تراءى لي من بعيد طيف كان مشعًا بالنور وكان يقترب والنور في ازدياد وكنت أود معرفة طيف من هذا؟
أمعنت النظر لكن النور كان أقوى لبست نظارتي وحاولت الصمود
لعلي أرى من وراء النور الساطع كالبدر.
وكان الطيف أمامي نظرت..أمعنت النظر وكانت الدهشة ممزوجة بالفرحة والنور يشع.
هذه حقيقة أم خيال أم تراني رأيت! إنه طيفها,طيف الحبيبة ثريا
بابتسامتها الهادئة المعهودة..لا..لا إنها الحقيقة ليس سراب.
اقتربت منها وكلي شوق..لهفة وحنين وارتميت بين أحضانها كطفل يحنو على صدر أمه,في تلك اللحظة أحسست بدفء السنين وغربة الأيام.حقيقة أم خيال ما أنا فيه ظللت بين أحضانها فترة طويلة لفرحتي بهذا الحضن الذي كنت أفتقد,أجهشت بالبكاء لفرحة اللقاء الذي طال سنين وكانت الحبيبة وقرة العين والفؤاد وتوأم الروح تمسح بيدها على رأسي ورمقتني بعينيها وكانا يشع منهما حنان لطالما افتقدته والابتسامة الهادئة وملامح النور تشع من وجهها الملائكي وأخذت بأناملها تلملم دمعي وقالت: بصوتها الحنون لا تحزني حبيبتي وقرة العين والفؤاد فأنا بخير إن أزحت لمحة الحزن من على جدار القلب فلنا يومًا لقاء فقط تبسمي توأم روحي فأنا مع كل نبضة من نبضات الفؤاد ومع كل نفس ,أحبك يا روحي ولكني حزينة لحزنك ومتعبة لتعبك.فقلت:والدموع تنهل كنهر جار أحبك ثريا وكم أنا مشتاقة لك لقد طال الغياب والقلب في بعادك انهار ولم يعد في وسعه الصمود أحب أن أراك وألقاك دومًا أمامي فبعدك ترك فراغًا بالصميم ومن العمق أتعذب,أتوسل إليك لا تتركيني فحياتي بدونك سراب.حاولت الارتماء بين أحضانها فلم أجدها فالتفت حولي لعلي أراها فلم أرى شيء فصرخت وبقوة الصرخة تألمت لفراق بات أكيد.تُراني أكنت في حقيقة أم خيال وما هي إلاّ لحظات,فتحت عيني وكان جمع غفير حولي ولم أتبين الملامح فضباب لاح على مقلتيه ,كانت تحيط بي أجهزة التنفس وأجهزة أخرى طبية نظرت هنا وهناك لعلي أدرك حقيقة ما أنا فيه وبدأ الضباب ينقشع رويدا حتى عرفت أني في المستشفى بسبب اغماء وقع لي وطال لحد اقترابي من لحظة وداع الدنيا ومن فيها .وسمعت صوتًا بل أصوات قائلة: الحمد لله على سلامتك كدنا نحسبك مع الأموات لولا لطف رب العباد.فقلت:أين ثريا وأعدت السؤال أين الحبيبة,فسمعت صوت قال:رحم الله ثريا ورحمك من هذا العذاب.فعرفت ما كنت فيه خيال بل سراب والواقع مستحيل لقائها إلاّ بالرحيل من هنا,يا ليتني ألقاها ولا أريد سوى هذا وأي حياة بدونها تكون.
يا لقلبها النقي كطفل حديث الولادة وكلماتها التي تدفقت من بين شفتيها كالشهد منسابا على الفؤاد بمذاقه الحلو و وجهها الملائكي الذي كان يشع نور كنور البدر بنقائها وصفائها وروحها التي كانت تحوم على الكل وتغدق من حولها بفيض حنانها الذي لا يضاهيه حتى حنان الأم على وليدها إنها صورة لملاك على الأرض نحسبها عند رب العباد بأعلى درجات الجنان .