الجن 16 (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا )
{ وأن لو استقاموا} أو على { آمنا به} وبأن لو استقاموا.
ويجوز لمن كسر الحروف كلها إلى { أن} المخففة، أن يعطف المخففة على { أوحي إلي} أو على { آمنا به} ، ويستغني عن إضمار اليمين.
وقراءة العامة بكسر الواو من { لو} لالتقاء الساكنين، وقرأ ابن وثاب والأعمش بضم الواو.
و { ماء غدقا} أي واسعا كثيرا، وكانوا قد حبس عنهم المطر سبع سنين؛ يقال : غدقت العين تغدق، فهي غدقة، إذا كثر ماؤها.
وقيل : المراد الخلق كلهم أي { لو استقاموا على الطريقة} طريقة الحق والإيمان والهدى وكانوا مؤمنين مطيعين { لأسقيناهم ماء غدقا} أي كثيرا { لنفتنهم فيه} أي لنختبرهم كيف شكرهم فيه على تلك النعم.
وقال عمر في هذه الآية : أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة.
فمعنى { لأسقيناهم} لوسعنا عليهم في الدنيا؛ وضرب الماء الغدق الكثير لذلك مثلا؛ لأن الخير والرزق كله بالمطر يكون، فأقيم مقامه؛ كقوله تعالى { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} [الأعراف : 96]
وقوله تعالى { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة : 66] أي بالمطر. والله أعلم
الإنسان 21 ( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا )
{ وَسَقَاهُمْ رَبّهمْ شَرَابًا طَهُورًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَسَقَى هَؤُلَاءِ الْأَبْرَار رَبّهمْ شَرَابًا طَهُورًا , وَمِنْ طُهْره أَنَّهُ لَا يَصِير بَوْلًا نَجِسًا , وَلَكِنَّهُ يَصِير رَشْحًا مِنْ أَبْدَانهمْ كَرَشْحِ الْمِسْك
الأولى أسقيناهم في الدنيا .. مطر
والثانية سقيناهم في الجنة .. شراباً مطهرا
بوركت استاذي الكريم