نص يتمحور على روحة اللغة الحية الممتدة بأمتداد المعنى الجوهري لغربة الذات حين تكون بعيدة عن الوطن .. وهذا ما يجعل لللغة قربية الى الحوار الروحي العميق بمفردات كونت الرؤيا بشكل رائع وعميق وبحيث يشعر المتلقي بحجم الخسارة حين تداهم الذات الغربه وهي متجهة خارج الوطن الى المساحات التي لم تعرف اذات أين تصل بها .. نص رائع وعميق في تكوين الصور الشعرية والتي أدت الى تركيب الرؤيا وفق نفس الذات المتحيرة ما بين البعد والمكوث أي هناك صراع خفي تظهر كل حتمة الرحيل ولكن بقناعة خارج الذات وهذا هو القلق الكبير في داخل النفس الإنسانية والشاعر هنا أستطاع أن يجعل من هذه الأزمة إنسانية عالية التصور في التركيب الجملة السيميائية الرؤيوية وهذا جعل الأمتداد البصؤري أكثر من هو لساني ... .. نص عميق وكما عرفت أيها المبدع الرائع
مداخلة الأستاذ الوليد دويكات على النص
سيرياليّة الوفاء
اقتباس:
بين الممكن واللاممكن
وبين أنت وأنت / كنت
وحين قررت أن تكوني
تبعثرت السحابة وانكسر الظلال
حالة بين كر وفر كما محارب في البيداء
تعيدين صياغة حرفك
وتفتشين بين جوانب اندثار المسلوب
فينغمس المعنى في بناء يتنامى صعودا / وانكسارا
هو نبضك المصحوب بالوجع / هذا الوجع الموروث كما جينات تتسلل في عمقك
كان مخاض الولادة ...
ولادة تشبه الزهرة في تفتحها فيطغى عبقها في أرجاء النص
قرأت نصا تم حياكته بحنكة وجمال
فجاء نقيا بديعا متوهجا كجمرة الإشتعال
لك باقات شكر على هذه الرحلة في عالمك
لحروفك رائحة الحلم والعشب في الذاكره
لحروفك ومض الحنين الى وطن مستحيل
يعاني الجراحات في الخاصره
لحروفك قلب يضج بنجم الحياة
ورفرفة الآخره
وصلاتك نحو الغياب
لهيب يسافر في شرفات الهشيم
وفي غيمة حائره
إن هذي الصلاة على وطن غائر كالجراح
كدمع القصيدة والامهات على الراحلين الى موتهم
وعيونهم حاسره
وحقيبة حلم حوت قصصا عن شؤون الغياب
هي ملأى بذاكرة لا تخيب
ومكتظة بحريق الرؤى الثائره
***
منذ بدء الحقيبة حتى الوطن
كانت الريح تلثم نار الزمن
كانت الروح مغدى ورواح الشجن
من هنا
من حريق الكلام
إلى آخر الوقت يبدأ فجر جديد
ويبدأ ظل الغياب الذي لا ينام
***
هناالنأي عن جلجلة الالفاظ وفخامة اللغة الى ابجدية تناسب ايقاع روحها الهامس وصمته الكامن كجمرة تحت الرماد
وبين حين واخر تلوذ بسرياليتها التي تسكب المزيد من العبير على لغتها
ثمة تماسك لغوي حيث تتجمع قطرات اللغة لتشكل ذلك النهر الدفاق من التعبير الفني السهل الممتنع فأجمل الشعر برأيي هو ما يحمل بساطة اللغة والتعبير في عمق الفكرة وجيشان العاطفة وجموح الخيال وما يثير اعجابي اكثر هو هذه السريالية القائمة على اساس واقعي فما الذي جاء بقلب ذئب الى حقيبتها وللذئب مكانة في الشعر العربي قديما منذ الشنفرى والفرزدق فالقلب هنا ذو ايحائية مطمئنة بمعنى ان العالم قلب واحد اذا ما تجرد الانسان من همجيته وذئبيته فأنسنة الحيوان والجماددليل نزعة انسانية عامرة بالحب للكون اجمعه وهذا يذكرني بمقولة لميخائيل نعيمة:
"كل ما في الطبيعة ثمين وجميل وشريف ولكن اثمنه واشرفه على الاطلاق هو الانسان"
ولذلك ارى ان الشاعرة امل انهت قصيدتها بالصلاة وبالحب للوطن الذي تركت جديلة الطفولة فيه وتنتظر ان تعود لتضم تلك الجديلة الى روحها الغريبة المغتربة في المنافي التي لا قيمة للروح فيها ...فلا شيء يغني عن الوطن بكل ما فيه من حب وصلاة وذكريات تزداد تعتقا كلما مر الدهر بكل ثقله ...
الوطن في العينين..الوطن في الصلاة.. الوطن في جديلة الطفولة..الوطن في نص فني باهر هو الشعر عينه ولا ادري لماذا جاء في قسم الخاطرة.؟
لا يهم فالشعر ايضا هو ما يخطر على بال الريح والنار فعندما تتعانقان يصطفق الموج ويدلهم المهب ويولد الف نور في الديجور..
صلاة الغياب .. مدهش في عناصره الفنية المتكاملة ووحدته الموضوعية والعضوية والنفسية وبذلك صبت الشاعرة امل جام حبها على وطن ما إن يغب حتى يولد من جديد
دمت ودامت ريشتك الساحر
والسلام
وأيضا من روائع عملاق الأدب والقصيدة
الأستاذ المكرم الجميل داري
رده على خاطرتي المتواضعة
( أنا وهو .. على شاطئ الحلم )
المبدعة الراقية ديزيريه
كنت هنا أمام لوحة باذخة السمو والجمال رسمتها أنامل من مطر وعبير
هذه العفوية في رسم المشاعر تؤجج الكثير من الإعجاب بريشة لا حدود لتوقها الى الابعاد ..
صباحك شعر كثير
مع التقدير الكبير
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ