حوار من القلب : والشاعر حسن حجازي في الأهرام المسائي /3/1/2010
حوار من القلب :
والشاعر حسن حجازي في الأهرام المسائي
الأحد 3 يناير 2010م
شكسبير سرقني ... وبودلير عذبني !
في الأونة الأخيرة تردد اسم حسن حجازي في الكثير من المحافل الأدبية المحلية وبات معروفاً في المنتديات الأدبية والكثير من الصحف الإلكترونية ونُشرت أعماله في مجال الشعر والترجمة في كثير من الصحف العربية وثارت حوله الكثير من التساؤلات سواء على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي ... وبدأت تدور حول كتبه الدرسات النقدية والأدبية ويثير الكثير من الجدل والإهتمام ....فكان لنا معه هذا الحوار .
·لنبدأ من النهاية ما هي آخر إصداراتك الادبية ؟
·أولاً أشكر الأهرام المسائي لهذا الاهتمام المتزايد بالكُتاب والمبدعين وتلك المساحة الرحبة للثقافة والأدب في شتى صنوف الثقافة والإبداع في وقت تضنُ فيه الكثير من الصحف بذلك .
·" التي في خاطري " آخر إصدارتي الشعرية عن دار سنباد للنشر والإعلام وأنتهز الفرصة لأرسل تهنئة من القلب لمرور عام
على بداية نشاطها في مجال النشر والإعلام المتميز بحق .
·في مجال الترجمة هو إصدار ديوان شعري مشترك يحوي إبداع لخمسة عشر شاعراً من مختلف ربوع الوطن العربي يمارسون نشاطهم وابداعهم من مختلف بقاع العالم ، بمبادرة من صحيفة نوستالجيا الإلكترونية للأديبة المغربية دكتورة /أسماء غريب المقيمة بإيطاليا بالتعاون مع دار النشر الرقمية الإيطالية كليبسيدرا,حيث قامت هي بالترجمة الإيطالية وقمت أنا بالترجمة الإنجليزية للديوان الرقمي العربي الموسوم ب " همسات من البحر الآخر" و هي تجربة جديدة تخوضها الدار للتعريف بالأدب العربي و شعراءه المعاصرين و المنحدرين من مختلف بقاع العالم العربي , من المغرب, إلى العراق و فلسطين و مصر . و يضم الديوان بين دفتيه 15 قصيدة تم اختيارها من بين نصوص عدة نشرتها المجلة الإلكترونية " نوستالجيا" و تبنتها كمشروع خاص وهو متوفر عبر الشبكة العالمية بالمجان .
و الديوان هو في مجمله مجموعة من الشهادات عَبَر من خلالها الشعراء عن آراء و أحاسيس مختلفة تجاه الحياة و الموت, تجاه الحرب و الحب في أسمى تجلياته الروحية المقدسة. أما القصائد فتحكمها بشكل عام روح قوية تحركها قيم عالية و أخلاق سامية, ينادي بها الشعراء و يتحد معهم فيها القراء و عشاق الكلمة النقية الهادفة, فهم من خلال أبياتهم يرسمون للناس, للعقول و للقلوب طريق الكلمات و الأفكار التي لا يستطيعون التعبير عنها عبر أسلوب مشبع بطاقة روحية عظمى هدفها الصعود بالإنسان إلى أرقى المراتب و الدرجات. وتضمن الكتاب قصيدتي "الغوث الغوث " التي تتناول الدويقة واستلهام روح أكتوبر ونصره الخالد .
nوما زلنا مع الترجمة كيف كانت البداية ؟
البداية كانت من حبي للقراءة منذ الصغر وعشقي للمكتبة في شتى صنوف الفكر والإبداع من روايات الجيب ,سلسلة الآلف كتاب , سلسلة أقرأ ، الدوريات الأدبية المتعددة التي كانت تملا الساحة الأدبية
ودأبي على سماع الإذاعة ,وخاصة قصائد أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز , ثم التحاقي بكلية التربية جامعة الزقازيق ودراستي للأدب الإنجليزي من شعر ورواية ونقد وترجمة ومقال
وأساتذة كرام كنا ننهل من فيضهم مثل دكتور زكي عبد الله ودكتور بدر خليل رحمه الله ...ثم أثناء قراءتي لإحدى قصائد
الشاعر الإنجليزي جون كيتس " كفاك دمعاً ونحيب .." فسحرتنى كلماتها وموسيقاها فبدأت في ترجمتها وكانت البداية عن طرق النشر في الكثير من المنتديات الادبية وتوالت التعليقات والتراجم حتى ترجمت ما يربو على المائة قصيدة ... في تلك الفترة توضدت صداقتي مع الشاعر الفلسطيني المغترب منير مزيد وتعاونت معه في إصدار أنطولوجيا الشعر العربي المعاصر لشعراء عرب بثلاثة لغات لغات عربي انجليزي روماني وقد صدر هذا الكتاب في رومانيا . ثم توضدت علاقتي بالقاص والمترجم التونسي دكتور ابراهيم درغوثي وقمت بترجمة مجموعته القصصية " تحت شمس دافئة " ثم الشاعر التونسي محمد بوحوش وترجمت له مجموعته الشعرية "تحت ظلال الأبدية " طبعا للغة الإنجليزية . وكذلك أنتهيت من ترجمة المجموعة القصصية للقاص السعودى حسن البطران " نزف من تحت الرمال " .
·من الواضح نشاطكم الواضح والجلي في مجال الترجمة .. هل كان للترجمة أثر على ابداعكم ونشاطكم الأدبي ؟
نعم بقدر ما أعطي للترجمة فهى تعطيني وتمنحني الكثير سواء الترجمة من العربية للإنجليزية أو العكس فهناك تأثير وتأثر من صقل للغة ومواكبة الجديد سواءعلى المستوى المحلي أو العالمي .
·هذا يقودنا لسؤال هام بمَن تأثرت في مشوار الإبداعي ؟
أولا تأثرت جداً وما زلت بالقرآن الكريم فهو المدرسة الأولى ثم بمعظم الشعراء القدامى والمحدثين ...لكن سحرني لوركا كثيراً وهمتُ مع وردث ورث كثيرا ، وسرقني شكسبير بعبقرياته وعذبني بودلير مع أزهار الشر ، وحيرني إليوت في جرأته ونظرياته النقدية ، صلاح عبد الصبور ومسرحه الشعري وشدوه الشعري المعبر عن قضايا البسطاء واحمد عبد المعطي حجازي والكثير ....
·على ذكر السويس هل كان لإنتصار أكتوبر تاثير ما على شعرك ؟
نعم بالتأكيد ! كما لكان الإخفاق في يونيو " سبعة وستون " كما كان لنصر أكتوبر الأثر الأكبر ، قصيدتي "الغوث الغوث " توضح هذا بجلاء عندما حَلَقَت أرواح الشهداء فوق الدويقة وترسل دمعة رطبة على جبين جندي مصري وهو يجاهد الصخور ليحاول العثور على أحياء تحت أنقاض الدويقة وهو صائم في نهار رمضان لينقذ أهله من تحت أنقاض الدويقة كم أعاد لنا كرامتنا في إنتصار اكتوبر المجيد !
كذلك تضمنت مجموعتي الشعرية الأخيرة " التي في خاطري "
العديد من القصائد التي تتناول ذكرى عودة طابا لحضن الوطن العزيز وتتغني بعودة السيادة المصرية على ربوع الوطن .
·تنوع إبداعك الأدبي بين الشعر والترجمة ... أيهما تفضل ؟
ايضاً أكتب القصة وعندى ما يكفي لإصدار مجموعتين او أكثر لكن الشعر يستهويني أكثر لكن احيانا اميل لكتابة القصة وخاصة القصيرة .
·هناك من يردد أن هذا ليس زمن الشعر ...؟
نعم ليس زمن الشعر ...لكن الشعر الذي يُكتب من أجل الشعر ..الذي يحتاج لقاموس ومعجم لنفك طلاسمه ..نريد الكلمة السلسة البسيطة المُعبرة .. دون إسفاف .. دون تسطيح ..الشعر الذي يعبر عن الوطن وهمومه وقضاياه .. الشعر العاطفي الآسر .. الرقيق ..الشفيف .. العذب.. الصادق .. شعر كامل الشناوي ..نذار قباني ..صلاح عبد الصبور ..
·عودة للإصدارات الشعرية لنلقي الضوء عليها ؟
البداية مع " في انتظار الفجر " ثم " حواء وانا " ثم "همسات دافئة " ثم " التي في خاطري " ، في مجال الترجمة كتاب " سبعة أعمار للإنسان " وهو يضم ما يزيد عن السبعين قصيدة لسبعة وعشرين شاعراً بداية من توماس وايت ، اديموند سبنسر ، شكسبير ،روبرت هيريك ، جون ميلتون ، وليام بليك ، وليام وردثورث ، والتر سكوت ، جيمس لي هنت ، بيرون جون كيتس ،
جون كلار كارولين نورتون ، حتى نصل لفيليب لاركن .
ثم الأصدار الأخير من خلال النشر الإلكتروني " همسات من البحر الآخر " .
·ما هي الموضوعات التي تستهويك ؟
البداية كانت مع الرومانسية وما زالت ، لكن المواطن المصري والعربي اكثر ، يستهويني الإنسان أياً كان ، قضية فلسطين أرقتني
وسرقتني كثيراً من نفسي كتبتُ الكثير عن القضية الفلسطينية والقدس ومأساة غزة وكم المعاناة التي عاشتها وما زالت .. الهم العربي والتفتت والتشرزم غرقتُ في الهم العربي ونتطلع ليوم آتٍ قريب والإتحاد الأوروبي ليس عنا ببعيد . لكن مصر هي الأميرة هي السيرة هي الشفيفة هي العفيفة هي الكبيرة معشوقتي وحبيبتي وغاية دربي .
·هل أنت مع النشر الورقي أم الإلكتروني ؟
النشر الإلكتروني أسرع وأيسر وأرخص وفتح المجال واسعاً امام المبدعين لكن لا غنى عن النشر الورقي لتوثيق نتاج المبدع والخوف عليه من السرقة ، لكن النشر الورقي أعتقد أنه سيعاني في الفترة القادمة خاصة مع ارتفاع التكلفة والمصروفات والركود الذي يعاني منه العالم .
·النقد والنقاد ..هل حقيقة ما يقال أننا نعاني أزمة نقد ؟
تناول الكثير من النقاد أعمالي الشعرية بالنقد والتحليل منهم إبراهيم حمزة ، دكتور مصطفى عطية جمعة ، منير مزيد ، دكتورة اسماء غريب، دكتور عبد الدائم السلامي , دكتور حسين كراز ...رغم ذلك أعترف شعري يحتاج لمزيد من الدراسات ..لا غنى للشاعر عن الناقد ولا الناقد عن الشاعر فالنقد عملية إبداع متواصل .. لكن اعترف أننا نعيش أزمة نقد حقيقية .
·خلال تواصلك مع الترجمة والإبداع ما الذي استوقفك ؟
أذكر أنني قمت بترجمة قصيدة "بغداد " إلى اللغة العربية للشاعر الروماني المعاصر " ماريو كلاريو " وكم كانت دهشتي لكيفية استلهامه التراث العربي ومعرفته بالثقافة العربية وآدابها ومبدعيها حيث تبدأ القصيدة من قصر الخلد من وسط بغداد والخليفة هارون الرشيد وشهرزاد وعَبَر عن الغزو الأمريكي للعراق أفضل ألف مرة مما عبر الكثير من الشعراء العرب وتناول فيها قضية القصف البربري لبغداد كما تناول قضية الجندي الأمريكي الذي يُساق للموت ولا يعرف السبب في زمن تعددت فيه المصالح ! كذلك قصيدة كارولين نورتون الشاعرة الإنجليزية " في وداع عربي لجواده " وكذلك قصيدة جيمس لي هنت عن المتصوف الكبير ابراهيم بن أدهم وكذلك قصيدته عن مصر .
·ما هي آخر أنشطتك في الوقت الحاضر ؟
مشروع شعري لترجمة كتاب لشاعر أمريكي معاصر هو "جورج أور ".. الكتاب اسمه :" بخصوص الكتاب الذي هو جسد الحبيب " لاقوم بترجمته للعربية وأوشكت على الإنتهاء منه وبقيت بعض أعمال المراجعة والتقديق ليتم تقديمه للنشر بعون الله ، الكتاب مستوحى من قضية البعث وعودة الحياة وأسطورة إيزيس وأوزوريس وحورس كم تناول قصة سيدنا موسى والصندوق والنيل والكثير عن مصر وكم كانت دهشتي عندما قال لي بأنه في غاية السعادة لصدور الترجمة العربية من مصر وعودة الفرع إلى الأصل والكتاب تَقدمتُ به ليصدر من خلال المجلس الأعلى للثقافة مترجماً للغة العربية ...قسم الترجمة ..
وكذلك مشروع كتاب للترجمة إلى اللغة الإنجليزية للمبدع الأستاذ الدكتور : مدحت الجيار بعنوان "سيدة الأشجار ".