يتعلق الطفل بأمه منذ ولادته، ويزداد هذا التعلّق يوما بعد يوم بما يوجب على الأم أن تحرص على أن يقل هذا التعلق تدريجيا انطلاقا من حرصها الشديد على تهيئته لدخول مرحلة جديدة هي مرحلة التعليم ومن أجل ذلك تأتي أهمية التحاق الطفل بالروضة التي تكمل دور الأسرة في تهيئة الطفل للتكيف والتوافق مع البيئة المدرسية وتنمية حواسه وقدراته من خلال توفير الفرصة له للتفكير المنظم الهادف وإتاحة الفرصة له لكي يتفاعل اجتماعيًا وليمتد نطاق تعامله من أسرته فقط إلى الأصدقاء والأقران من سنّه، وهذا التفاعل يتيح له فرصة التعرف على شكل الحياة الاجتماعية والقدرة على العطاء بعيدًا عن الأنانية كما يعوده احترام أدوار الآخرين ورغباتهم وعقد علاقات قائمة على الصداقة والمحبة مع الأطفال والكبار مثل معلمات الروضة. وتبرز أهمية الروضة للطفل من خلال تعويد الطفل على الجرأة والثقة بالنفس والاعتماد على الذات وتنمية قدراته الفكرية وتهيئته للمرحلة الابتدائية من حيث إثراء الحصيلة اللغوية لديه ليصبح قادراً على القراءة، وتنمية عضلاته الصغيرة عن طريق اللعب والقص واللصق والرسم ليصبح قادراً على الكتابة وعن طريق إكسابه المهارات الجسمية والحركية من خلال الإفادة من تدريبات الألعاب الرياضية.
إن الالتحاق بالروضة يهيئ الطفل للالتحاق بالمدرسة بشكل ناجح حيث تؤكد نتائج الدراسات أن الأطفال الذين التحقوا برياض الأطفال أفضل في مستوى التعلم والنمو اللغوي والتفاعل مع الآخرين وتذكر الأحداث والتعبير عنها بأسلوب مفهوم من الأطفال الذين التحقوا بالمدرسة مباشرة دون أن يلتحقوا برياض الأطفال .
بالإضافة إلى ذلك كله يكسب الطفل صفة الاستقلالية والثقة بالنفس والبعد عن تبعية الأم فيصبح قادرًا على إدارة معظم أموره بنفسه بدلا من الاعتماد على الآخرين كالأم أو الأب أو الإخوة الكبار حيث يبدأ يتعلم بنفسه ويتصرف وحده ويرتكب الأخطاء ويجد الحلول لها.
ولأن الالتحاق بالروضة يكسب الطفل عادات وسلوكيات ايجابية جديدة مثل اكتسابه للعادات السليمة كغسل الأيدي وطرق الباب قبل الدخول والتحية والنظافة الشخصية والسلوكيات العامة والنظام وتحمل المسؤولية والانتظام في إنجاز الأعمال والواجبات المطلوبة منه بدقة وفي المواعيد المحددة يجب أن تكون الروضة مرحلة أساسية في حياة الطفل لكي تساعد على اكتشاف قدراته ومواهبه وتزويده بمهارات حياتية تنبثق من حاجته إليها.
بسمة عُزبي فريحات