رد: عقد من لآلئ أجمل الردود ( في الشعر العمودي و التفعيلة والومضة)
رد الشاعر محمد عبدالحفيظ القصاب على قصيدة الشاعرة هديل الدليمي (أبعد من موت)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الدليمي
قلبها شفّهُ الضّنى
والعذاباتُ والعنا
أي قسوة في أربع كلمات أتت جارفة حارقة أطراها الشف ّ وكابدها القلب
.
وارتحالٌ مؤجّلٌ
يرتقي سلّمَ المُنى
تبدأ تراتيل السفر على سلم الأمنيات
.
واحتمالٌ مُفبركٌ
يُتقنُ البعدَ إن دَنا
هذه الأمنيات لا تأتي وإن لاحت تهرب ...الإتقان جاء في محله ..مبدعة شاعرتنا
.
يسلبُ اللبَّ لونَهُ
كاذبٌ قد تلوّنا
احتمال حصول الامنيات سلب العقل مهما جاء بمنطق إدراكه
.
ماتَ في كُلِّها الهوى
والأسى صارَ مَدفِنا
الله من مفردة كلّها غارقة في الصورة والهوى الميت مدفنه الأسى مبدعة
.
حُزنها رأسُ مالِها
فقرُها فيهِ والغِنا
تملك حزنا ً فقط ولافرق إن قل أو كثر
.
في خضمِّ اغترابِها
حازَ إن شاءَ موطِنا
وكانت الامنيات وطنا ً والغربة في بحرها الهائج
.
ما بِها؟ لم تزلْ تسلْ
أينَ فحوايَ، من أنا؟
هنا قمة في الترتيب والانسيابية الجمالية وهذا السؤال يحتضن الضياع
.
أخمدَ الليلُ وهجَها
ضاعَ من فجرِها السّنا
تأكيد حالة الضياع فذوت ليلا ً ولم يفلح الفجر بالأمل
.
أصعرُ الخدِّ صبرُها
وجهُهُ ما توازنا!
تلاميح الجسد انعكاسا ً لليأس وهذا التصوير الرائع للوجه
.
لا لإقناعِها سعى
لا منَ الجوعِ أسمنا
قناعاتها خابت وزاد اليأس حدة
.
هيمنَ الوجدُ آسفًا
مثلما الفقدُ هيمنا
الله وهذا التمازج بين الوجد والفقد
.
يزرعُ الحُبَّ صِدقُها
والنوى يحصدُ الجنى
معنى مستهلك ولكن شاعرتنا أبدعت في إحياء هذا الزرع والحصاد والتضاد
.
لانَ عودُ اخضرارِها
طأطأَ العمرُ وانحنى
هذه المحاكاة بين الفعل والاسم ( لان . عود . طأطأ. انحنى. العمر ) قمة في الانتقاء البديع والتركيب الدلالي
.
اتركوها لموتِها
انتهى السطرُ ها هُنا
نهاية للأمنيات الميتة ونهاية القصيدة ونقطة على سطر الألم ولا أجمل من خاتمة
.
.
مجزوء الخفيف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الحفيظ القصاب
رد: عقد من لآلئ أجمل الردود ( في الشعر العمودي و التفعيلة والومضة)
رد الأديب محمد خالد بديوي على قصيدتي (مآسي الظلم)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي
حين تمتلئ النفس بصور الظلم البشعة ؛ تشتعل ..لكنها تصل مع التوقد والاحتراق
الى حالة غريبة من الفتور ..والصمت. للمرء طاقة لا يمكنه ان يستنفذها كلها بإرادته
هنا يحس بأن مشاعره تميل الى البرودة، ونفسه في حالة غثيان دائمة..هناك ما يهتم
به وله، لكنه يشعر بأنه في حالة انهيار..خارت قواه..يسيطر الصمت ..يعيش في شرود
متشابك لا يرسو على ذكرى ولا واقع يتحرك أمامه ..لا يقدر على البكاء ..يفلت منه الانتباه.!
هذه الحالة (زمنيا) قد تطول وقد تقصر؛ لكنها أخيرا ستنتهي ويعود المرء الى ملاحقة نشرات الأخبار
إن كان بعيدا عن أمكنة الأحداث..ومن كان بإمكانه الوصول سيترك بيته ويركض في اتجاه مكان
الأحداث ...
وهذا النص بدأ بوصف أحواله وقد امتلأت ذاكرته بصور ومشاهد لا تطاق فبدا عاجزا عن فعل أي شئ
من وصف الحالة ، الى ذكر ما تسبب في حدوثها، فعلى ماذا ومن أين تبدأ ثورتها والمشاهد يخجل الحرف
من رسم صورها..الكلمات تشعر بالذهول والحرج، صورة قاسية جدا ان يحتمي الطفل بنعش والده من سماء
ماطرة ..صورة يتناقض فيها كل شئ، ولولا ان الله سبحانه هو من يثبت عباده ما قبلها كل من يحمل في قلبه
مثقال ذرة من إيمان..فإذا كان مطر السماء ساعة رحمة، كيف يأتي في وقت سيدفن فيه (الأب) المقتول ظلما
ولا يقدر على حماية طفله من المطر أو الرصاص المتناثر..ذلك ما يصدمنا لنشعر بالذهول وعدم تصديق ما نراه
نمر بالحالة الأولى والتي لا تعبر إلا عن الانهيار..ثم وبفضل من الله ومتته نعود الى رشدنا..ما أحوجنا لحظتها
للبكاء وحمل ثقيل في قلوبنا يصرخ: من يخفف من اعباءنا..
شدة الحدث جعلت الحروف عاجزة..والمشاعر تشتت، يهدها صوت الحنين، تشدها الحيرة
الى غرق في بحر الغربة..الكل في مواجهة قانون غاب حكم البلاد والعباد، وسيوف الظلم
التي ما اتقنت غير الغدر في الظهر عابرة.. أي تشابك وخربطة للحياة التي كانت آمنة
تحاول (جمع صورة واحدة) من صور كثيرة تقطعت الى أجزاء ..فهل تتحول الحياة خلال
أيام من وضوح وأحلام وطموح الى حياة غامضة.!!
قفلة تنبئنا بحالة صحو تامة. لا بد وان يعود الثائر الى رشده وسلاح المقاومة الذي لا تهدأ
كلماته..كم من الكلام كان رصاصا في وجه الغادر القاتل..وكم كان قنابل..هنا عاد الحرف الى
ثورة مجبولة بالطين والدم السائل..كلنا ندرك ان الكلمات لن تضمد جرحا، ولن تعيد المقتول الى
داره ..لكننا ندرك أيضا أنها في بصر الغادر كوابيس وأشباح في نوم يتقلب فيه..ويفيق منه بتثاقل
يدرك ان مصيره على طرف هوة ستبتلعه قريبا ..وسيسمع من قرار الهوة البعيد صوت الفرح والانتصار
هذا ما ندعو الله تعلى تحقيقه في العاجل ونحن نؤمن بأنه تحصيل حاصل مهما طالت أيام الظلم، فإن الظلم
ليس أطول عمرا من الحق.!!
أديبتنا القديرة عواطف عبد اللطيف
قصيدة قلبت ما أخذناه من القصيدة السابقة ..فهناك دعوة للإبتسامة والرضا، وهنا عاد القهر من جديد الى
نفسي ..لكن الرضا والحمد لله يقيم في القلب ومعه الصبر وصوت يسري فينا: (لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبد الألم ) ... وأخيرا لا بد من القول بأن الشاعرة اتقنت وببراعة أحوال المتابع للأحداث وبعض
تقلباتها ..وخصوصا للمن يهتم بما يحدث وشواهده هذا الابداع في رسم لوحة كاملة غطت الأحداث بكل ألوانها
والكلمات الصادقة تصل الى كل قلب صادق ونقي ..تنقلها كما هي في الحقيقة دون تحريف.
كل هذا ولديه فرصة للجواب على أسئلة يدرك الجميع ما جوابها
لذلك كل من كان له يدا في ما حصل وما يحصل هو (مجرم) يستحق
العقاب الذي يجب ان يساهم فيه كل من تضرر ..فما بالك إذا كان الوطن
هو المتضرر الأكبر ..ولن ننسى القتلى والجرحى والطريقة البشعة التي
تعاملت بها الحكومة مع احتجاجات الناس.
مجموعة أمنيات وإن كان بعضها يتحرك على الأرض ويحاول
هي مسيرة الحق التي نأمل ان تكبر وتمحو مجد أولئك الذين سرقوا
ونهبوا وقتلوا دون رقيب أو حسيب بل أجزم أنهم أخذوا الأوامر من الغرب
قبل التنفيذ وأنهم يسندون ظهورهم على دعم الغرب لهم..وأجمل ما في النص
هو ان شعار هذه القصيدة هو
(عنوان المســـيـــرة)
تماما وجاء دقيقا ليعلن أنها مسيرة لن تتوقف قبل ان تحقق مرادها المقدس على ترابها الطاهر ..
شاعرتنا المبدعة عواطف عبد اللطيف
يستمر قلقكم وأرقكم على البلاد رغم المسافات التي تفصلك عنه
ويستمر تدفق مشاعركم النبيلة الصادقة ويستمر نزيف حرفكم برسم
المعاناة من خلال صور رغم براعتكم موجعة جدا..ومشاهد وكأنها التقطت
من المواجهات وقسوة ما يحدث في الميدان..
رد: عقد من لآلئ أجمل الردود ( في الشعر العمودي و التفعيلة والومضة)
رد الأستاذة جهاد بدران على نص الشاعر علي التميمي (سحر عينيك)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران
ما أرقّ هذه المعزوفة وما حملت من نوتات موسيقية أطربت الذائقة، حتى وجدنا في كل بيت منظومة صوتية ساهمت من خلال بعض حروفها على عزف الجمال على أوتار هذه الحروف البنائية..
فالقصيدة جاءت تتهادى على أنغام الحروف المنتقاة والتي ساهمت بتفعيل أصوات هذه الحروف لتطرب لها الذائقة الأدبية..
عدا عن جماليات التراكيب البنائية للكلمات ، وما حملت معها من البلاغة التي غايتها النفوس ومدى تأثيرها فيهم وكيف تهز جوانبها من خلال صفة القول وكيفية التأثير فيها، ومدى سلامة الألفاظ من العيوب، ثم الفصاحة وما أسند إلى اللسان من صفات، لتصبح مرآة النفس وما تحركه المشاعر من طاقة التخيل والإبداع وارتفاع نسبة الانفعال نحو الحبيبة، من خلال الحس الداخلي والخارجي وما أنطق الحروف من جمال..
لنعود لأصوات الحروف وما أفرزت من جمالية العزف على أوتارها..
فنرى القصيدة بأبياتها التسعة، نجد حرف السين قد تواجد في كل بيت منها، حيث تكرر هذا الحرف على طول القصيدة بجميع أبياتها ستة عشر مرة، وحرف الشين تكرر خمس مرات، وكلمات/ من سحر عينيك/تكررت أربع مرات..
هذه التكرارات ساهمت في نسيج موسيقي عذب، طربت على منواله ذائقة المتلقي..
والسبب في هذه الموسيقى المطربة، أن حرف السين حرف عالي الصفير حادّ الجرس، حتى اصطبغ بالتشكيل الموسيقى، وأخرج تناغماً موسيقياً له أصداء صوتي جميل من خلال عملية تكرار* الحروف والكلمات...
الشاعر الكبير الراقي المبدع
أ.علي التميمي
نسجتم من عيون الجمال لوحة فنية ذات أعمدة موسيقية أطربت النفوس من شعاها الممتد نحو أفق من الإبداع..
دمتم برعاية الله وحفظه
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
رد: عقد من لآلئ أجمل الردود ( في الشعر العمودي و التفعيلة والومضة)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف
رد الدكتور اسعد النجار على قصيدة الشاعر عادل عبد النبي البلداوي (مدت إليك سناها)
حضرة الأديبة المتألقة الأستاذة عواطف عبد اللطيف دام عطاؤها
جزيل الشكر وفائق التقدير على الإنتقاء الذي يدل على قدرة متميزة وذوق رفيع وأهداف سامية لخدمة المسيرة الأدبية المقدسة ..سيدتي الموقرة أود الأشارة الى تصويب أسمي المتواضع إذ ورد سهوا عادل والصواب عدنان ..دمتم بوافر العطاء والتألق.