كل ما أفعله الآن
أقترف جنون الكتابة
لأجرب سوء حظي من جديد
متى أتخلص
من الفوضى
العارمة في رأسي
***
تحت وسادة الروح
يختبئ إله مرعب
يزرعني كقطعة حلوى في حقوله
ثم يقدمني قربانا
لهذيانه
***
أضع رأسي بين كتفيْ
لكنها حتما ستقع
ستفضحني أفكاري
الموحشة جدا
***
قالوا أن قدماي هي الأخرى
تهوى التسكع في الطرقات المحرمة
فحذائي ريح عتيقة
تحملني نحو المنعطفات الفارغة
وتفتح نوافذ و مرايا تفضح كل شيء
***
قد لا يحفل حفار ثمل بي
وبهذياني
لكنه يلقي بخبزي الأبدي
في ظلمته
وحين يدفنني في وحشته
أخبئ تلك الفكرة الملحة في رأسي
حتى الصباح
***
قبل أن أعي
ملأوا رأسي الصغيرة
بأفكار من القش
أفكار من الخوف والرعب
***
رأسي غرفة موحشة
الغرفة تسحبني إلى هواجسها
أطرد الغرفة من ذاكرتي
أعلق وجعي بالسقف
تنهار الغرفة
فيتحول رأسي إلى أمكنة مقفرة
***
الحياة الآن مثل سوق خردة
تتراكم بداخلي
تلقي بها الريح
وتكوّم نفاياتها داخل رأسي
فكيف إذا سأرتب
مناماتي؟
***
لا يغرنكم
هذا الهدوء
على وجهي
وهذه الغرف المرتبة
فهناك فوضى
تجتاح المكان
في صمت داخلي...
***
تلك اللوحة الباهتة لوجهي
مصلوبة في صمت
على الجدار
وذلك الفنجان الفارغ
على طاولة الزمن نسي شفاهي
وأصابعي التي ترتجف بلا دفء
وبعض الأثاث المكوم
بروحي
كل هذا الحزن يقترفني
بقسوة...ويلقي باسمي
على قارعة المساء
***
هذا المتاه
في رحم رأسي
يكتض ...
بأوهام وأحزان
لا تطاق
وجع المخاض،
أشد فتكا من الموت
***
تعب التعب مني
فتوسلت
أزرار المساء
أن تأوي إلى عروتها
كي لا تلمحني
كوابيس الغرف المدججة بالرعب
***
أحتسي كل مساء نخب جرح غائر
أمدد ساقي المكسورة على حافة الحزن
أقرأ وصيتي الأخيرة
ولا أنسى أن أروض ألمي
و أبتلع حسرتي
ثم أحترق في صمت
أحترق حتى الثلاشي
***
المساء يستلقي على وجع الشارع
يودع كل عفونته في جثث متسللة
و الشفق النائم على وجعي
يرتب وجداني...
لكنني
لست سوى امرأة توزع بسكويتا حامضا؟
وتزأر كحطام في مهب الريح
***
نحلت أصابعي
وقدمني الغسق لليل طويل
طويل
أبعد من أفقي
وعذبني نشيد المتعبين
فكيف تحنّ الفراشات
إلى نار قلبي؟
***
أنا امرأة انكسرت
انكسرت
ولم تستطيع أن تلملم أوتار جرحها؟
أو تتوج جسد الشمس
لكنني ألتحف نجمة قديمة
كانت تلهو ذات غسق فوق كفّي
تراقص نبض قلبي
و تستعيد بداخلي
ملامح أوروفيوس
فازرع أيها العابر مزيدا
من النطف داخل رأسي