو ولا نابح وما له قد ولا قحف فالقد جلد السخلة، والجمع القليل أقد والكثير القداد والقحف كسرة القدح وما له ناطح ولاخابط فالناطح الكبش والتيس والعنز والخابط البعير .... وعقد بابا آخر ولم يسمه , إنما اكتفى فيه بكلمة باب جاء فيه
يقال ما ذاق مضاغاً، أي ما يمضغ؛ وما ذاق عضاضاً، أي ما يعض قال وأنشدنا الفراء
كأن تحتي بازياً ركاضا ... أخدر خمساً لم يذق عضاضا
وما ذاق لماظاً وقد التمظ الشيء، إذا أكله وما ذاق أكالاً، وما ذاق لماقاً فاللماق يكون في الطعام والشراب قال نهشل بن حري.
كبرق لاح من رآه ... ولا يشفى الحوائم من لماق
وما ذاق شماجاً ولا لماجا، وما لمجوه بشيء قال الراجز
أعطى خليل نعجة هملاجا ... رجاجة إن لها رجاجا
لا يجد الراعي لها لماجا ... لا تسبق الشيخ إذا أفاجا
وما ذاق عذوفاً ولا عدوفاً، بالدال والذال وما عدفنا عندهم عدوفاً قال الشاعر
ومجنبات ما يذقن عدوفاً ... يقذفن بالمهرات والأمهار
ويقال ما تلمج عندنا بلماج، وما تلمك عندنا بلماك ويقال ما ذاق قضاماً ولا لماكاً وقال أبو صاعد ما لسنا عندهم لواساً، ولا عسلنا عندهم علوساً، وما علسوا ضيفهم بشيء الأموي عبد الله ابن سعيد ما ذقت عندهم أوجس، يعني الطعام . ولعله - هذا الباب - يدخل ضمن التابع السابق من حيث الإفادة .
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
وجاء في المخصص لابن سيدة باب اسمه "الإتباع" أدرجة تحت كتاب الأضداد جاء فيه : الاتباع على ضَرْبَين: فَضَرْبٌ يكون فيه الثاني بمعنى الأول فيُؤْتى به تَوْكيداً لأن لفظه مُخالِفٌ للفظ الأول وضَرْبٌ فيه معنى الثاني غيرُ معنى الأول فمن الاتباع قولهم أَسْوَانُ أَتْوَان في الحُزْن فأسْوان من قولهم أَسِيَ الرجل أسىً: إذا حَزِنَ ورجل أَسْيان وأسْوان: أي حزين وأتْوان من قولهم أَتَوْته أَتْوَةً بمعنى أَتَيْته أَتْيَةً وهي لغة لهذيل، قال خالد بن زهير:
يا قومِ ما بالُ أبي ذُؤَيْبِ ... كنتُ إذا أَتَوْته من غَيْبِ
يَشَمُّ عِطْفي ويَمَسُّ ثوبي كأنَّني أرَبْتُه بَرَيْبِ ويقولون ما أحسنَ أَتْوَ يدَي الناقة وأَتْيَ يديها يعنون رَجْعَ يديها فمعنى قولهم أَسْوَان أَتْوَانُ حَزينٌ متردِّد يذهب ويجيءُ من شِدَّة الحُزن ويقولون: عَطْشَان نَطْشَان فنَطْشان مأخوذ من قولهم ما به نَطيش أي ما به حركةٌ فمعناه عَطْشَانٌ قلِقٌ، ويقولون خَزْيَان سَوْآَنُ فسَوْآن مأخوذ من قولهم سَوْءَة سَوْآَء: أي أمر قبيح، ورجلٌ أَسْوَأُ وامرأة سَوْءَآء: إذا كانا قَبيحَيْن وفي الحديث: " سَوْءَآءُ وَلود خَيْرٌ من حَسْناءَ عَقيم " . ويقولون: شَيْطَانٌ لَيْطَان مأخوذ من قولهم لاطَ حُبُّه بقلبي يَلوطُ ويَليط: أي لَصِقَ ويُقال لاطَ القاضي فلاناً بفُلان: أي أَلْحَقه به فمعنى قولهم شَيْطَان لَيْطَان: شَيْطَانٌ لَصوق، ويقولون: هَنِئٌ مَرِئٌ وهو من قولهم هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني فإذا أردوا لم يقولوا لا أمْرأني. ويقولون: عَيِيٌّ شَوِيٌّ: فالشَوِي مأخوذ من الشَّوى: وهو رُذال المالِ ورديئه، قال الشاعر:
فهُمْ شَرُّ الشَّوايا من ثَمودٍ ... وعَوفٌ شَرٌّ متَعِلٍ وحافِ
ويقولون: عَيِيٌّ شَيِيٌّ وأصله شَوِيّ ولكنه أُجْرِيَ على لفظ الأول ليكون مثله ويقولون: عَريض أَريض فالأريض: الخَليق للخَير الجَيِّدُ النَّبات، يقال أرض أَريضة، قال الشاعر:
بلادٌ عَريضةٌ وأرضٌ أَريضةٌ ... مَدافِعُ غَيثٍ في فَضاءٍ عَريض
قال الفارسي: ويقولون: امرأةٌ عَريضة أَريضة: أي كاملة وَلود فلي أَريضة إتْباعاً لعريضة لأن ابن الأعرابي حكى أرضٌ أَريضة: كريمة تَطْرَح بالنَّبات وتَرُبُّه وأنشد قول الأخطل:
/
/
/
أي يَسيل سَيلاناً فكأنه قال أجمعون مُتتابعون لا ينقطع بعضُهم من بعضٍ كالشيءِ السائلِ ويقولون: ضَيِّقٌ لَيِّق فاللَّيِّق: اللاصق لما تَضَمَّنه من ضِيقه مأخوذ من قولهم لاقَتِ الدَّواة: إذا التَصَقَت ولاقَتِ المرأة عند زَوْجها: إذا لَصِقَت بقلبه. قال الأصمعي: ولا أعرف ضَيِّق عَيِّق فإن كان قيل ضَيِّق عَيِّق فهو صواب لأنهم يقولون ما لاقَتِ المرأةُ عند زوجِها ولا عاقَتْ: أي لم تَلْتَصق بقلبه، ويُقال عِفْريتٌ نِفْريت وعِفْرِيَة نِفْرِيَة فعِفْريت فِعْليت من العَفَر: وهو التراب كأنّه شديد التَّعْفير لغيره أي التَّمْريغ ونِفْريت فِعْليت من النُّفور يمكن أن يكون أرادوا شديدَ النُّفور ويمكن أن يكونوا أرادوا شديد التَّنْفير لغيره ويُقال عَفَتَ عَظْمَه: إذا كَسَرَه والمِلْفت مثله في المعنى يقال لَفَتَ عَظْمَه: إذا كَسَرَه ويجوز أن يكون المِلْفَتُ الذي يَلْفِتُ الشيءَ: أي يَلْوِيه، يقال لَفَتُّ رِدائي على عُنُقي وأنشد ابن دريد:
أَسْرَع من لَفْتِ رِداءِ المُرْتَدي
ويُقال لَفَتُّ الشيءَ: إذا عَصَدْته وكل مَعْصود مَلْفوت ومنه اللَّفيتة وهي العَصيدة والعَصْد: اللَّيُّ ويُقال عِفِتَّان صِفِتَّان وعِفِّتان صِفِّتان فالصِفِتَّان: القوي الشديد وهو أيضاً اللَّوَّاء والعِفِتَّان: الشديد الكسر فكأنه كَسَّار لَوَّاء ويقولون: سِبَحْل رِبَحْل، والسِّبَحْل: الضَّخْم ويُقال سِقاء سَحْبَل وسِبَحْل وسَبَحْلَلٌ، قال الأصمعي: ونَعَتَتِ امرأةٌ من العرب ابنتها فقالت سِبَحْلَةٌ رِبَحْلَة تَنْمي نباتَ النَّخْلة. وقال أبو زيد: الرِّبَحْلة: العظيمة الجَيِّدة الخَلْق في طول وقيل لابنةِ الخُسِّ أي الإبلِ خَيْرٌ فقالت العَيْلَمُ السِّبَحْل الرِّبَحْل الرَّاحِلة الفَحْل والرِّبَحْل مثل السِّبَحْل في المعنى ومنه قول عبد المُطَّلِب لسَيْفٍ ومَلِكاً رِبَحْلاً يُعطي عَطاءً جَزْلاً يريدُ مَلِكاً عَظيماً، ويقولون: في صِفة الذئب: سَمَلَّع هَمَلَّع: فالهَمَلَّع: السريع وكذلك السَّمَلَّع، قال الراجز:
مِثْلي لا يُحسِنُ مَشْياً فَعْفَعي ... والشاةُ لا تَمْشي على الهَمَلَّعِ
تمشي: تَنْمي، والفَعْفَعَة: زَجْر من زَجْر الغَنَم ويقولون: هو لكَ أبَداً سَمَداً سَرْمَداً ومعناها كلها واحدٌ ويُقال لا بارَكَ اللهُ فيه ولا تارَكَ ولا دارَك. ابن دريد: وهذا مما لا يُفْرَد. أبو عبيد: وقالوا لا دَرَيْت ولا ائْتَلَيْت ولا أَلَيْت مثال فعلت. ابن السكيت: ولا أَتْلَيتَ يدعو عليه بأن لا تُتْلي إبلُه: أي لا يكون لها أولادٌ، ويُقال مكانٌ عَمِير بَجير من العِمارة وفلانٌ يَحُفُّنا ويَرُفُّنا: أي يُعطينا ويَميرُنا ويُقال هو سَهْدٌ مَهْد: أي حَسَنٌ وما به حَبَضٌ ولا نَبَض: أي ما يتحرك وجاء بالمال من حَسِّه وبَسِّه وعَسِّه وحِسِّه وبِسِّه ويُقال ذَهَبَتْ تميمٌ فلا تُسْهى ولا تُنْهى ويُقال ولا تُنْعى: أي لا تُذْكَر ويُقال له عَيْنٌ حَدْرَة بَدْرَة: أي عظيمة وثِقَةٌ نِقَة وكِنٌّ لِنٌّ وخابٌ هائِب وهو مما لا يُفرد وماله عالٌ ولا مالٌ وقال جئْ به من عِيصِك وإيصِك وجِنْثِك وجِنْسِك وقِنْسِك: أي جئْ به من حيثُ كان وإنه لأَصيص كَصيص: أي متَقَبِّض. ابن دريد: جئْ به من حَوْثَ بَوْثَ وحَوْثُ بَوْثُ: أي من حيث كان ولم يكن وقد باثَ الشيءَ بَوْثَاً: بحثه، وماله تُلَّ وغُلَّ: تدعو عليه. غيره: أَجْمَعُ أَكْتَع وجَمْعَاءُ كَتْعَاءُ، ورأيتُ المالَ جَمْعَاً كَتْعَاً وقد قيل أَكْتَعُ كأجْمَعَ وسأبيِّن تعليلَ هذا الضرْب عند تحديد الأسْوار من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى وقال: واحِدٌ قاحِدٌ: إتباع. ابن دريد: رجل شَغِبٌ جَغِبٌ إتباع لا يُتَكَلَّم به مُفْرَداً.
...............
ملحوظة يسيرة :
الكلام المفقود بين الفقرات رمزت له بالشُّرط / / /
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
أما ابن فارس فلقد ألف في ذلك كتاباً مستقلاً سمّاه :
"الإتباع والمزاوجة"
ولمن أراد الإطلاع على المزيد من هذا الثراء اللغوي الكبير اللافت فليعد إليه
مع التحية
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
بارك الله بك أستاذتي عطاف و جزاك خير الجزاء على الدراسة القيمة هذي
و لكنك قد أوقعت عمنا الريس في (حيص بيص )بسبب صغر الخط
ههه لقد عايش الموضوع تماما أستاذنا الفاضل عبد الرسول
جل الشكر و الامتنان لك
و بانتظار مزيدا من إبداعاتك أستاذتنا الفاضلة عطاف
تحياتي و
الأستاذ القدير / عبد الرسول معلة
المعذرة منك حقاً , إنما قد قمت الآن بتكبير الخط , فسامحني
شاكرة لك مرورك الجميل والداعم كعادتك ..
وجعلني الله عند حسن ظنك ..
وتقبل منك دعوتك الشافية والمثلجة للصدر ..
ورزقك انت كذلك البر والإحسان إلى هذه اللغة بروحك الطيبة وبحرصك الذي عهدته
ولا أضاع الله لك أجراً ولا جهداً
تقبل تحياتي وكل تقديري واحترامي
ودمت بألف خير وسعادة
وصباحك نور
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم