سيدي الشاعر ..
وأخي الحبيب .. جمـــــــــــــــل داري ..
تهنئة من القلب .. لهذه الروح المعطاءة والمقدرة العالية والذائقة السامية .. التي تملك ..
الحمد لله أنك ستلتقط أنفاسك ..
بعد هذه الجولة المكثفة في الأجوبة .
وللحق أقول : أنك بارع ياسيدي ومتمكن ولبق.. وعميق وحكيم ..
وسأحاول المناورة .. بعض الشيء .. لأشاغلك .. ريثما ينسكب فيض انهمار جديد من الأخوة والأصدقاء ..
كثرٌ الذين دخلوا ولم يسألوا بسبب كثافة الأسئلة .
وتراهم يعودون بعد هدأة قصيرة كهذه ..
* * *
فيما مضى من عهود وعصور .. كالجاهلي والأموي والعباسي ..كان الشعر يحتل المكانة الأرقى .. والأهم .. ولم يكن هناك شرخ بين الشاعر وجمهور المتلقين .. فاللغة المحكية آنذاك باتت قاموسية اليوم ...
وهذا من الأسباب التي كانت تجعل هذا التقارب بين المجتمع عموما والشعر ..
والآن .. أصبحنا نبحث ونفتش ونتحرى عن شخص ما يحب الشعر ..
قد يكون للفنون الأخرى دورها في هذا .. كالمسرح والتلفزيون والموسيقا ووو
وقد يكون بسبب البعد عن اللغة ..
وقد يكون بسبب تحول العقل البشري للمادة والهموم المادية ..
وتشيؤ الإنسان ومكننة الدماغ ..
أرجو التكرم برأيكم الكريم في هذا الجانب ..
وللسؤال شق سياسي .. بعد جوابكم ..
مع خالص التقدير والمحبة ..
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
الأستاذ القدير والشاعر الرائع .. أخي وحبيبي السنجاري الكبير ..
لك الشكر ..يا صديقي على كلماتك الرائعة وأنوارك السنية ..
وتأهب لهذه النافذة .. بعد حين ..
مودتي وعبق الرياحين
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
أخي جميل داري
نحاول انتقاء الكلمات ونغوص في أمهات الكتب التي انحفرت في الذاكرة لعلنا نجد قوالب لفظية نصب فيها ما يختلج في الأعماق من مشاعر التقدير والحب
من مشاعر الإعجاب بشخص لا يرتوي من ينابيع العلم والشعر والمعرفة
فهل نحن قادرون؟
يا شاعري
يقذفنا الزمان في كل اتجاه ونحن نحاول الإمساك بعنانه وهو الجموح دائما والمتمرد على قيادتنا له
أو أن أتعلم منك :
في أية مواقف انقاد الزمان لك؟
يا شاعري
نحن جرح نازف مدمى ووجع في العمق ننظر هنا فنرى أشلاء وأشلاء
نرنو إلى خريطة وطن تتناوشه الذئاب وغد قطعوه أشلاء أشلاء
فكيف ترى يا شاعري مستقبل أمتنا العربية من محيطها إلى خليجها؟
يا سيد الشعر
معركة الحداثة والأصالة لا زالت مستعرة بين الشعر العمودي والتفعيلي وقصيدة النثر
ونحن في كثير من حالاتنا نتأرجح هنا وهنا
لسبب أو لآخر
حبذا لو همست لنا برأي عن كل صنف ببعض كلمات
يا شاعري دعني أحيي سيدة النبع
وأحيي الأخ عبد الكريم على هذه اللفتة
ولك مني بيادر الحب من أقحوانات وطني العربي الكبير
الحبيب الغالي أستاذنا القدير رمزت لقلبك الفرح ياسيدي ..
وامتناني لإثرائك حوارنا ببعض وقتك وهذه الكلمات الراقية الجميلة ..
وأحلى صباح لضيفنا الكريم وشاعرنا القدير جميل داري ..
والمحبة للجميع ..
وأهلا بكل الأحبة ..
كريــم
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
سيدي الشاعر ..
وأخي الحبيب .. جمـــــــــــــــل داري ..
تهنئة من القلب .. لهذه الروح المعطاءة والمقدرة العالية والذائقة السامية .. التي تملك ..
الحمد لله أنك ستلتقط أنفاسك ..
بعد هذه الجولة المكثفة في الأجوبة .
وللحق أقول : أنك بارع ياسيدي ومتمكن ولبق.. وعميق وحكيم ..
وسأحاول المناورة .. بعض الشيء .. لأشاغلك .. ريثما ينسكب فيض انهمار جديد من الأخوة والأصدقاء ..
كثرٌ الذين دخلوا ولم يسألوا بسبب كثافة الأسئلة .
وتراهم يعودون بعد هدأة قصيرة كهذه ..
* * *
فيما مضى من عهود وعصور .. كالجاهلي والأموي والعباسي ..كان الشعر يحتل المكانة الأرقى .. والأهم .. ولم يكن هناك شرخ بين الشاعر وجمهور المتلقين .. فاللغة المحكية آنذاك باتت قاموسية اليوم ...
وهذا من الأسباب التي كانت تجعل هذا التقارب بين المجتمع عموما والشعر ..
والآن .. أصبحنا نبحث ونفتش ونتحرى عن شخص ما يحب الشعر ..
قد يكون للفنون الأخرى دورها في هذا .. كالمسرح والتلفزيون والموسيقا ووو
وقد يكون بسبب البعد عن اللغة ..
وقد يكون بسبب تحول العقل البشري للمادة والهموم المادية ..
وتشيؤ الإنسان ومكننة الدماغ ..
أرجو التكرم برأيكم الكريم في هذا الجانب ..
وللسؤال شق سياسي .. بعد جوابكم ..
مع خالص التقدير والمحبة ..
كريم الوجه واليد واللسان..
ما أروع سؤالك الذي في داخله الجواب..
وماذا يمكن لي أن أضيف الى ما قلته حول انفضاض الناس عن الشعر خاصةوالفنون عامة
يا صديقي الحبيب ..ان الامية الابجدية تفتك بالكثير من ابناء الأمة ولعلك تدهش ان عدد النساء الاميات في الوطن العربي يزيد على سبعين مليونا..ناهيك عن انواع الاميات الاخرى كالامية الثقافية والسياسية والفكرية؟؟
ليس كل من حمل شهادة جامعية او دكتوراه كان مثقفا وقد كنا نترنم في شبابنا بما يلي:
ما كل من لبس النجوم بضابط إن النجوم تباع في الأسواق
وما اكثر الشهادات العليا التي لا يفهم اصحابها الف باء الفن ومعنى الحياة
واذا كنت لا تصدقني فساستعين باحمد شوفقي الذي قال:
وكم منجب في تلقي الدروس تلقى الحياة فلم ينجب
أي: ما أكثر المجتهدين في مجال اكتساب المعارف ولكنهم في قضايا الحياة جهلة واميون..
اذا المشكلة الاولى عندي هي في المجتمع المكتظ بهؤلاء الناس الذين لا يمتون الى الفن والشعر والحياة بصلة...
الناس عندنا في هذا العصر استهلاكيون اي كائنات تعيش لاشباع دوافعها الجسدية اما الروح ولغة الروح فهي معضلة القليل الذي يحمل همه وهم الامة والانسانية..
امزح مع طلابي واطلب منهم اجابة سريعة للسؤال التالي:
تعيش لتأكل أم تأكل لتعيش؟؟
ها قد أطل رمضان وسيصبح هم الناس السهر ليلا والنوم نهارا والمناقشات الحامية حول طبق اليوم والاغنياء ينتفخون كروشا والفقراء يزدادون الما وجوعا
وقليل من يفكرفي جوع غيره ..من منا يفكر في الصومال؟؟ اننا نسمع اخبارهم في محطة ما ثم ننتقل الى محطة فيها الاغاني والفوازير واخاصمك آه اسيبك لا...؟
العيب في نظري ليس في الشعر والفن عامة..فهما بخير وهناك مبدعون كثيرون في دنيا العرب ولا تنس ماساتهم مع مجتمعاتهم المتخلفة ولك ان تتذكر ماساة طه حسين ومحاولة قتل نجيب محفوظ حتى حيدر حيدر لم يتخلص من تبعات روايته العظيمة" وليمة لاعشاب البحر"
الحديث طويل وذو شجون
والآن عصافير بطني تزقزق ..
سارتاح قليلا او كثيرا لاعود اليكم انهل منكم الود والجمال والحياة..
عمت وقتا ..ايها الوقت الذي يجرف اعمارنا الى هاوية المخاضات والولادات الجديدة
دائما هناك جديد تحت الشمس..
ودمت شمسا في سماء النبع العطوف والكريم..
آخر تعديل عبد الكريم سمعون يوم 07-29-2011 في 01:34 PM.
ما أروع سؤالك الذي في داخله الجواب..
وماذا يمكن لي أن أضيف الى ما قلته حول انفضاض الناس عن الشعر خاصةوالفنون عامة
يا صديقي الحبيب ..ان الامية الابجدية تفتك بالكثير من ابناء الأمة ولعلك تدهش ان عدد النساء الاميات في الوطن العربي يزيد على سبعين مليونا..ناهيك عن انواع الاميات الاخرى كالامية الثقافية والسياسية والفكرية؟؟
ليس كل من حمل شهادة جامعية او دكتوراه كان مثقفا وقد كنا نترنم في شبابنا بما يلي:
ما كل من لبس النجوم بضابط إن النجوم تباع في الأسواق
وما اكثر الشهادات العليا التي لا يفهم اصحابها الف باء الفن ومعنى الحياة
واذا كنت لا تصدقني فساستعين باحمد شوفقي الذي قال:
وكم منجب في تلقي الدروس تلقى الحياة فلم ينجب
أي: ما أكثر المجتهدين في مجال اكتساب المعارف ولكنهم في قضايا الحياة جهلة واميون..
اذا المشكلة الاولى عندي هي في المجتمع المكتظ بهؤلاء الناس الذين لا يمتون الى الفن والشعر والحياة بصلة...
الناس عندنا في هذا العصر استهلاكيون اي كائنات تعيش لاشباع دوافعها الجسدية اما الروح ولغة الروح فهي معضلة القليل الذي يحمل همه وهم الامة والانسانية..
امزح مع طلابي واطلب منهم اجابة سريعة للسؤال التالي:
تعيش لتأكل أم تأكل لتعيش؟؟
ها قد أطل رمضان وسيصبح هم الناس السهر ليلا والنوم نهارا والمناقشات الحامية حول طبق اليوم والاغنياء ينتفخون كروشا والفقراء يزدادون الما وجوعا
وقليل من يفكرفي جوع غيره ..من منا يفكر في الصومال؟؟ اننا نسمع اخبارهم في محطة ما ثم ننتقل الى محطة فيها الاغاني والفوازير واخاصمك آه اسيبك لا...؟
العيب في نظري ليس في الشعر والفن عامة..فهما بخير وهناك مبدعون كثيرون في دنيا العرب ولا تنس ماساتهم مع مجتمعاتهم المتخلفة ولك ان تتذكر ماساة طه حسين ومحاولة قتل نجيب محفوظ حتى حيدر حيدر لم يتخلص من تبعات روايته العظيمة" وليمة لاعشاب البحر"
الحديث طويل وذو شجون
والآن عصافير بطني تزقزق ..
سارتاح قليلا او كثيرا لاعود اليكم انهل منكم الود والجمال والحياة..
عمت وقتا ..ايها الوقت الذي يجرف اعمارنا الى هاوية المخاضات والولادات الجديدة
دائما هناك جديد تحت الشمس..
ودمت شمسا في سماء النبع العطوف والكريم..
بورك النبض الذي يحرك الذهن والعقل والقلب ..
سيدي الشاعر ..
كلماتك الرائعة هي إختزال وتلخيص لحالة الواقع المرير بكل أسف ..
تحية كبيرة لذاك العقل الذي تلقى الظواهر والموضوعات .. وأعاد صياغتها معرفيا وفكريا .. ليعيدها للمتلقى ترياقا معرفيا سهل المنال .. وعذب المقال ..
أستاذي الكريم .. وضعت يدك على الجرح ..
وهنا لا بد للتطرق للفكر السياسي إن جاز التعبير ..
لقد تكرمتم سيادتكم بالإضاءة على أسّ المشكلة .. وخلاصة زبدتها ,, بقولكم في معرض حديثكم القييم :
(الناس عندنا في هذا العصر استهلاكيون اي كائنات تعيش لاشباع دوافعها الجسدية اما الروح ولغة الروح فهي معضلة القليل الذي يحمل همه وهم الامة والانسانية.. )
وأعتقد جازما هنا أن الدور الأساس في هذه النتيجة المزرية .. هو للأنظمة الحاكمة ..(الأمنية) العربية والحكومات المتشكلة من مافيات إقتصادية ورأسمالية .. استطاعت عبر العقود الأخيرة متعاونة مع من يدير دفّة الرأسمالية العاليمة .. المتمثلة بما يسمى الدول العظمى ..
وإتّباع الأنظمة العربية لسياسة التجويع .. مما أدى لإنشغال المواطن العربي في علبة الحليب لإبنه ودواء السعال وخافض الحرارة .
مع قتل مباشر لمقدرة المواطن العربي على التكييف والتلائم التي كانت موجودة في الستينيات وقبل وبعد بقليل .. ورغم أنني لم أعايش تلك الأزمنة إلا أنني أعيها وقد عايشت أواخرها ..كان الإنسان العربي منتج .. ومثقف .. وأنا أذكرها .. في أحاديث السهرات .. حتى في الأرياف النائية والبعيدة كلها عن الأدب العالمي \وكنت حينها أسمع تكرار هذه الاسماء كثيرا ..فيكتور هيجو ألفرد ديموسييه وليم شكسبير ووووو والآن من يعرف من تلامذة المدارس حيدر حيدر أو حنا مينيه أو دان براون .. أو نزيه أبو عفش أو الطيب صالح .. أو رياض الصالح حسين . أو أو أو ..
والله أتمنى من القلب أن يزورني جار أو قريب أو ضيف .. ويطلب مني أن أقرأ له نصا شعريا .. إن لم يكن من الخاصة الأدباء .. وأشعر بالغربة الحقيقية وبات تواصلي خارج النت مع أشخاص لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ..يا ترى هل لفظني المجتمع .. أم أنا من لفظ كل المجتمع .. وأهل أستطيع أن ألقي بلائمتي على هذا الشعب الطيب البسيط وماذا أجيب شخص يُدعى للمركز الثقافي ليحضر أمسية لي أو لسواي .. وهو يقول : عندي عمل أو لا أملك أجرة نقل .. أو لست فاضيا لهذه الأمور الفارغة .. أو بعضهم يسأل هل يعطوننا شيئا لو ذهبنا ..
بينما في السبعينيات كانت الأمسيات تقام في الأرياف على البيادر .. لأنه لم تكن القاعات تتسع لعدد الناس .. كان للكلمة وقعها في الأسماع ..
وحين يلقي الشاعر قصيدة ويشعر بالعيون تبث إليه الإعجاب والفهم يتألق ويحلّق .. ويتوهج إبداعا ..
والله أعتقد أنني استرسلت كثيرا .. في حديث مؤلم لا ينتهي ..
ولكن التساؤل هنا ..
أليست الأنظمة العربية هي المسؤول المباشر عمّا حدث ..؟
وهل لذلك علاج برأيك ..؟
وأتوجه بالشكر الجزيل لسعة صدرك ..
ولجميع من يشرفنا بهذا الحوار ..
راجيا من الأخوة والأخوات عدم تكرار الأسئلة التي طرحت من قبل للإفادة من كل لحظة مع كبيرنا الراقي جميل داري ..
وأهلا بكم جميعا ..
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
بورك النبض الذي يحرك الذهن والعقل والقلب ..
سيدي الشاعر ..
كلماتك الرائعة هي إختزال وتلخيص لحالة الواقع المرير بكل أسف ..
تحية كبيرة لذاك العقل الذي تلقى الظواهر والموضوعات .. وأعاد صياغتها معرفيا وفكريا .. ليعيدها للمتلقى ترياقا معرفيا سهل المنال .. وعذب المقال ..
أستاذي الكريم .. وضعت يدك على الجرح ..
وهنا لا بد للتطرق للفكر السياسي إن جاز التعبير ..
لقد تكرمتم سيادتكم بالإضاءة على أسّ المشكلة .. وخلاصة زبدتها ,, بقولكم في معرض حديثكم القييم :
(الناس عندنا في هذا العصر استهلاكيون اي كائنات تعيش لاشباع دوافعها الجسدية اما الروح ولغة الروح فهي معضلة القليل الذي يحمل همه وهم الامة والانسانية.. )
وأعتقد جازما هنا أن الدور الأساس في هذه النتيجة المزرية .. هو للأنظمة الحاكمة ..(الأمنية) العربية والحكومات المتشكلة من مافيات إقتصادية ورأسمالية .. استطاعت عبر العقود الأخيرة متعاونة مع من يدير دفّة الرأسمالية العاليمة .. المتمثلة بما يسمى الدول العظمى ..
وإتّباع الأنظمة العربية لسياسة التجويع .. مما أدى لإنشغال المواطن العربي في علبة الحليب لإبنه ودواء السعال وخافض الحرارة .
مع قتل مباشر لمقدرة المواطن العربي على التكييف والتلائم التي كانت موجودة في الستينيات وقبل وبعد بقليل .. ورغم أنني لم أعايش تلك الأزمنة إلا أنني أعيها وقد عايشت أواخرها ..كان الإنسان العربي منتج .. ومثقف .. وأنا أذكرها .. في أحاديث السهرات .. حتى في الأرياف النائية والبعيدة كلها عن الأدب العالمي \وكنت حينها أسمع تكرار هذه الاسماء كثيرا ..فيكتور هيجو ألفرد ديموسييه وليم شكسبير ووووو والآن من يعرف من تلامذة المدارس حيدر حيدر أو حنا مينيه أو دان براون .. أو نزيه أبو عفش أو الطيب صالح .. أو رياض الصالح حسين . أو أو أو ..
والله أتمنى من القلب أن يزورني جار أو قريب أو ضيف .. ويطلب مني أن أقرأ له نصا شعريا .. إن لم يكن من الخاصة الأدباء .. وأشعر بالغربة الحقيقية وبات تواصلي خارج النت مع أشخاص لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ..يا ترى هل لفظني المجتمع .. أم أنا من لفظ كل المجتمع .. وأهل أستطيع أن ألقي بلائمتي على هذا الشعب الطيب البسيط وماذا أجيب شخص يُدعى للمركز الثقافي ليحضر أمسية لي أو لسواي .. وهو يقول : عندي عمل أو لا أملك أجرة نقل .. أو لست فاضيا لهذه الأمور الفارغة .. أو بعضهم يسأل هل يعطوننا شيئا لو ذهبنا ..
بينما في السبعينيات كانت الأمسيات تقام في الأرياف على البيادر .. لأنه لم تكن القاعات تتسع لعدد الناس .. كان للكلمة وقعها في الأسماع ..
وحين يلقي الشاعر قصيدة ويشعر بالعيون تبث إليه الإعجاب والفهم يتألق ويحلّق .. ويتوهج إبداعا ..
والله أعتقد أنني استرسلت كثيرا .. في حديث مؤلم لا ينتهي ..
ولكن التساؤل هنا ..
أليست الأنظمة العربية هي المسؤول المباشر عمّا حدث ..؟
وهل لذلك علاج برأيك ..؟
وأتوجه بالشكر الجزيل لسعة صدرك ..
ولجميع من يشرفنا بهذا الحوار ..
راجيا من الأخوة والأخوات عدم تكرار الأسئلة التي طرحت من قبل للإفادة من كل لحظة مع كبيرنا الراقي جميل داري ..
وأهلا بكم جميعا ..
كريم الأصل نبيل القول..
ياه كم تريحني في علامات استفهامك لأنك تسأل وتجيب عني إذ كلنا في الهوى سوى..
أسئلتك الجارحة المجروحة تضمد الريح بالنار تشعل الحرائق لإبادة عالم قديم وصناعة عالم جديد يحكمه الأطفال والمجانين والشعراء وأنا على ثقة لو أن هؤلاء حكموا الكون لعشنا في بلهنية لم تحظ بها ماري انطوانيت التي علقت على جوع الناس :"لماذا لا يأكلون الكاتو؟"
نعم كما قلت فان السلطة السياسية لها مصلحة في كم أفواه المبدعين الذين يسبحون ضد التيار ولا يسبحون بحمد السلطة ولسان حالهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وهذا اضعف الايمان..."
السلطة تصادر الحرية والمبدع اكثر الناس حاجة اليها ليقول ما يشاء دون حسيب ولا رقيب ولكنه في الوقت نفسه اكثر الناس حرمانا من هذه الحرية ومن هنا اتذكر ما قاله الراحل يوسف ادريس :
"ان الحرية الموجودة في الوطن العربي لا تكفي اديبا واحدا.."ولك ان تتصور حجم المأساة..؟
كذلك تنشر السلطة ثقافة التجهيل والتطبيل والتزمير مما يؤدي الى بقاء المجتمع متخلفا ترى في الاديب مارقا او مجنونا او ملحدا او زنديقا..
ان الذي حاول اغتيال نجيب محفوظ لم يكن من السلطة السياسية لكنه كان من السلطة الاجتماعية والدينية لا سيما ان المغرر به اضيف الى العشرة المبشرين بالجنة..
وهذا لا يعني براءة السلطة من دم نجيب محفوظ ..فالابداع ضد كل السلطات الا سلطة الابداع نفسه .......ومن هنا قال بدوي الجبل في ذكرى المعري:
الدهر ملك العبقرية وحدها ........ لا ملك جبار ولا سفاح
لو سألتني عن العلاج قبل احتراق البوعزيزي وحرائق الثورات العربية لظللت صامتا كالابله لا اعرف ماذا اقول لك.... اما الان فها هو العلاج في المشرقين والمغربين ..لكن الجسد الذي كان مريضا وسقيما دهورا لا يمكن ان يشفى بين ليلة وضحاها...
لك مني يا كريم النبع سرب عصافير..
لتحط على شجرة قلبك..
وتغرد لك حتى تقول لها: بس بس..