ألاّ تطغوْا في الميزان..(1)
============== عناصر الطبيعة متوازنة العلاقة وثيقة بطبيعة الحال بين عناصر الطبيعة من ضوء ، وهواء ، وماء ، وتربة ، ونبات ، وحيوان وإنسان ، وكل اضطراب يحل بأحد هذه العناصر ، قد يسبب كارثة للعناصر الأخرى ، وعلى مر الأحقاب والدهور ، وفى خلال آلاف السنين ، كان هناك توازن بين هذه العناصر وبعضها البعض ، حتى تستقيم أسباب الحياة على كوكب الأرض ، وإنما يختل هذا التوازن ، وينقلب رأسا على عقب ، إذا اضطرب الحال بالنسبة لواحد أو أكثر من هذه العناصر .
عمر الإنسان على سطح الأرض
صحيح أن الإنسان قد ظهر على الأرض منذ نحو مليون سنة ، ولكنه بقى نحو 99% من هذه المدة ، وهو يعيش فى مجتمعات بدائية صغيرة في الكهوف والغابات ، يكافح الوحوش والأمراض ، والواقع أن الإنسان لم يكد يستطيع أن يكشف وسائل حماية نفسه من هذه الأعداء وزيادة أعداده واكتساب معرفة إلا فى الواحد بالمائة الأخير من زمان وجوده على الأرض . ومدنية الإنسان وحضارته (بمعنى الكلمة) هي في السبعة إلى عشرة آلاف سنة الأخيرة . وفى هذه الحقبة استطاع الإنسان أن يرقى فى مدارج الرقى والحضارة بفضل العلم والتقنية .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 06-11-2018 في 09:05 PM.
ألا تطغوا في الميزان..(2)
============== شكرا هديل والإخوة الكرام في النبع وإليكم الفقرة الثانية من توازن الطبيعة
مكان الإنسان من هذه العناصر
وقد عرف الإنسان بفطرته وذكائه مكانه من هذا الكون ومركزه على سطح الأرض وعلاقته بهذه العناصر وقدرته على التحكم في واحد أو أكثر منها وإنه ليصرّح بأنه بما وُهب من ذكاء وما ابتدع من وسائل تقنية ، وكثرة أفراده ، إنما يضع نفسه على القمة بالنسبة للأرض وقُطّانها وعناصرها . وقد أنساه غروره بأنه نفسه كان نتيجة سلسلة طويلة من التطورات ، وأن بلوغه القمة ، إنما تم أخيرا جدا بالنسبة لعمر الأرض المديد بل الموغل في القدم . ومن يقود التصرف في شئون الأرض والبيئة في زماننا هم للأسف الفرنجة الذين لا يفقهون القرآن . فمن يخبرهم بالآية الكريمة: والسماء رفعها ووضع الميزان . ألا تطغوا في الميزان .
ألآّ تطغوْا في الميزان..(3)
لقد حلت الزراعة محل النمو البرى الطبيعى للنباتات في أصقاع كثيرة حتى أن المساحات الباقية من سطح الأرض بصورتها البرية الطبيعية قليلة . كما أن قطع أشجار الغابات وانقاص مساحتها قد أصبح أمرا غير مرغوبٍ فيه لما له من نتائج غير مُرضية ولما له من أثرٍ في فقدان التوازن الطبيعى
بين عدد العناصر ، مما قد يكون سببا في حدوث فيضانات ، أو جفاف أو زيادة عمليات النحات . أو خفض مستوى الماء الأرضى وإجهاد الأرض ، وإثارة العواصف الرملية والتأثير على المناخ وغير ذلك .
ففي معظم جهات العالم يجرى قطع أشجار الغابات بغية الحصول على أرض زراعية صالحة !!
(ألا تطغوا في الميزان)