ثنائية (كلماتٌ لا تعرف الشطآن ) هناء المهنا & عادل الفتلاوي

	إبحارٌ على أمواج الحنين هذه الكلمات تمخر بنا عبابَ التيهِ نحو آفاق بلا شواطئ نبحث عن أرواحنا الضائعة في جزر الشوق فننثر تراتيلنا وفتات ذكرياتنا إلى نوارس النسيان لتحملها إلى أبعاد لم يرفرف فوقها جناح علّه يلمح شبح ضوءٍ لفجرٍ جديد ثنائية بيني وبين الأستاذة الأديبة هناء المهنا نحاول ان نجعلها كنثار زهر في دوامة موجتين طامحين ان تكون متعة لأعين النبعيين مودتنا الخالصة

	للعشقِ الأسمى أمضي وبراقي هو بينَ جراحي وجراحي سكينٌ شهباءْ وأسافرُ ... أمواج النسيان تودعني وطلائعُ مجهولٍ ستلاقيني تتردّدُ من حولي الأصداءْ لسماواتٍ- سحرتني- في عينيك الإسراءْ هل للمجهولِ بعينيكِ دروبٌ أخرى سيّدتي لم تعرفها الأيامْ أم ملؤكِ أوهامْ مدكِ أوهامْ جزركِ أوهامْ وتضيعني أمواج الليل السوداءْ

	كلما لمحت للأفق ضوء الشفق يأخذني موج آخر لحنين شوق لايستقر .... أهاب كل مافيه حروفي بين نبضاتي الضائعة همساتي آهات حالمة حزينة عبر أمواج الحنين ولايزال قلبي يبحث عن حلم فيها لمرفيء يشد أوتار روحي التي هامت كلما ناشدت هوى يحث الخطى التي لاتقوى على مسايرة القدر ... همسات عشق تضيء جنبات قلب يرتحل عبر الزمن ....

	وتأتينَ كالطيفِ ينساب من ذكرياتي وأنصتُ علَّ الصدى من بعيدٍ يلوحُ بهمسِ تحيةْ أراكِ كجنحِ الفراشةِ غضُّ يكحّلُ وجْنةَ حزني وينبضُ ضوءٌ بأعماقِ عينيكِ شوقا إليّْ ومملكةُ الأقحوانِ تضجُّ بخديكِ عطرا فأدنوا لدنياكِ بدراً حبيبا وأهجرُ وجهي الغريبا وأنُزلُ مرساةِ عمري، فصدركِ مرسى وأجلسُ فوقَ رمالِ يديكِ سعيداً وأنسى.. أشاكسُ موجكِ كلَّ صباحٍ وكلَّ مساءْ ........ وأصحو أجرُّ دثاري لعلّي أنامُ فقد أيقضتني رياحٌ عجافْ

	كنت أرتقب مجيئك هنا وكم أنتظرت بلهفة على مرآى منك وجدتك قلب تحمله بحزن يمس وجداني ..... مددت لك يدي تلقفتها بلهفة من أمسك بطوق الأماني ليحيا حلم على أفتراش الأشواق يدثرنا عشق برياش تدغدغ أحلامنا الوردية وتغسل همومنا لتطهر الروح الشجية .... لتكون بدر عمري وحبيب يهز نبض قلبي كلما تنفست روحي

	وإني أموتُ أموتُ أشتياقاً=وأدنو إليكِ وصمتي عبرْ وأعرف أني نذرت حياتي=وأني تجاوزت حدّ الخطرْ وأرسم أمسي إليك غدٌ=ويتبعُ دربي إليك أثـرْ دليلي فؤادٌ يـراكِ إذا=تجلى ظلام بليلِ السفرْ ويمـلأ قلبـي اشتيـاقٌ إذا=يلوحُ الخيالُ بشتى الصـورْ وجسَّمَ وجهكِ طيف الدجى =فأسفر عّما يغيضُ القمـرْ ونهطلُ حباً على صمتنا= لنورقَ غصناً بليل السمرْ يحفّ هوانا نسيم الدجى= وبدرٌ أشارَ سلاماً ومـرْ وكفّي تزيحُ ستارَ الدجـى=يخبئ وجهاً كضوء القمـرْ وأخرى تلم الورود التـي=جنتها خدودٌ بروض السهرْ وعدتُ أجرُّ همومي التي=تجرُّ سنيناً .. تجرُّ القهـرْ أموت أشتياقا وأحيا جوىً=بكفيك قلبي فأينَ المفـر

	سأرسو هنا على مرفيء قلبك وفي داخلي شوقي ينذر ببركان حنين إلى شوقك المتردد بين طيات روحك يجرفك إلى روحي التي سلمت لك أمرها لتزهر ورود عشق يخترق كيان روحين تتوحد لتحيا على نبضة واحدة غيرت أبجديات العشق لتكون لنا لغة تغير رموز الهوى نلامس بها مسار الفلك لأكون بين مدارك لأحيا بين نبضاتك وتكون بين دمي عشق أبدي

	تحيّرني بعينيها هناءُ ففي غوريهما شحبَ الضياءُ وشمسُ جبينها احمرتْ مغيباً وسارَ إلى حدائقها المساءُ تداري حزنها بالصمت حيناً وتضحك لو يغالبها البكاءُ وإن فاضتْ بعينيها دموعٌ تضيقُ بوسعها هذي السماءُ ويعصيني الكلام فلا جوابٌ فعذراً إن تملّكني الغباءُ تحيرني بعينيها هناءُ فبسمتها ودمعتها سواءُ تحدثني بأن الدربَ عنها غريبٌ ما لآخرهِ انتهاءُ فشوك الدمع أجهدَ مقلتيها ولا صبرٌ وكلُّ الصبر داءُ ويعثر في الشفاه لها كلامٌ ويصفعها بخديها الحياءُ وتحني رأسها وتضيع حيرى وافهمها فلا ألفٌ وياءُ تحيرني بعينيها هناءُ تقول:- جرى بأحلامي القضاءُ فدعني ما لإسعادي سبيلٌ فشاء الله أن يبقى الشقاءُ ويتبعُ خطوتي غدراً ذئابٌ وبئري سوف تشربهُ الدلاءُ لدربي كن رفيقاً ثمَّ عظني:- (دع الأيام تفعل ما تشاءُ)

	ومن يملك فينا حق الأختيار .... أقدارنا تمضي ونحن تسير بنا الحياة ... أتعلم يارفيقي كم تعثرت في خطاي لأبلغ أمان القدر وماللقدر يوماً أمان ... نتوق ونتلهف كرفقة في درب نسير تتشابك أيادينا خوفاً أن نضيع وداخلنا حنين كشهب في السماء يضيء يتحين فرصة ينطلق في الفضاء ....

	خافقاً في الريح ذاكَ الشراعُ نحو آفاقٍ ستنأى كلما آنَ أقترابي اسألُ البحرَ وأمضي لمَ نجمي يرشدُ الموج إلى سوحِ اغترابي وأنا أعتصر الحبَّ جريحاً منذ آهٍ أبقاياك فؤادي تلهمُ العينَ دموعا أم لذكرى للتي أدمتكَ هجرا ونفت قلبكَ في بحر هواها