خلِّ عنك النعاسَ وانْهضْ إذا الكون...صحا وارْتدى ثيابَ الضياءِ
يُطلبُ الرزقُ في الصباح على وقْع...صِياح الديوك لا في المساءِ
كثرةُ النوم لا تفيدُ بشيْءٍ................و تصُدُّ الفتى عن العلياء
قلَّةُ الرزْق لا تحالفُ منْ كان.............مُجدًّا و راغبًا في ارْتقاء
لا تضيِّعْ أيَّام عمْرك هدْرًا..............فهْي أغلى و أثمنُ الأشياء
إنَّ منْ فَضَّل الخمولَ عن الجدِّ.............تخلَّى عنْ مَنْهج العقلاء
غطِّ سرًّا إذا ائْتمنْتَ عليه..................بغطاء الكتْمان لا الإفْشاء
و تَعاملْ مع الورى باحْترامٍ ...........و ترفَّعْ عنْ صحْبة الأدْنياء
و إذا واجَهتْكَ يومًا صعابٌ..............فتصرَّفْ تصرُّفَ الحكماء
كنْ قويًّا أمامها لا ضَعيفًا...................و تعاملْ بفطنةٍ و ذكاء
ملْ إلى الحبِّ و التسامح دومًا...........و ابْتعدْ دائما عن البغضاء
قد رَأيتُ البغضاءَ تخلقُ جوًّا.............مُترعًا بالشِّجار و الضرَّاء
قمْ و شيِّدْ بالخير خيرَ بناءٍ...............و دَع البخْلَ عنكَ للبخلاء
لا تخيِّبْ مَنْ ضاق بالفقْر ذرْعًا........و رأى فيكَ أنت كلَّ الرجاء
يدفَعُ المالُ عنكَ كمْ منْ بلاءٍ............حين تسْخو به على الفُقراء
لسْتَ تدري كمْ في غدٍ منْ بلاءٍ.........فابقَ للخيْر أقْربَ الأوفياء
إنَّني ما رأيْتُ كالفقْر شيْئًا...............أيْنما حلَّ كانَ نبْعَ الشَّقاء
كن رحيمًا فالخيرُ منذ قديمٍ ...............عادةُ الأتْقياء و الرّحمَاءِ
إنَّنا بالعطاء نقْضي على الفقْر........و نُجْزى عليه خَيْر الجزاء
يَسْتحقُّ التقديرَ بين البرايا.............مَنْ تَراهُ العيونُ جمَّ العطاء
خلِّ عنْكَ الهمومَ فالقلبُ منها ..............دائما ما يحسُّ بالإعْياء
لا يدوم الصفاءُ فالدهرُ يأبى.........أن يظلَّ الانسانُ ملْءَ الصفاء
كلّ يوم مغايرٌ عنْ أخيه....................فمذاقُ الأيَّام ما بسواء
و اصْطف الخلَّ بعد بحْثٍ وفحْصٍ....مثلما تصطفي مقاسَ الرداء
و خَفِ الله فهْو يدْري بما يجْري.....و لوْ كان ما جرى في الخفاء
كلُّ ذنْبٍ قدِ ارتكبناه يومًا..............سنُجازى عليْه يومَ الجزاء
لا تكنْ بالضّجور إنْ رمْتَ يومًا........نيْلَ شيْءٍ أو اقتناصَ ابْتغاء
وطنُ المرْء دارُه و فداهُ............و مكانُ الأحْباب و الأصدقاء
لا تخنْه و امنحْه حبَّا و دافعْ..........عنه ضدَّ الغزاة و الأعداء
ملْ الى العقل لا النفْس فالعقلُ...........أساسُ الإبْداع و الارْتقاء
نعمةُ العقل ما لها من مثيلٍ..........فهْي تبقَى منْ أعْظم النعماء
خالقُ الكون خصَّ بالعقل دون .......الكائنات الأخرى بني حوَّاء
و اسْتفدْ مِنْ كلام كلِّ حكيمٍ...........و ابْتعدْ دائما عن الجُهلاء
و تمسَّكْ إذا أساءَ مُسيءٌ...........لك يومًا بالصفْح و الإغْضاء
و تمتّعْ بالوقْت فالعمرُ يومٌ ...........بعد يوْم يسيرُ نحْو انْقضاء
و تَجلَّدْ و أخْفِ جرْحَك إنْ كنتَ ........مُصابا عنْ أعْين الأَعْداء
فأمامَ الأعْداء لا تشْتكِ يومًا............و تَمسَّكْ بالعزِّ و الكبرياء
و تَعوَّدْ على الحوار إذا ما..........كنْتَ يوْمًا في مجْلسٍ أوْ لقاء
و عن اللغْو فابْتعدْ كلَّ بعْدٍ.........و عن الخلْف و الأذى و الرياء
آخر تعديل عبدالحي تفالي يوم 12-19-2022 في 08:04 PM.
الله الله
هكذا يكون الشعر نصيرا للحياة بحكمته وبلاغته الأجمل
رسالة سامية هطلت من علياء فكركم النيّر فأفادت وأبهرت
كشف الله عن قلوبنا أغشية الحجب وأزاح عن بصائرنا سحب الارتياب
.
.
أثبتها بمشبك من ذهب