يا كتبي أشكو ولا أغضبُ ... ما أنتِ من يسمع أو يُعتبُ
يا كتبي أورثتِني حسرة ... هيهات لا تُنسى ولا تذهبُ
يا كتبي ألبستِ جلدى الضنى ... لم يُغنِ عنّي جلدك المُذهَبُ
كم ليلة سوداء قضّيتها ... سهران حتى أدبر الكوكبُ
كأنني ألمح تحت الدّجى ... جماجم الموتى بدت تخطبُ (1)
والناس إما غارق في الكرى ... أو غارق في كأسه يشربُ
أو عاشقٌ وافاه معشوقه ... فنال في دنياه ما يرغبُ
أو سادرٌ يحلم في ليله ... بيومه الماضي وما يعقبُ
ينتفع المرء بما يقتني ... وأنتِ لا جدوى ولا مأربُ
إلا الأحاديثَ وإلا المنى ... وخبرةً صاحبها متعبُ
إذا أرانى النور قبحا فيا ... حُسن الذى يضمره الغيهبُ
يا كتبى أين تُرى المنتأى ... عن أسر أرواحكِ والمهربُ
أنفقتِ منى ما يغنّ الورى ... به على الله ولم يُذنبوا
من ضوء عينىّ ومن صحتى ... سُدىً ومن وقتى وما أكسبُ
ومن شبابٍ فيك ضيعته ... فما أنا إلا الفتى الأشيبُ
لو كنت كالجبار فى نقمتى ... لكان فى النار لها معطبُ
فى ذمة الطرس وفى حفظه ... عمرٌ تقضّى شطره الأطيبُ
لا رحم الرحمن فيمن مضى ... من علّم العالم أن يّكتبوا
***********************************
(1) الكتب في الغالب موتى يتكلمون فإذا قرأت فيها فكأنك تُصغي إلى جماجم تتكلم .
[QUOTE=ألبير ذبيان;432314]لا رحم الرحمن فيمن مضى ... من علّم العالم أن يّكتبوا
******************
**
*
أظنني لم أفهم معنى هذا البيت أيها القدير !
بوركتم وشكرا للموضوع الجميل
محبتي
*************************************
يا صديقى ألبير حسب فهمى المتواضع فإن الشاعر فى معظم هذه القصيدة يشكو مما لاقاه من تعبٍ وسهر لإدمان القراءة ولتأليف الكتب حتى مضى من عمره الجزء الأطيب واشتعل الرأس شيبا وهو لم ينتفع كما ينتفع الناس (ماديا) بما يملكون _ *وأنتِ لا جدوى ولا مأرب . وانتفاعه من كتبه انتفاع فكرى . ولذلك يسخط على من اخترع الكتابة قديما ويدعو عليه باعتباره سبب شقائه !!