(أي يَطْرَحُ الحِشْمة، ويستعمل الفكاهة يضرب في حُسْن المعاشرة).
قيل: كان زيد بن ثابت من أَفْكَهِ الناس في أهْلِهِ وأدْمَثهم إذا جلس مع الناس (وقَال عمر رضي الله عنه: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي، فإذا التمس ما عنده وُجد رجلا) وقال أبو هلال العسكري (يضْرب مثلا لحسن عشرَة الرجل لأَهله وَقَالَ مُعَاوِيَة إنَّهُنَّ يغلبن الْكِرَام ويغلبهن اللئام وَفِي الحَدِيث (خَيركُمْ خَيركُمْ لأَهله) وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء (لَا ترج الْمَعْرُوف عِنْد من لَا يصطنع إِلَى أَقَاربه واللئيم من يحْتَاج أَهله إِلَى غَيره)، أما إذا بلغ الرجل من العمر عتيا ووصل حد الخرف فأن المادة التاريخية تصور مشهدا كان سببا للمثل ( لَقَدْ كُنْتُ وما أُخَشَّى بالذِّئبِ، فاليومَ قَدْ قِيلَ الذِّئبَ الذَّئبَ.)
قَال الأَصمَعي: أصلُه أن الرجل يَطُولُ عمره فيخرف إلى أن يُخَوَّفَ بمجىء الذئب ويروى "بما لا أخشى بالذئب" أي: إنْ كنتُ كَبرت الآنَ حتى صرتُ أخشَّى بالذئب فهذا بدل ما كنتُ وأنا شابٌّ لا أخشى.
قَال بعض العلماء: المثل لَقَبَاثِ بن أشْيَمَ الكناني، عمر حتى أنكروا عَقْله، وكانوا يقولون له: الذئبَ الذئب، فَقَالوا له يوماً وهو غير غائب العقل، فَقَال: قد عشتُ زماناً وما أخشى بالذئب، فذهبت مَثَلاً) ( يَقُوله الرجل يذل بعد الْعِزّ، وَأَصله فِي الرجل يخرف فَيصير بِمَنْزِلَة الصَّبِي فَيفزع بمجيء الذِّئْب) ويروى: وما يقاد بي البعير: أي كنت شابا قويّا لا يفزعني الذّئب- وقائله سعد بن زيد مناة بن تميم، بلغ به الخرف.