للذكر مثل حظ الأنثيين
هو ليس موضوع تحيز للرجل ضد المرأة فكلاهما أبناء آدم ولا فضل لأحدهما على الآخر إلا بالتقوى . ولكن خلق الله حياة البشر على أسس يتكامل فيها الجنسان تكاملا مثاليا . فهناك أعباء تناسب الرجل وأعباء تناسب المرأة . ولا يود الرجل ولا يطيق عبئا من أعباء المرأة ولا تود المرأة ولا تتحمل عبئا جُعل للرجل . وبنظرة عامة يبدو لك أن الرجل والمرأة متساويان . وبنظرة فاحصة تدرك أن دور الرجل في حياة البشر أكبر بكثير من دور المرأة . وله الحق أن يكون ميراثه ضعف ميراث المرأة . وأن تعدل شهادته شهادة امرأتين وأن يُبشّر الوالد بمقدم صبيٍ له أكثر من مقدم أنثى . ستكون للرجل مزايا في صالحه ولكن يجب ألا ننسى أن هنالك مزايا لن تسره فالله خلق كل شيئٍ بقدر . على الرجل الكد لتوفير لقمة العيش وهذا واجبٌ ثقيل على النفس ارتاحت منه المرأة في غالب الأحوال . كما أن على الرجل واجبات أخرى اجتماعية ووطنية ودينية أعفيت منها المرأة . فهل يستحق الرجل أن يُبشر الوالد بمقدم الصبي ولا يُبشر بنفس القدر بمقدم الأنثى؟ لكلٍ منا رأيه في هذا الصدد . ولكننا فقط نتحاور في الحيثيات . إن الرجل يتزوج مثنى وثلاث ورباع ويصرف راتبا أعلى من راتب المرأة ويسافر حيث يشاء في أي وقتٍ شاء...وله كثير من الامتيازات تحسده عليه المرأة . ولكننا ننسى شيئا جوهريا يحسد فيه الرجل المرأة بل ربما تأزم فيه موقفه فيتمنى أن لو كان قد خُلق أنثى من الأصل . عندما نتأمل ذلك الموقف الحيوي المحوري في الحياة ندرك أن الرجل يستحق كل ما أوتي من مزايا وزيادة . لأن الرجل هو الذي يقوم بالدور الإيجابي في إنجاب الأطفال ومن ثم استمرار الحياة . وليس على المرأة المسؤولية الموجبة , وإنما مسؤوليتها سالبة من غير عبء ولا واجب فهي كأرض تتلقى البذور فقط . وبعبارة أخرى الرجل عرضة للخلل الوظيفي الذي يعطل القيام بهذا الواجب ، ويتبع ذلك الهم والغم والكآبة والشعور بالتقصير وبالذنب . وتبدأ رحلة مضنية مع أطباء الأمراض التناسلية والنفسية..إلخ . والمرأة معفية من كل ذلك...(وللحديث بقية