أجمل فضيحة
بعد منتصف ليلة حالكة السواد . لا يقظ فيها الّا الكلاب والضفادع والمعلولون وأرواح الحالمين التي غادرت أجسادها لتحلق في فضاء الّلاواقع .
ما يمنع لقاء العشيقين غير مسافة خمسين متراً عرض نهر انتفخت مياهه بسبب السّد الذي أقامه الفلاحون من القصب والبردي وكتل الطين على مجراه . ولولا أن يتركوا في وسطه منفذاً للماء , يسمى ( الحَمـِلْ) لساح الماء على أكتاف النهر ليُغـرِق الاحلام والحالمين .
قفز لزورقه متستراً بعباءة الليل . قصدها عند الضفة الثانية للنهر . قيدتها حبال اشواقها لتجرها قسراً إليه . صعدت لزورقه . اقتربا بدنوِّ لا فاصلة له , فصوت الليل مسموع . لا يدري اين طرح مجدافه 0 انسابت كلمات الغرام على بساط الظلام وانساب معها الزورق على متن الماء حتى أودعهم في متناول فم السَّدِّ 0 تخلصت من عناقه مرغمة لإطلاق صرخة تحذير خافتة حين سماعها هدير كتل الماء النازلة خَلْفَ السَّدِّ 0
ــــ ( سالم الحَمِلْ ) !
فات الاوان للبحث عن المجداف الذي لا وجودَ له في الزورق 0 لم يتمكنا من تدارك الامر 0 لفّهما الموج 0 قذف بهم خارج حضن المركب متعانقيَن تكفنهما ثيابهم الملونة الجميلة المنقوعة بحنّة الماء 0 تشدهما ايديهما الى بعض 0 استسلما لهذا الموت البارد اللذيذ , رافضين العودة لعالم التـَّقوِّلات عن أجمل فضيحة 0