رد: عقد من لآلئ أجمل الردود ( في الشعر العمودي و التفعيلة والومضة)
لدى مرور الأستاذ صلاح الدين سلطان على قصيدتي (سامحوتي)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين سلطان
سامحوني
حـيـنما يـغـزو حـنيني لـسمائي أشــرب الـخـيبة سـمـاَ كـدوائي اعـذرونـي بـلـلَّ الـدمـع سـريري حـيـنما اشـتـد أنـيـني وعـنـائي سامحوني في غيابي عن رباكمَ لـيـتكم تــدرون مــا ســرّ بـكائي كـل حـلم فـي حياتي صار وهماً وفـصـولي كـلها أضـحت شـتائي أي ظــلـم صـــار يـغـزو لـزمـاني لـيكون الـبرد فـي صـيفي ردائي أبـعـدوني عــن ديـاري ذات فـجر تــاه صـوتي بـين ظـني ورجـائي وغـدا عبق اشتياقي في بعادي راسـماَ بـالحرف مـعنى لإنتمائي فــي مـنـافِ أكـرمتني وحـمتني هــي مـن لـبت بـقهري لـندائي لأعيش العمر فيها في انتظـــار ويكون الحب دربـــــاً لفنـائي
..............................
رجائي رجائي حذف تعليقي الاول ، مع تشكراتي الغير قابلة للحذف.
.................................................. ......
عواطفنا !! ياااعواطف !!!!!!
عواااااااااطفنا !!! يا عواطف.
عوااااااااااااطفنا !!!!! يااا عواطف.
غربة ، الم ، دموع ، حزن ، وحدة ، ندم ، كابة.
عواصف نفسية تحطم جدران سعادتك ، وهم ثقيل يطحنك طحنا .
يااا عواطفنا ، ليل يهيج اشجانك ، ويحملك على سحابته ، ليهيج ذكرياتك برعد يهزك هزا ، ويجبر الدموع تجري على خديك نارا ، ولهيبا ، ودخانا.
يااااااااااا عواطفنا !!!! موجات من الذكريات تنبثق كبركان من اعماقك ، وأنت تحاولي بكل ما اوتيت من قوة ، اطفاءها بدموع الذكريات ، وثلوج الامنيات ، وآمال الامهات ، ونسيم ماض ولى ومات !!!!!
يا عوطفنا وجدتك : تبتسمين مع الغير في لقاءاتك ، وتبكي حزينة في وحدتك ، وأخيرا تجري وراء امل موهوم ، وخيال لا وجود له على ارض الواقع !!!!
يا عواطفنا ، وجدتك مبتسمة على بساط الكآبة ، و تقومي برحلات على ظهر سحابة ، وحائرة ، حيث لا ماما ولا بابا ، يا عواطفنا الحبابة !
يااا عواطفنا ، وجدتك كئيبة وقلقة ، وجدتك جريئة ومثابرة ، وجدتك خائفة وحائرة ، يحيطك ظلام وأنت في عز النهار ، بين حقول الاوهام ، تتمني السلام ، السلام ، نعم السلام !!!!
يا عواطفنا !!!!! انت وسط ورود شائكة ، وأجواء متقلبة ، وهموم سوداء ستنقشع بعون الله. وآنذاك تري من خلال الاشواك ، نور يشع ، نور يبهج ، نور يريح.
يا عواطفنا !! افكارك مشتتة ، وآمالك ثابتة ، حية لا تموت. فرجائي رجائي ، اسقيها صبرا ، وارويها املا ، وعسلا شهيا.
يا عواطفنا طريق الحياة متعرج ، وسماء الحياة محيرة ، وشمس الحياة ليست على وتيرة واحدة ، وأنت ادرى مني بهذا. !!!!!
رجائي رجائي ، انسجي منديل املك من طريق الحياة المتعرج ، وسماء الحياة المحيرة ، وشمس الحياة السارة ، ليكون بمقدورك ان تري : وراء جدران الحياة ينابيع السعادة ، وفي سمائها نجوم تشع املا .
ستري ازهارا متفتحة تتحدى الاشواك ، وأوراقا ملساء تتحدى الخشونة ، وقطرات تشع املا ، فآنذاك ، نعم انذاك ، سيبتسم الامل في داخلك ، وتتفتح ورود افكارك ، مزدانة بقطرات مبهجة ، وستعلو الابتسامة على شفتيك ، ويخف الهم عنك ، وتتفكك غيوم كابتك ، وستذوب الثلوج من جبال احزانك ، وستري نور امالك يخترق سور احزانك ، و انذاك تقولي :
سبحانك يا ربي ، يا ارحم الراحمين. وشكرا يا صلاح الدين هههههه
لك مني 99 غرام من السلامات المركزة ، واحمدي ربك على هذا العطاء ، واشكري رب السماء.
يا عواطفنا ، قصيدة رائعة ، عبرت عن حقيقة قد لا يفهمها الغير. بعمق عبرت عن خلجات نفسك ، بكلمات تخترق اعماق من لهم احساس.
كنت بارعة بحق يا عواطفنا في نقل الصورة الى قلوب القراء ، بارعة جدا.
لك مني زهرة سلاماتي ، وستنثر عليك اوراقها ، لتزيل جزء من همومك ، يا بنت العراق النبيلة .
اخوك الذي يعزك ، ويزعجك ، ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
لعلّ الشاعر المبدع الأستاذ ناظم حين وضع عنوان القصيدة ..جعلها مفتاحا لولوج القاريء للقصيدة ..مدخلا ً
لقراءة أكثر وضوحا ...والشاعر الصرخي شاعر مبدع وهو بحق قامة باسقة ، ونصوصه الشعرية تؤكد علو كعبه ورفعة شأنه في المشهد الأدبي العربي ...
إطلالة :
وكأنّ الشاعر يريد أن يقدم للقاريء لمحة من ملامح الفرح التي تزهو بها الذاكر...
ومن خلال هذه الإطلالة ، تكررت مفردة ( هنا ) ثمان مرات ...وفي كل مرة كانت ( هنا ) تشكل مفصلا من مفاصل بناء القصيدة من حيث النمو الحسّي المتنامي وكذلك من حيث الشكل ...
هنا الأولى :
( هنا كنّا )
نرى أن الشاعر قد قال : ( هنا كنا ) وصمت ، وشردَ بعيدا مستحضرا ً خياله ليسبح في ذاكرته ..لم يقل : هنا كانت / كنت ، قال : كنّا ...وترك العبارة على سطرٍ شعري ، تاركا ً للمتلقي حرية التأمل ...
هنا الثانية :
( هنا فاضت مآقينا
من الأشواق ِ كالمطر )
الدمع ُ يهمي من العيون شوقا ، وشبّه الشاعر انهمار الدمع كالمطر ...والدافع للبكاء هو الشوق واللهفة ، وكما نعلم فهناك دموع عند اللقاء وأخرى عند الوداع ...ولكل مشهد معنى للدمع وأثر في النفس يختلف ..فدمع اللقاء به الشوق واللهفة والفرح ودمع الفراق به الشجن والخوف والوجع ...
هنا الثالثة :
( هنا سطعت بنا الأحلام ُ والآمالُ كالدُرر ِ)
اللقاء حمل من الأحلام ما حمل ...أحلام مصحوبة بالآمال ...أحلام بالرغبة في ديمومة اللقاء ...وجميلٌ الربط بين مفردة ( سطعت / ومفردت الدرر ) فالدرّ له بريق ساطع ...
والشاعر يريد أن يوضحّ أن اللقاء المحمول بالشوق كان َ حاملا من الأحلام والأمنيات الكثير ، ودلالة قوله سطعت كالدرّ هو بوح العاشقين برغبتهما وبوحهما بحبهما وتشبثهما ببعضهما البعض ، فالسطوع هو الظهور ، وسطوع الأحلام والآمال بين العاشقين أي التعبير عن مكنونات نفوسهما ..
وهذا يؤكد شاعرية الصرخي الهائلة ، فهو لا يرصف المفردات رصفا ، لكن الكلمة لها مكانها ومعناها .
هنا الرابعة :
( هنا عشنا الليالي الألف في ليلة )
توظيف جميل لحكاية ألف ليلة وليلة ، ونرى أن الشاعر أتى بذكر هذه الحكاية الشهيرة في تاريخنا الأدبي حتى تصل فكرة للقاريء ، أنّ الشاعر عاش معها وكأنه شهريار وكأنّها شهرزاد ، فهي من احتلت قلبه وعقله وبها اكتفى حبيبة .
ونجدها في المحطة الرابعة من محطات ( هنا ) يسترسل ُ موضحا بعض تفاصيل الليلة التي عاشها معها ، والتي تعدلُ ألف ليلة ..
رشفنا خمرها الحاني
يغذي الشوق غبطتنا
ليبقينا على سـَهـَر ِ
وتـُلبـِسـُنا طقوس العشق ِ
في واحاتها الخضراء أردية ً من الـزَهـَر ِ
وهنا أجدني أتوقف عند قوله :
يغذي الشوقُ غِبطتنا / أو / يُغذي الشوقَ غبطُتنا
فسواء كان الفاعل ( الشوق أو الغبطة ) فالمعنى يطبّ في خانة واحدة ..
والغبطة : الفرح ..وهي تمني حال المغبوط دون أن يرجو زوالها عنه ...
فالشوق كان يمدّ الفرح الذي لا يريدان أن يزول ، أو الغبطة كانت تغذي الشوق دون التمني في الزوال ...
هنا الخامسة :
هنا احتضنت عروس البحر عاشقها
سـَقتـّه ُ الشهد َ لم تأبه إلى حذر ِ
اللقاء بين العاشقين كان حميميا ، والشاعر يسلطُ الضوء أكثر على مشاعر العاشقة ( بطلة النص ) فهذه العاشقة تخلّت عن الحذر ، ومن البديهي أن العطاء يكون من جانب الأنثى أقوى من الرجل ، فالأنثى إذا رغبت في العطاء تستطيع جذب الرجل ...
هنا السادسة :
هنا اندمجت سواقينا
فعشنا الدهـر في يوم ٍ
كعصفورين أطلقنا العنان َ
لمتعة السَـفـَـر ِ
وطفنا في بلاد الله
من بحر ٍإلى جبل ٍ
ومن عشب ٍ إلى شـَجـَر ِ
إله البحر مازَحنـَا فدحرجنا إلى حـَجـَر ِ
يلاطم موجه فينا ليُلصِقـُنا على بعض ِ
يُشَتتِنـُا ويَجمعنـُا
ويُدنينا ويُقصينا
بعيدا ً عن لظى الخَطـَـر ِ
الشاعر يلجأ لمفردات دلالية ، الطوف في بلاد الله / البحر / الجبل / العشب / الشجر / ممازحة البحر / ملاطمة الموج / التداني / التباعد ..
كلها مفردات ايحائية ، فالعاشق والعاشقة لم يبرحا مكانهما ، ولكن الإيحاء في تفاصيل اللقاء ، أراد الشاعر أن يسكبه في معين مُغلّف بالرمزية والإشارات ..
هنا السابعة :
هنا طرنا بأجنحة ِ الحكايات ِ
أزحنا عقدة َ الـقـَـدَر ِ
رقصنا تحت أمطار ٍ بألوان الفناراتِ
ركضنا نسبق ُ الضَحكات والأصوات والمغنى
نحاكي رقة النـَسَمات ِ
نزهو كالفراشات ِ
وكان لوقتنا معنى
برغم عيوننا الوسْنى
قطفنا طيـّب َالثـَمـَر
وأيضا نجد الشاعر يسبح في فضاء جمال اللقاء / ويجيد رسم المشهد الذي جمع بطل النص مع بطلة النص .
ِ
هنا جاءت فصول العمر أجمعها
يغطي الورد مرتعها
وأطياف الهوى الجـَذّلى بأحداق ِالمسرّات ِ
اِنثيالاتٌ تغذي الروح َ
ألحانا ً بلا وَتـَر ِ
هنا الثامنة :
هنا كنا وأعتقنا الذواتَ لرغبة ٍ حرّى
نمت ْ في بؤبؤ البـَصـَر ِ
ازدهت فيها صحارى العمر ِ
بعد مخاضها العـَسـر ِ
تغازل وردة القداح ِ مَيسَمها
تحاكي ياسمين َالدار ِ
في دوامة الخـَدَر ِ
خاتمة مدهشة لصورة رسمها الشاعر بعدسة فنان مبدع ...هنا نجد الشاعر يرسم الحالة النفسية التي سيطرت على مشاعر شخص النص ، واستطاع بحنكته وجمال أسلوبه ودقة وصفه وجمال تعبيره أن ينقل لنا مشهدا بصريا غاية في الجمال والروعة ..
هذا هو الشعر الذي يلامس الوجدان ويغري بالتأمل والقراءة ...
الشاعر / ناظم الصرخي
شاعر ٌ مُلهم مطبوع ، حسّه مرهف ، يحيد العزف بالكلمات ، ما يميز صوته الشعري ، الترابط المدهش في البناء والمعنى ، ويعنى كثيرا في رسم الصورة الشعرية ، في ظل عاطفة جيّاشة ...بعيدة عن الصنعة والتكلف ...
قصيدة تنتمي لشعر قامة باسقة ...شاعر ينتمي في أسلوبه وقدرته على النظم للزمن الجميل ..شاعر يجعلنا دائما نرصد جديده ونتغنى بحاضره ونعود لقديمه ...