أنت الذي لا يخاف غدر الموج والبحار
وأنت الذي نما في أحشائي نورا ونار
وأنا ياحبيبي امرأةٌ
نصفي أمواج ثائرة
ونصفي بقايا بعثرتها يد الأقدار
فتعال
وإرتحل في أعماقي أكثر وأكثر
لترمّم هشيم الإنتظار
كن ثوب هذياني... لأرتديك
كن بلا وجل نزوة ربيعي ...لأقترفك
وستشهد إنّي كالماء
أنسابُ من بين أصابع الإعتراف
وأمتصّ غضب خريفي الأرعن
وأُغرق آهة السنين العجاف
لن أجزع
وأنت كصوت الناي المشتهى تلاحقني
وأنا يا حبيبي أسبق خطا ظلّي
وأركض مع الشهب
حافية الزمان والمكان
وأنامل الملائكة هناك،،
ترعى حكايا الغمام ثم غيثا ترسمني
وشهدا على شفاه روحك تقطرني
لن أجزع
فـ عيناك ياحبيبي بوصلتي
تأخذان بيدي لأطرق باب قلبك المستهام
وأتسلل ضوء الفجر فيك وأسكنك
وعلى الحافة الأخرى من ظلّك
أحتسي مدامة القصيد
فيغرق وجهي في كأس الجوى
وأتوحد بك
و
أكونك
،
،
وتسألني رائحة الظلّ: أنّى للنار أن تحرق الماء وتسافر به من غرقٍ إلى غرق؟
،
لقد تمكنتِ منّي تماما ...
فأصبحت أمسي وأصبحُ بك ..
تسكنينني يا امرأة من لازورد ..
أراك تتجولين في أعماقي ...
ويلمحكِ العابرون في أحداقي
وأنا هناك على رصيفِ الإنتظار
ربما تمرين مثل سحابة فتمطرين فوق روابي روحي
يا سيدتي الجميلة
يا أغنيتي وقصيدتي
رفيقة الروح ...
كما السنابل تنمو في المروج ...فيصبح لونها أخضر
كما النجوم تكسو أديم السماء ... فتضيء الأفق
كانت حروفكِ تنشر الدفء في ثنايا الروح
كانت كلماتُك النشوى تسافر بي إلى حيث لا أدري
تعالي كي نُغنّي أغنيةَ حب لا تنتهي
تعالي فقد أعددتُ لك لحنا تسمو به روحي / ك
فأنا أتيتُك كي أعيد لك من منافي الروح إبتسامتك السليبة
قولي لهم :
فارسي جعلَ القصيدة في الزمان خماري
قولي لهم :
هذا ردائي من حروفٍ صادقة
وأنا بها أصبحتُ أجمل عاشقة
لا البرق قادمَ لا رعود ْ
والراصدُ الجويُّ نائمْ
ماذا هناك
للظل دوما رائحة
ورفيقتي ليست هنا
أتُرى تخافُ من العيون !!
أتُرى تفكر في الغياب
وأنا هنا
وحدي أفتشُ في المدى
عن صوتها
عن حرفها
عن حسّها
والليلُ مثلي ينتظر
فمتى سألمحُ طيفها
ومتى ستشدو فوق غصني في الصباح
ما أروع الوقت يافارسي
وأنا على صفحاته أقرأ لك مالا تكتبه
وأنصت إلى مالا تقوله
وقبل أن تتمتم شفاهك
أجدُني أدغدغُ في أعماقي
ذبذبات صوتك وأنادي لبيك...
قلتُ لهم هذا فارسي
دعوني أفتح لكم قلبي لتشهدوا فيه شعوبا من الحنان
ومليون امرأة له وحده..لا بل كل النساء
دعوني أحبه كما أشاء....
،
،
أحبك ياربيع الروح وأعلم أن حبي سيدوّخ ليلك ونهارك
وستراني يمينا ويسارا في صحوك ومنامك
وسيستعمرك جنون حواسي في الحضور والغياب
وتستوطنك براكين أشواقي..
وغيرة أحداقي...بلا شك ستحرقك
أتتذكر؟
عندما طويتَ أوراقك وأغلقتَ دفاترك
وأعتذرتَ لي ذات صدق
عن كل امرأةٍ تحمّمت في قصائدك
وهل تعلم..؟
منذ ذلك الحين
وأفكاري المجنونة تتقافز حول مخيلتي
وإني أبحثُ عن وصفة سحرية
تمنع خفافيش الليل من التسلل إلى همسة هاربة منك إليَّ
وتُسقط الأقنعة على وجوهٍ قادمة مع النهار
عندما تحاكي تنهيدة ضائعة في الطريق منك إليَّ
لماذا تبتسم؟ أنا لم أنتهِ بعد !
،
،
أحبك ياربيع الروح وأعلم أن نبضات قلبي ستُرهقك
وهي تنجب لك كل يومٍ أطفالا من شغب
تحاصر بين اللحظةِ واللحظة جزيئات فراغك
وكلٌّ يمرح حولك ...ويتوق لقطعة حلوى
وحفنة دفء من كف روحك الشغوف
ياصوتي المسموع
ياسرّي المكشوف
ياصمتي المدويّ
وصرختي الناطحة سحاب الأمل فيك
ما أحوجني إلى مليون قلبٍ
لأحبك أكثر وأكثر
فالروح يا روحي ...تشتهي الآن
أن تحبك أكثر
،
،
وتسألني رائحة الظلّ...ماذا وبعد؟
قبلكِ كنتُ أهيم مع موجة عابرة
كنتُ ألاحقُ اللاشيء ...
كنتُ أدور في دوائر مغلقة
وكان ..
أن وجدتُكِ قمراً أضاء قلبي
أدركتُ أني قد وجدتني ..
شاغلتي ...
لا تسأليني عن تفاصيلٍ عتيقة
عن عيونِ صبيّة ، أو جديلة عاشقة
لا تسأليني عن أي شيء ..
لا تخافي من مساءٍ غامقٍ ..
لا تخافي إن تأخرّ موسم البرتقال
أو غادرَ الصيفُ المدينة
أو تآمر البستان يوما على تواجد الزهرة
لأنّك معي ...وأنا معك
شاغلتي ...
دعيني أفكرُ بك ، أحلقُ في فضائك ، أرتب المفردات في حدائق قلبك
دعيني أقولكِ في مواويل الشروق ...وأهازيج المساء ...
دعيني أرتل باسمك في خلوتي ، في صمتي ، في لحظة سفر ...
مزّقتُ كلَّ شيء قبل لقائنا
وبدأتُ أرتبُّ الأمور والأشياء هكذا
في البدء أنت ..وفي الختام
وقبلك يا جميلة الحس
على الدنيا السلام
ياشاعري ماذا جرى؟
أشعر بدوران الأرض في رأسي
وإعترافاتك الشجية
تحاصر مدينة قلبي وتحاصرني
وهمساتك النديّة تارةً تراقصني
وأخرى تثقل خطا فكري ...
الربيع قادمٌ
والضباب آخذٌ في التلاشي
وتلك الفوضى اللذيذة
تطلّ من جديد وترفع راية جبروتك
وعلى أعتاب نبضي تنثر لآلئ الرجاء
هل سنلتقي؟
أنها فوضى ...بكل عذوبة تبعثرني
وتعلم أنك ستأتي لـ تلملني
وتعيد ترتيب الأيام والدقائق والثواني
كما ذات شوق...قد صنعت تأريخي من جديد
وهزمت كل أشجاني...
ماذا أقول ياشاعري؟
وكأني أحبك لأول مرة
ودقة قلبٍ هاربة من أخواتها
تؤجج براكين أعماقي
ترفرف حول طيفك والمدى
ودمعتي تسبق بسمتي
لتهمس لك وحدك:
(( أحبنّك كَلتلك من زمن ثاني أحبنّك ياولفي ضحكتي ما ما تملنّك ))
،
،
ولرائحة الظلّ ...عبقٌ مقدس
فقط
عند
الملائكة
،
،
وصلتْ حُروفُكِ فأيقظتْ مشاعرَ كانت مرهقة
وأشعلتْ ذُبالة عشق
وحرّكت نبضات قلبي
فتراقصت متناغمة مع دقّات قلبك
لا تقلقي يا سيدة الوقت وجميلة الزمان
سآتيكِ فارساً لطالما انتظرتِ وصوله
سآتيك حاملاً قلبا لك ...هو بيتُكِ الآمن
لا تقلقي إن تأخر الليل واعتذرَ النهار
إن تأخر اللوزُ في آذار
أو تاهت نجمة نيسانَ في ذاك المدار
ربيع عمري ...
هل تذكرين لقاءنا الأول
في ذلك الركن الجميل
في مطعم المدينة الغربي
ما زال فستانكِ الأزرق
يسكنني كموجة بحرٍ راقصت ميناء عكا
حين وصلت وبدأت بالسلام
فرددتُ عليك بكل لغات الترحيب
كانت ملامحك الجميلة ، تُنبي عن شوقك الدفين لي
وكانَ ارتباكُكِ المذهل ، يأخذني صوبَ مدائن الحلم
حتى النادل الأنيق ، لم ننتبه له وهو يسألنا ماذا يُقدم لنا
فاقتسمنا فنجانَ شوق لم يزل مذاقه في وجداني
قُلتِ لي يومها : ما دُمتَ لي ..سأظلُّ لك
سأعيشُ لك
سأكون لك
كنتُ أرصدُ حديثَكِ المُشتهى
كنتُ أتابعُ حروفك وهي تخرج برتابةٍ ونظام من فمك / قلبك
ساعة مرَّت كدقات قلب متسارعة
قلنا كلَّ شيء ولم نقل شيئا
ماذا لو استطعنا أن نسرقَ من قمر الترددِ موعدا لا ينتهي
ماذا لو تمردنا على التقاليد والعادات وقفزنا نحو زاوية الحلم
كيف نُخاطبُ المجهولَ فينا !!
يا امرأة تعجُّ بالأنوثة ...يفور الحسنُ والجمال منها
دعيني أحدثكِ عن كل شيء / عن اللاشيء يا كلَّ شيء
دعيني أخبرك عن صدى الكلمات وهي تُلامس روحي
عن الليل الذي بات يعرفني تماما
عن سهدي الطويل
عن نهاري الذي يبدأ بك
ولغتي التي باتت لا تعرفُ غيرك
يا توأم الروح الخالدة
وكيف أنسى ذاك اللقاء
مابين إحدى ليالي الشتاء وضحاها
كنتَ أنا
كنتُ أنت
والمرايا سرحت في عيون النشوى
تتأمل ملامح وجهك الغارق منذ الأزل
في خطوط يدي المرتعشة
ووجهي الصاعد نحو سابع السماوات،
في آفاق روحك الخضراء ...!
،
،
وبين الحياة والحياة
كان هناك حلما..
وثمة أمنية ...لم تبرح النبض قيد أنملة
فصارت في حضرتك أمنيات
تنبت زهرا
وحنينا
ومشاعر عذراء
وذهولا..ثم ذهول
إني بدأتُ أتنفس هواء الصباحِ من رئتيك
وهسهسات السّعد تقبِّل ثغر المساء في عينيك
وتتوّجني من حيث لا أدري طفلتك الشقية
وأنثى...لولاك ما كان الكون الفسيح ملء كفيّها...
أنت الذي ارتحل بين السفرِ والمقلِ والدموع العصيّة
ليقطف لي عطر الشمس وإشراقة الفجر وشيئا من الصخب
ويزيِّن بها خصلات الليل الساهر فينا وجديلتي...
أنت الذي أطلق سراح الطيور في مخيلتي
لتحط على أكتاف الوفاء وتغرِّد أنشودة الربيع
وترقص لعبق الإنسان فيك فراشات حديقتي
أبعد كل هذا السخاء أنسى اللقاء ؟
وهل تنسى السماء تمتمات الغمام ،
ودندنات المطر الراسخة في جوف الأرض؟
وهل ينسى القمر ذات يومٍ فيه إكتمل البدر ؟
لا لن تنسى الكينونة عودة الروح إلى الجسد
،
،
هل تعلم يا ملاكي؟ لك ماليس للكثير
لك نكهة الضمير
وأنا يا أنا...مذ توضأتُ بماء النقاء من عينيك
وأقمتُ صلاة البقاء في محراب شفتيك
ولقاؤنا الأول مباركٌ
مباركٌ
ثم مباركْ
،
،
قلتُها لك ذات وعدْ وسأقولها ورائحة الظل تشهدْ :
ما دُمتَ لي ..سأظلُّ لك
سأعيشُ لك
سأكونُ لك
،
،
ما زلت أذكر حين التقينا
في مساء ماطر ..
وكنا قد انتقينا مقعدا قريبا
من واجهة المطعم الزجاجية
وكانت قطراتُ المطر تتساقط
تُعانق الأرض العطشى
تماما ...كما كانت كلماتك تُعانق مسامعي ...
تأملتُ خصلاتِ شعرك المسافرة على جبينك
تأملتُ أصابعك الجميلة التي كانت تُعيدُ ترتيبها
كنتِ تتحدثين حديثَ العاشقة التي تبوح لأول مرة
عما يَجيش بصدرها ...
وكنتُ أشعرُ برغبتي الجامحة أن يطول الحديث وتتوقف عقارب الساعة المتراكضة
وتوقفتِ عن الحديث برهةَ من الزمن خلتها ألف عام ، عندما حضر النادل حاملا فنجان قهوتي
وكأس برتقال لك ...
وترك لنا ابتسامةً رقيقة ...
ابتسامة رسمها بعناية ودقّة
تحمل في طيّاتها أمنياته الثكلى
وأحلامه الموؤودة ...
قلتُ لك : إياكِ أن تقصّي خصلات شعرك
أو يدنو أيّ شيء من شعرك الجميل
لأنّك حبيبتي إن فعلت ، سيتمردُ كل شيء
سيصاب القمر بالذبول ، وتشعر الشمس بالوهن
وتقدمُ النجوم استقالتها ...
سيتأخر فصل الربيع
وتغادر البسمة وجوه الصغار
سيختلُّ نظام
ويهاجم مواسم الحصاد الجراد
ابتسمتِ عندها وقلت :
لكن شعري يرهقني
ويغزو الريح رتابته
ستلازمه الفوضى
سيتناثر مثل الليل على جدار النور
دعني أعيد ترتيبه من جديد
كانَ اللقاءُ بحجم شوقنا
كنتُ أقرأ في حديثك المُشتهى
عباراتٍ لم يبُحْ فيها اللقاء
كنتُ على يقينٍ أننا نسينا كل شيء
وتحدثنا في كل شيء ...
كنتُ في حيرةٍ من أمري ..
هل ألتزمُ الصمتَ وأكتفي بالإنصات لك
والسفر في حديثك الليلكي ..
أم ...أقول لك كلَّ ما أعددته للقائنا
أنت يا جميلتي
حديثك جميل
وإصغاؤك جميل
وعقاربُ الساعة مسرعة
وخوف ما يتملكني ..من عبارة لا بدَّ آتية : حان موعد الإنصراف .
ستقولُ لي جارتنا العجوز
حين تلمحني وأنا أشتري جريدة الصباح
أرى في وجهك نضارة العشق
ألمح فوقَ محياك ملامح الحب
وستخبرُكِ صديقتك الصبية
أنَّ ثمّة شيء يسكنك
وأنَّ أحلاما جميلة تزورك في هدوء
هل نخبر المجهول فينا أننا عرفنا طريق الحب
أنَّ عالم العشق جميل
هل نبوح للقمر الذي نراه من شرفة الوجد
أننا عرفنا تباشير الغرام
إنها الساعة المُدهشة بعد منتصف الجنون
العقارب توشوش في أذن الجدار
والمطر يتسرب من سقف ذاكرتي
ويوقظ في زوايا الوجدان هفوة نائمة تحت جفونك
المرايا تهذي
والوجوه تقطنُ أنامل تنقر بلغة اليمام على كتف لغتي
وأنا...قد تاهت مني أبجديات الورد
وبدأتُ في البحث عنّي...
لمَ لا أراني إلا فيك
لمَ لا أجدني إلا معك
ألأنك تشبهني؟
أم لأني أشبهك؟
،
،
الشمس تشرق في بؤبؤ عينيك
والضوء ينبسط ثملا
ويمتدّ من الوريد حتى راحتيّ المدى
هل سيحرقني الضوء؟
،
،
نيسان ...خلف الباب ينتظر
هل أسمح له بالدخول؟
أم أخبره أنك تمرّدتَ على قانون الطبيعة
وصرت ربيع الروح وأجمل الفصول..
ارتديتني خرافة من حرير
وارتكبتَ الحلم مأوى
وأن مسامات الحلم قد امتلأت بحقيقة هيبتك
وفراشات القلب لا ترقص إلا في حضرتك
ولأجلك طال شَعري
وتألق شِعري ونثري..
وإننا ذات وعدٍ وعهد تحت معطف الوقت اختبأنا
إلى زمنٍ غير زمننا تسلّلنا
وبنور الوفاء تسربلنا
وإنا عن بعضينا لا لن نتوب...!
،
،
تعال أيها الشقيّ الجميل
عند منعطف الشوق أنتظرك
خذ مواقد نبضي
خذ ماتبقى من صوت الحنين وصدى تراتيلي
ومابين شهقتي وأنفاس الخشوعِ ،،،،خذ رمقي الأخير
وامنحني جناحين...!!
وتقول رائحة الظلّ: لك ماليس للكثير،،،لك نكهة الضمير
،
،