|
بطحاءُ مكة َفي السعادةِ ترفـُـــلُوطيورها عن سفحِها لا ترحـــلُ |
ونهارها بيد الضياء مطـــــــرَّزٌوالليلُ في ثوب السنا متسربــــلُ |
وبيوتها مشمولة بنسائـــــــــــــمٍمطرُ الجِنان بها عليها يهطــــــلُ |
وقفَ الفطاحلُ من قريشٍ عند باب البيت صبحا ما تخلف فطحلُ |
اِبنُ المغيرة فيهمُ والعــاصُ وابـْـن أمية وأبو الزبير ونَوفــــــــــلُ |
ما منهمُ إلا عبوس حائـــــــــــرمثل الجبال لهزةٍ تتملمـــــــــــــلُ |
يتساءلون ويعجبون لأمـــــــر نورٍ تخفِقُ الأيدي له والأرجـــــــلُ |
مشكاتـُه بيتُ ابْن هاشمٍ الـــــــذيباتتْ تحُفّ به النجومُ وتحفــــــلُ |
حتى أتى الحبرُ الضريرُ يقــودهعبر المفازة عبدُه المتمهــــــــــلُ |
قال اسمعوني يا قريش فربمــــايأتيكمُ مني المقال الفيصــــــــــلُ |
إني أتيتكمُ بما جاءت بــــــــــــهتوراة موسى والكتــــــاب الأولُ |
قمرُ الرسالة قد أظلَّ زمانــــــــهواليوم موعده وفيكم يُقبــِــــــــلُ |
اليوم يولد بين أظهركمْ فتــــــــىفي الأنبياء هو النبي الأكمـــــلُ |
ولئِنْ بقيتُ لِحينِ مبعثِـــــــــه سأفـْـديهِ فأحيا دونهُ أو أقتــَـــــــــــلُ |
في الحق أتبعه وأنصره وفــــــيصدر الوغى أنا سيفه والكلكـــلُ |
أسماؤه وصفاته محفوظـــــــــــةفي اللوح يعلمها الذي لا يغفــــلُ |
يهدي به الله القلوب لدينـــــــــــهفهُوَ الدليلُ إلى الهدى والمنهــــلُ |
ويجدد الدين الذي بليــَِـــــــتْ عباءته ولكن ليس يبلى المِغـْــــــزَلُ |
بعبارة التوحيد إذ هِيَ مِحورُ الـإيمان يُعقدُ حولها أو يُفتـَـــــــــــلُ |
يهفو له كل الأنام وينضـَـــوِي الــصلبانُ تحت لوائه والهيكـــــــلُ |
وينزل الرب الحكيم عليـــــــهِ آيَاتٍ هُداها مُجْملٌ ومُفصـَّـــــــــلُ |
سحرُ البيان بها يفيضُ بلاغـــــةيرنو إليها القارئ المتأمــــــــــلُ |
تعلو فتثمرُ في الصدور عقيـــدةرب العباد بحفظها مُتكفــــــــــــلُ |
ذاك الحبيب محمد شمـــس الهداية والطهارة والأمين المرســــــلُ |
سارت بمولده الركائب فـــــي البلادِ حثيثة ًوالصافنات الكُمّـــــــلُ |
فأتى إلى هذا الوجود، جبينـُـــــــهبسنا الخلود مُتوج ومُكلــــــــــلُ |
إيوانُ كسرى في الغداة تصدعتْأركانُه وبلاطُه والمَعْقِـــــــــــــلُ |
لهجتْ ثغورُ الكائنات بذكـــــــرهوالكونُ دوما باسْمه يتغـــــــــزلُ |
رب البرية خصهُ برسالــــــــــةفيها خلاصٌ للأنام وموئـــــــــــلُ |
من ربقة الأهواء والفتن التــــــيتزري سلاسلها بهم وتنكــــــــــلُ |
لتعيدهمْ للفطرة المثلى التـــــــيجُبلوا عليها نَوْرُها لا يذبـــــــــلُ |
وتجودُ سيرتُه بأعظمِ مــــــــورديُحصي نداه الواردُ المتمثـــــــــلُ |
في حادثِ الإسراءِ أكبرُ عبـــــرةللمُرْجفينَ ومن يشكُّ ويســــــــألُ |
إذ جاءه عند المنام بجـــــوف ليــلٍ هاتفٌ من ربه مُتعجـــــــــــــلُ |
ثم امتطىظ€هرا ذلولا ناعمـــــارَوحُ الجِنان بعِطْفه مسترســــــلُ |
نزل البراق به إلى الأقصى، ألاكَرُم النزيل به وطابَ المَنـــــــزلُ |
صلى بكل المرسلين جماعــــةفهو الإمام ومَنْ سواه الأفضـــــلُ |
ثم ارتقى نحو السماوات التــــيفيها ملائكة الإله تهلــــــــــــــــلُ |
فرحا بمَنْ معراجُه عبـَــــرَ السمـاءََ، بروجُها تشدو له وترتــــــــلُ |
ولقد تفرّدَ عند ذي العرش الكريــم برتبة فيها العطاء الأجـــــــزلُ |
ناجاه رب العالمين بســــــــدرةللمنتهى، نعم المقامُ الأمثـــــــــلُ |
وحباه فضلا، يا لكثرة مــــــا حبـاهُ به الكريمُ الرازقُ المتفضــــلُ |
يا إخوتي صلوا عليه وسلمــــواما صاحَ شحرور وغردَ بلبـــــلُ |
|