كُفّي المَلامة وأتْبعيني =ودعي الليالي تَشْتهيني
إنّي مللتُ سُكونها =وكرهتُ في شعري شُجوني
وبقيتُ أطلق آهَها=زفرات محرور الجفون
صبٌّ وأغرمُ في الهوى =والحرفُ يرْشفُ من لُحوني
سيري بإدراج الهويْ=نة وارتجي أنْ لا تهوني
فمنازلي خلف السحا=ب وبين هاتيك المتون
وأنا المعفّرُ بالرّما=ل على السواحل والحزون
استنطق البحر الجمي=ل (فواعلا) لو تعذريني
وأنادمُ النّجمات في=أبْراجها أشفي فتوني
فأنا وأنت مشردا=نِ ولا سبيل إلى السّكون
أو فاسلكي سبل السلا=م لتستريحي في عيوني
فدعي الليالي وانتحي =دربا يباعدُ عن ظنوني
لأهيم في عَرَصاتها= بين التّشظي والجنون
وأراقص الحرف المعن =نى أنتقي لون العيون
وأشدّ من عزمي قليلا =أستريح على سفيني
وأواصل العزف البدي=ع قصيدةً تشفي شجوني
أنا تائهٌ ومعذب= والقلب يحْلمُ بالحنين
كم قصة روّجتها= وقطعت حبلاً من وتين
كم ليلة ألبسْتها=حلل السّوادِ على جبيني
هي هكذا الدّنيا شرو=دٌ تمتطي قلب الخدين
لا تركبي سبلي وعو=دي حرة أو فاسبقيني
فطريقنا مسدودة=إمّا رغبت فنازعيني
إنّي رغبْتُ كرامتي= ومن المهانة تخذليني
أنا شاعر من عبْقَر = والشّعر يُصنعُ من فنوني
فتماسكي أو فاهربي=يانفس لا.. لا تغدريني
في ثنايا الحديث أطراف ودّ=لامست قلبه وأومت بردّ
بعد لأي من الزمان عبوس=وانخداع ما بين هزْل وجدّ
كنت في أمسي..صيّرتني الليالي= في مهب من العواصف وحدي
والعيون التي بكت فارقتني=والنديمون أصبحوا الآن ضدي
هكذا الدّنيا ألف وجه وظهر=ما عسى لو عاندْتُها بالتصدّي
بقي الحال بين نفسي وبيني=مرة أقسو.. بل كثيراً أعدّي
كتب الحزنُ وصفةً لعليل= صرعته الأوهام صعقة رعد
أتسامى والنفس في العشق فيضا=من احاسيس شاعر مستبدّ
أرسم الحزن بالأنامل قولا=ذائبا شوقا طالبا للتحدي
وتمر الأيام تنهك جسما=كتجاعيد الوجه أودت بقَدّ
وتظل الأحوال تنبئ حالا= وكأنّ الأيام لعبة نرد
كم يعاني المكلوم طعنة سهم= من سهام الحبيب لحظة صدّ
هي الفلوجــــة الكنَفُ = بهـــــا ابتدأتْ لنــا ألِــــفُ
فألفٌ فوق جبهتهـــــا = بقُبْـــــلاتٍ لنـا شَــــــــرفُ
وألفٌ من مُحـــــــياها = فحيي فيهــــا مَنْ ســـلفوا
وحيي كلّ من صـبروا = على البلوى وما انتصفوا
رجالٌ أهــل مكرمـــــة = وصيدٌ ليـس تختلـــــــــف
وقد أبلـــوا وما بخلوا = بنفـــس مثلمـــــــا عرفوا
هي الفلوجـــــة الكنف = على أنغامهـــــــــا عزفوا
فرات مـــــــاؤها عذب = نمير ما لـــــــــــه وصف
هي الفلـــــوجة الكنف = ثبـــــــــــــــات باهر أنِفُ
فيا الله كم نالــــــــــت = ســــــــجايا مثلما وصَفوا
وكم أبلت وقد ثــــلمت = وقامت كلما قصـــــــــفوا
وما فُتّت لهــــــا عضدٌ =ولا فتئت بمــــــــــا قذفوا
كما لو أنّهــــــــا كانت = وما أودى بها خســــــف
وإن دكّوا معالمـــــــها = فقد خابـــوا وقـد أزفـــوا
فمـــــــا نامت لنا عين = ولا عين لنـــــــــا تغفوا
وإن قطعت بها ســــبل = فما ســــــكنت لنا طرف
فلمــــــــا عادت الأحوا = ل عدنــــــا بالهوى إلْف
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 03-04-2013 في 02:56 AM.
حدثتني ثمّ ألوتْ وتثنّت= ثمّ عادت لحديثي وتجنّتْ
قلت ويل القلب من سهمٍ رماني=حرّقت قلبي وما كان، تمنّتْ
ذاك سرّ العشق إذْ يأسر قلبا = كيف لو كانت مكاني وتعنّت`
آه ما أقسى رضاها في هواها = آه منها كلما حنّت تأنّت
فرضاها غاية فيه دواها=وعزائي إنّها منّيَ ملّتْ
هكذا تُرسم أقدار خُطاها= ربّ يوم لو صمتنا لتهنّت
فاستبقْ في لحظة راحة بالِ=واشترِ البعد إذا بالقرب ضنّت
صوموا تصحوا فلا جوع ولا تعبُ=عن السّباب عزوفاً والهوى سببُ
صوموا فإنّ به للعقل منفعة = والصّدر يشفى و يطفي نارَه اللهب
يا أمة في دياجي الليل غارقة= وفي رحاب الهوى قد هدّها التّعب
والنّاس في ضنك ما عاد يقلقهم= فَقدُ الدّنيء إذا أخيارهم ذهبوا
وإنْ همُ سكتوا دهراً وإن صمدوا= وإنْ هم أعلنوا حزنا وإن عتبوا
في كل يوم قضى للعرب ملحمة=حمراء مرعبة في بطنها العجب
ويستكين الأسى في قلب مستلب= ويسترد بفضل الصّوم ما سلبوا
ناموا على نية الاخلاص ما انتبهوا= يا ليتهم أخلصوا حقا فما ُنهبوا
أرض العروبة أرض الخصب مقفرة= القلب يفدق والأمعاء تضطرب
في كل يوم جنازات مشيعة= ضاقت على كثرة عن حالها التُرب
ونسرج الخيل فالصحراء تنكرنا= والنّوم يعرفنا والحلم والكرب
ولا يزال بليغ القول يأسرنا= ولا يزال الهوى للعشق ينسرب
وأمّتى تعشق الألحان قافية= من كل بحر جرى في القلب تلتهب
تمشي الغواني على أكتاف من شغفوا= برقصة الديك لا حبل ولا خشب
كالبهلوان وأي الرقص يعجزه=والطّبل والزّمر والازعاج والجلب
مشغولة أمتي بالشعر تمضغه= مثل اللُبان فلا هم ولا نصب
بيت من الشعر قد يعلي منازلنا= وآخرٌ كاللظى .. للقاع ننسكب
إنّا نخاف إذا تهجى مصائرنا= يا ويلنا من حروف طيّها الغضب
السلم في عالم الأشرار منهزم= والحرب تشعل فينا دونما حطب
ننام نأكل بل نأوي بلا أمل= لكننا من صدى الأهواء ننتكب
يا أمّتي ما لهذا أنشئت أمم= ولا تغلغل في أحشائها الكذب
ولا استعارت من الأعداء نهضتها=ولا استنامت على أسماعها الخطب
ولا استهانت بأمر فيه منعطف= عن الطريق ولو أعيا بها الطلب
إنّ الحياة متاع ليس في ترف=لكنها للعلا كالجسر تنتصب
عودي إلى المجد كي تسمو مآثرنا= يحمي الديار حماها السيف والكتب
السيف والحرب والقرطاس عدتنا= عفواً ، بها للعلا نسعى وننتسب
صومي على صمتنا يا أمّتى شرفا=صومي تصحُّ بلادي أيّها العرب