قصيدة دعوا الوشاة وما قالوا وما نقلوا
للشاعر بهاء الدين زهير
بهاء الدين زهير (1185 - 1258) (581هـ - 656هـ)، ، شاعر من العصر الأيوبي ومت فضلاء الناس وأكابرهم
. ولد في القاهرة سنة 581 هـ، وتلقى تعليمه فيها وتنقل بين القاهرة وغيرها في مصر. ولما ظهر نبوغه وشاعريته طار ذكره في البلاد والتفت إليه بني أيوب فخصوه بعينايتهم وخصهم بكثير من مدائحه.
توثقت صلة بينه وبين الملك الصالح أيوب ويذكر أنه استصحبه معه في رحلاته إلى الشام وأرمينية وبلاد العرب. مات البهاء زهير في ذي القعدة 656 هـ
\
دعوا الوُشاة وما قالوا وما نقلوا
بيني وَبَينَكُم ما ليس ينفصل
لكم سرائر في قلبي مُخَبَّأَةٌ
لا الكتب تنفعني فيها ولا الرسل
رسائل الشوق عِندي لو بعثت بِها
إليكم لم تسعها الطرق والسبل
أُمسي وأُصبِحُ والأشواق تلعب بي
كأنما أنا منها شارِبٌ ثَمِلُ
واستلذ نسيما مِن دياركم
كأن أنفاسه من نشركم قُبَلُ
وكم أُحمِّلُ قَلبي في مَحَبَّتِكُم
ما ليس يَحمِلُهُ قلب فَيَحتَمِلُ
وكم أَصَبِّرُهُ عنكم وَأَعذِلُهُ
وليس ينفع عند العاشق العَذَلُ
وارَحمَتاهُ لِصَبٍّ قَلَّ ناصِرُهُ
فيكم وَضاقَ عليه السَهلُ وَالجَبَلُ
قَضِيَّتي في الهَوى والله مُشكِلَةٌ
ما القَولُ ما الرَأيُ ما التَدبيرُ ما العَمَلُ
يَزدادُ شِعرِيَ حُسناً حين أَذكُرُكُم
إِنَّ الجَميلة فيها يَحسُنُ الغَزَلُ
يا غائِبينَ وفي قَلبي أُشاهِدُهُم
وكلما اِنفَصَلوا عن ناظِري اِتَّصَلوا
قَد جدد البُعدُ قُرباً في الفُؤادِ لَهُم
حتى كأنهم يوم النَوى وَصَلوا
أنا الوَفِيُّ لِأَحبابي وإن غَدَروا
أنا المُقيمُ عَلى عَهدي وإن رَحَلوا
أنا المُحِبُّ الَّذي ما الغَدرُ مِن شِيَمي
هَيهاتَ خُلقِيَ عنه لست أَنتَقِلُ
فيا رسولي إلى من لا أَبوحُ بِهِ
إن المُهِمّات فيها يُعرَفُ الرَجُلُ
بلّغ سَلامي وَبالغ في الخِطابِ لَهُ
وقبّل الأرض عني عِندَما تَصِلُ
بالله عَرِّفهُ حالي إِن خلوت بِهِ
ولا تُطِل فَحَبيبي عنده مَلَلُ
وتلك أَعظَمُ حاجاتي إليك فَإِن
تَنجَح فَما خابَ فيك القَصدُ وَالأَمَلُ
ولم أَزَل في أُموري كلما عَرَضَت
عَلى اِهتِمامِكَ بعد اللَهِ أَتَّكِلُ
وليس عندك في أَمر تُحاوِلُهُ
وَالحَمدُ لله لا عَجزٌ ولا كَسَلُ
فَالناسُ بِالناس والدنيا مُكافَأَةٌ
والخَيرُ يذكر والأَخبارُ تنتقل
والمَرءُ يَحتالُ إن عَزَّت مطالِبُهُ
وربما نفعت أربابها الحِيَلُ
يا من كَلامي له إن كان يَسمَعُهُ
يجد كَلاماً عَلى ما شاء يَشتَمِلُ
تَغَزُّلاً تَخلُبُ الأَلبابَ رقته
مضمونُهُ حكمة غَرّاءُ أو مثل
إن الجميلة تُغنيها مَلامحها
لاسيما وعليها الحَلِيُ وَالحِلَلَُ
دع التَوانِيَ في أَمرٍ تَهُمُّ بِهِ
فإن صَرفَ اليالي سابِقٌ عَجِلُ
سابِق زمانك خَوفاً من تَقَلُّبِهِ
فكم تقلّبت الأيام والدولُ
واعزم متى شئت فالأَوقاتُ واحِدَةٌ
لا الرَيثُ يدفع مَقدوراً ولا العَجَلُ
لا تَرقُبِ النَجمَ في أمرٍ تُحاوِلُهُ
فَاللَهُ يفعل لا جَديٌ ولا حَمَلُ
مع السعادةِ ما للنجم مِن أثر
فَلا يغرّك مرّيخٌ ولا زحلُ
الأمر أَعظَمُ والأفكار حائِرَةٌ
والشرعُ يصدُقُ والإنسانُ يمتثلُ
انتقاء جيّد لقصيد من قصائد الشاعر بهاء الدين زهير وهو شاعر قدير ترجمت قصائده الى اللغة الإنقليزية
وهذا مطلع من قصيد له
قال لي العاذل تسلو
وثقيل كأنما
إلى كم مقامي في بلاد معاشر
يا حبذا الموز الذي أرسلته
نغصتم حين غبتم
لله بستاني وما
لك الله من وال ولي مقرب
سواك الذي ودي لديه مضيع
أحدثه إذا غفل الرقيب
رسول الرضا أهلا وسهلا ومرحبا
كلفت بشمس لا ترى الشمس وجهها
سمعت حديثا ما سمعت بمثله