لحظةً يا هوى , كَفى يا شُجونُ
كلّ قلبٍ له حبيبٌ يخونُ
فالغرامُ العقيمُ يأتي غريباً
والنهاياتُ طعنةٌ سكّينُ
يافؤادي وكم طُعنتَ مراراً
بعد هذا الفراق ماذا يكونُ
أحنينُ ورجعـــةٌ وعِتابٌ
كيف يا قلبُ والغرامُ جنونُ
كمْ تَلحّفْتَ بالهمومِ سنيناً
وتألّمْتَ , والعيونُ عيونُ
وتَقَلّبتَ طُولَ ليلِكَ جَمراً
تُشْعِلُ الليلَ يا فؤادي , الشجونُ
يَأكلُ الهمُّ قطعةً منكَ يوماً
إنّما الهمُّ للفناءِ خدينُ
والحبيبُ , الحبيبُ سالٍ ولاهٍ
لستَ في بالهِ , وأنتَ السجينُ
الزمانُ القديمُ عنكَ تولّى
والغرامُ الذي عرفتَ ضنينُ
فعِنادٌ , وقسوةٌ ولهيبٌ
كيفَ في لحظةٍ عليكَ يَلينُ
لو غدى العاشقُ المحبُّ قويّا
في هواه , تخوّفَتْهُ السنينُ
شَرِبَ الهجْرُ مِنْ حياتكَ عُمراً
إنّما العمرُ دمعةٌ وحنينُ
يافؤادي , إنَّ الفراقَ مماتٌ
والوصال الحياةُ , أنّى يكونُ
يافؤادي وأنتَ هُنْتَ لديهِ
فَتَكلّمْ ؟ متى لديكَ يهونُ
بعد ما كانَ هلْ تعودُ إليهِ
خانكَ الصبرُ أمْ دَهتْكَ الظنونُ
لستَ قلبي إذا ارتضيتَ هَوَاناً
وسأنْساكَ إنَّهٌ لَيَقينُ
يا فؤادي إليكَ قولاً حَكيماً
إنَّ مَنْ خانَ مرَّةً سَيَخُونُ
شعر/خالد بن علي البهكلي
جازان- أبو عريش 15/10/1433هـ