السن المناسبة لاستخدام الطفل الحاسوب تعتمد على طريقة التربية التي يتبعها الأهل
يتساءل الكثير من الآباء والأمهات عن السن الأفضل لبدء استخدام طفلهم لجهاز الحاسوب.
ومثلما يجد الأهل صعوبة في تحديد السن المناسبة لامتلاك طفلهم لدراجته الأولى أو متى يمكنه البدء بالخروج بمفرده، فإن إجابة هذا السؤال لا تقل صعوبة، كونها تعتمد على عوامل عدة مثل؛ طريقة التربية التي يتبعها الأهل، والتي تختلف من عائلة لأخرى، وأيضا مدى استعداد الطفل نفسه لاستخدام جهاز الحاسوب.
وطبقا لأسلوب تعامل كل عائلة، فإن مشاهدة الطفل لجهاز الحاسوب، قد تبدأ منذ الأسبوع الأول أو الثاني من عمره، من خلال قيام أحد الوالدين بتصفح الإنترنت خلال حمله الطفل بين يديه.
ولكن الواقع يقول بأن الطفل لن يلحظ وجود الجهاز، إلى أن يبلغ ستة أشهر من عمره، إذ إنه في هذا العمر يستطيع إدراك الصور والأصوات والألوان.
وعندما يصبح عمر الطفل بين عام إلى عامين، فإنه يبدأ بإدراك بعض الأساسيات الخاصة بكل ما يدور حوله، وتتضمن هذه الأساسيات على سبيل المثال، الحاجة لأن يتعامل بلطف مع لوحة مفاتيح جهاز الحاسوب.
وفي حال شعر الوالدان بأن طفلهما بهذه السن لديه رغبة باستكشاف الجهاز، فيمكنهما البدء بتعليمه ممارسة بعض الألعاب الخاصة بفئته العمرية، التي قد لا تتطلب منه سوى النقر على أحد أزرار لوحة المفاتيح أو الفأرة، مع ضرورة الانتباه إلى صغر سن الطفل، وأنه لا يريد سوى الاستكشاف فقط، حتى لا يتوقع الوالدان من الطفل القيام بأمور تفوق طاقته كأن يتحكم بحركة الفأرة مثلا.
وعند بلوغ الطفل العام الثالث أو الرابع من العمر، يصبح أكثر جاهزية لاستكشاف جهاز الحاسوب وممارسة ألعاب أكثر تعقيدا. ويعد هذا الوقت مناسبا لتدريبه على الإمساك بالفأرة ومعرفة بعض وظائف لوحة المفاتيح.
ويظهر الطفل بهذا العمر قدرة جيدة على تمييز الأحرف والأرقام. ويوجد العديد من البرمجيات التي يمكن استخدامها والتي تدعم هذا الأمر، وتساعد الطفل أيضا على التعرف على الألوان والأشكال الهندسية.
مع أهمية البدء بهذه المرحلة بتعليم الطفل على العادات الصحية، لاستخدام جهاز الحاسوب مثل الجلوس المناسب أمام الشاشة، وأخذ فترات استراحة متكررة خلال استخدامه.
ويوجد العديد من البرمجيات الخاصة بالأطفال، والتي لا تتطلب سوى تحكمهم بالفأرة، وفي حال شعر الوالدان بأن طفلهما يتحكم بالفأرة بشكل جيد، فيمكن السماح له باستخدام الجهاز بمفرده.
وعند بلوغ الطفل الخامسة من عمره، فيمكن تعليمه كيفية تشغيل وإغلاق الجهاز، وكيفية تشغيل البرنامج المفضل لديه، مع تذكيره بضرورة التقيد بشروط الوالدين الخاصة بجهاز الحاسوب مثل؛ طلب الإذن قبل استخدامه، وعدم استخدامه إلا في برمجيات محددة عندما يكون بمفرده.
السن المناسبة للطفل لتصفح شبكة الإنترنت
معظم مواقع شبكة الانترنت تتطلب من المستخدم أن تكون لديه قدرة، ولو بسيطة، على القراءة، لذا لا ينصح بقيام الطفل بتصفح الشبكة، قبل البدء بقراءة بعض الجمل البسيطة، وهذا الأمر يتم عندما يكون الطفل في الصف الأول بالمدرسة. وفي حال انطلق الطفل باستكشاف بعض مواقع الشبكة، يجب تعريفه بفكرة ولو بسيطة عن طرق التصفح الآمن، وعن بعض البرمجيات التي تستخدم لهذا الغرض مثل؛ البرمجيات المضادة للفيروسات وبرمجيات الحائط الناري.
ومع تقدم الطفل بالسن فإن متطلباته ستكبر معه، وقد نجد بأن أصدقاءه يطلبون منه عنوان بريده الإلكتروني لزيادة التواصل معه. وبما أن البريد الإلكتروني يتطلب قدرة أكبر على القراءة من قبل الطفل، فإن السن المناسبة لإنشاء بريده الإلكتروني الأول قد يكون عندما يصبح في الصف الثاني أو الثالث. لكن قراءة البريد الإلكتروني في هذه السن يجب أن تتم بوجود أحد الوالدين، حيث إن الرسائل المتطفلة SPAM لا تناسبهم.
ويمكن للوالدين بعد ذلك السماح للطفل باستخدام برمجيات أكثر صعوبة، وفي الوقت نفسه إعطاؤه المزيد من الحرية والتركيز على المراقبة من بعيد لاكتشاف اهتمامات الطفل وإرشاده عند الضرورة.
وسيكون الأهل خلال الأعوام التالية قد اتخذوا عددا من القرارات، التي من شأنها أن تضع المزيد من الثقة في الطفل، وفي الطريقة التي اتبعوها لتربيته.
ولعل رغبة الطفل بامتلاك جهاز حاسوب خاص به، تعد أحد أهم هذه القرارات، والتي ينصح بأن تتم عند بلوغ الطفل سن 13 أو 14عاما. إذ إن شعوره بأن والديه يثقون به سيجعله أكثر تحملا للمسؤولية، لكن يجب أن يعرف بأنه عليه أن يخبر أحد والديه أو أساتذته في حال وصلته رسالة إلكترونية لم يرتح لها.
وقد يكون من المقبول لدى بعض العائلات أن يمتلك طفلهم جهاز حاسوب في سن أصغر من 10 أعوام مثلا، لكن في هذه الحالة، يجب أن يكون الجهاز مكتبيا، لا من الأجهزة المحمولة، حتى يبقى تحت نظر الأهل، ويجب أن يكون أيضا ذا إمكانات محدودة، ويفضل ألا يكون متصلا بشبكة الإنترنت.
عن موقع: About
علاء علي عبد
اختصاصي الحاسوب الشخصي