عاشقة الغروب

عاشقة الغروب
بالأمسِ بَعْدَ رُجُوعِ الطَّيْرِ عَاشِقَـــــةٌ
عِنْدَ المَسَــــاءِ تراءَتْ تُطْلِقُ البَصَرَا
إِلَى الغُرُوْبِ وَ عَيْنُ الشَّمْسِ غَارِقَــةً
خَلْفَ المَدَارِ تُوَارِي البَحْرَ وَ الجُزُرَا
قَدْ غَابَ طَيْفُ الرَّواسي عِنْدَ شَاطِئِهَا
عَنِ العُيُونِ وَخَفَّ الضَّوءُ وَانْحَسَرَا

فَوقَ العُبَـــــــابِ تزيَّا المَوجُ حُمْرَتَهُ
وَفَاضَ سِحْرَاً عَلى الآفَــاقِ وَانْتَشَرا
وَلاحَ غَيْمٌ أَمَــــامَ الشَّمْسِ ذُروَتُـــهُ
لَوْحُ الحَدِيْدِ أَثَـــــارَ النَّـارَ فانْصَهَرا
وَمَشْهَدُ الشَّفَقِ الألحَـاظُ يَأسُرُهَــــــا
وَقَلْبُ عَاشِقَتِي مِنْ حُسْنِــــهِ انْفَطَرا
وَ الليْلُ حَطَّ على الوادي بعَتْمَتِـــــهِ
فَلَاحَ بَرْقٌ إِلَيْهَـــــــــا يَحْمِلُ المَطَرَا
قَامَتْ تَلُمُّ إِزَارَ الثَّوبِ فَارْتَعَشَـــــتْ
مِنْ نَسْمَةٍ تُبْرِئُ الوَلْهَـانَ إِنْ سُحِرَا
فَصَاحَ مِنْ حَوْلِهَا زَهْرُ الرُّبَى خَجِلاً
رَبَّاهُ منْ مُنشِئٌ في رَوْضِنَـــا قَمَرا
نَرَاهُ يَرْجُفُ خَوْفَـــــاً وَالنَّدَى رَطِبٌ
فَكَيْفَ لمَّا تهــــامى الغَيْمُ وَامْتطَرَا
رَدَّتْ وَ مِنْهَا شِفَـــــاهُ الثَغْرِ بَاسِمَةٌ
أَهْـــــلاً بِمُزْنٍ أتَى للرَوضِ وَانْهَمَرا
وَقَدُّهَا راقصٌ وَ الطّيرُ عَازِفَـــــــــةٌ
أَنْغَــــــامَ حُبٍّ تَهُزُّ القَوْسَ وَ الوَتَرَا
فَرُحْتُ أُصْغِي إِلَى الألْحَانِ عَنْ كَثَبٍ
وَ زَفْرَتِي تُوقِظُ الأغْصَانَ وَ الشَّجَرَا
مِنْهَـــا إليَّ رَسُوْلُ الحُبِّ تُرْسِلُــــــه
سِرَّاً فَمِنْــــــهُ عَرَفْتُ السِّرَّ وَ الخَبَرَا [/SIZE]

ما هذا العوم الرائع في البحر البسيط ايها الرائع

سلمت

قصيدة حافلة بالبنى المتنوّعة جاءت باستعارات واستعمالات لصورة الغروب...
والعاشقة برؤية صاغها الشاعر من عالمه الشّعريّ
فجاء الإنتقاء فيه للّغة ومزجها وتركيبها ببصمة أنيقة ذات ترف.
وقد وردت الالفاظ المنتقاة منتقلة من معنى الى معنى...
ذات ثراء مذهل تختلط فيها حواس البصر والسمع بالمحسوس كقول الشاعر هنا
أَهْـــــلاً بِمُزْنٍ أتَى للرَوضِ وَانْهَمَرا
وَقَدُّهَا راقصٌ وَ الطّيرُ عَازِفَـــــــــةٌ
أَنْغَــــــامَ حُبٍّ تَهُزُّ القَوْسَ وَ الوَتَرَا
فَرُحْتُ أُصْغِي إِلَى الألْحَانِ عَنْ كَثَبٍ
وَ زَفْرَتِي تُوقِظُ الأغْصَانَ وَ الشَّجَرَا
مِنْهَـــا إليَّ رَسُوْلُ الحُبِّ تُرْسِلُــــــه
سِرَّاً فَمِنْــــــهُ عَرَفْتُ السِّرَّ وَ الخَبَرَا [/SIZE]

مرحبا بحرفك الجميل بيننا شاعرنا القدير هيثم ملحم ...
أمتعت وتألّقت...وسعيدة بالتّواصل مع كتاباتك

لوحة جميلة حروفك نجومها والفاظك اقمارها

وايقاعك اغنية تنشها نوارس الغابات

مودتي

سلمت استاذ

لوحة شعرية ماتعة ووصف لطبيعة زاخرة بالتأمل
سلم بنانك وبيانك أخي أ.هيثم
أبدعت وسبكت حرفا ً نديا ً عابقا ً بالألق
أعطر التحايا

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان     ما هذا العوم الرائع في البحر البسيط ايها الرائع سلمت

تكرمني بحضورك الراقي
استاذنا وأديبنا الكبير
شاكر السلمان
بارك الله فيك ورعاك وأسعدك في الدارين
وسعادتي كبيرة بأن لاقت القصيدة قبولكم واستحسانكم
مودتي ةتقديري وجل احترامي لكم

كنت هنا حيث الحرف الجميل
والصورة الراقية
دمت بخير
تحياتي

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دعد كامل     قصيدة حافلة بالبنى المتنوّعة جاءت باستعارات واستعمالات لصورة الغروب... والعاشقة برؤية صاغها الشاعر من عالمه الشّعريّ فجاء الإنتقاء فيه للّغة ومزجها وتركيبها ببصمة أنيقة ذات ترف. وقد وردت الالفاظ المنتقاة منتقلة من معنى الى معنى... ذات ثراء مذهل تختلط فيها حواس البصر والسمع بالمحسوس كقول الشاعر هنا أَهْـــــلاً بِمُزْنٍ أتَى للرَوضِ وَانْهَمَرا وَقَدُّهَا راقصٌ وَ الطّيرُ عَازِفَـــــــــةٌ أَنْغَــــــامَ حُبٍّ تَهُزُّ القَوْسَ وَ الوَتَرَا فَرُحْتُ أُصْغِي إِلَى الألْحَانِ عَنْ كَثَبٍ وَ زَفْرَتِي تُوقِظُ الأغْصَانَ وَ الشَّجَرَا مِنْهَـــا إليَّ رَسُوْلُ الحُبِّ تُرْسِلُــــــه سِرَّاً فَمِنْــــــهُ عَرَفْتُ السِّرَّ وَ الخَبَرَا [/SIZE] مرحبا بحرفك الجميل بيننا شاعرنا القدير هيثم ملحم ... أمتعت وتألّقت...وسعيدة بالتّواصل مع كتاباتك

حياك الله
أديبتنا الكبيرة :دعد كامل
أكرمتيني بهذا الحضور الكريم والتعقيب الراقي
وسعادتي كبيرة بأن لاقت القصيدة استحسانك
بارك الله فيك ورعاك وأسعدك في الدارين
مودتي وتقديري لك مع أرقى التحايا وأعطرها

أَهْـــــلاً بِمُزْنٍ أتَى للرَوضِ وَانْهَمَرا
وَقَدُّهَا راقصٌ وَ الطّيرُ عَازِفَـــــــــةٌ

وانا اقول اهلا بمزن شعرك
وهي تمطرنا بهذه الصور والمعاني البديعة