ثنائية (تغريبـة الحب المعتـّـق ) ديزيريه سمعان & سمير عودة

طقوس الكتابة تنادي
وريشة الأبجديات تأهبت

صافرة القطار اقتربت من محطة الوصول

انتظروني مع الزميل الخلاق والشاعر المبدع
سمير عودة
بثنائية / تغريبة الحـب المعتـق

فلتشهدْ كلُّ قصائدِ حبّي المنسيّةِ بعدَ رحيلِكِ

أني ما أحببتُ امرأةً إلّاكِ

ما مرّتْ ثانيةٌ

ونسيتُكِ فيها ...

ما زلتِ الحبَّ الأوّلَ والأوحدَ

ما زلتِ قصيدتيَ الأولى

لا بل ملهمتي وملاكي

وأسائلُ نفسي أحياناً :

كيفَ تركتُكِ تختارينَ الغربةَ

والسيرَ بدربِ الأشواكِ ؟؟؟

كم كنتُ غبياً حينَ رضيتُ

بأن تخرجَ يا قمري السّاكنَ في روحي

من أفلاكي

( الشهقة الأولى )



أي نسماتٍ معجونةٍ بصهيلِ عشقٍ
أطلقَتْ سراحَ الحرفِ
فــ باتَ من فـرطِ نشوتِهِ يهيــمُ
يجـوبُ قفـارَ السّطورِ
باحثاً عن كسرةِ حُبٍّ
يرتِّـقُ بها لهفتَــهُ
والأنثـى الغافيـةُ بـ حجراتِ القلبِ
تغسـِلُ بـ حزنِها الأزليِّ
أطيـافَ الأمــلِ

من أسَرَ لكَ
أنَّ الغربــةَ اختيــاري ؟
فقد ملَّ الياسمـينُ من انتظــاري
وعيـونُ السهدِ ترسِلُ
صوبَ دياركَ شعاعَهــا
وفوقَ ذراعِ الفَجرِ المفـتونِ بالهمسِ
كم بكيتُ حتى احمرّتْ جفونُ الورد
وناءَ الصباحُ بحمـلِ أثــقالي


ديزيريه

هل تذكُرينْ ؟

حين افترقنا

بالعناقِ

وبالدموعِ

وقد طلبتِ بأن أخطَّ حروفَ إسمكِ في الضلوعِ

وقد فعلتُ

فصرتِ رمزَ الوجدِ

والفقدانِ

والآلامِ

في شعري الحزينْ

أولمْ تقولي أنّنا صِنوانِ

صرنا في الحياةِ

ولن تفرّقنا السنينْ ؟

ها نحنُ نرجعُ مثلما كنّا

كأنّا لم نعِشْ تلك السنينَ المُمحلاتِ

وما اكتوت أرواحُنا

في البُعدِ من نارِ الحنينْ

كم تذكرينَ ... وتذكرينَ ... وتذكرينْ ؟؟؟؟؟؟

( الشهقة الثانية )


وكيفَ أنسى يا حلمَ العُمرِ
وشهدُ مبسمِكَ
يقطُرُ وجداً وشَوقا
إذا نأى عنِ الروحِ طيفـُكَ
وتزاحمَتِ الذكرى بدروبِ الزمنِ
يبقى غرامُـكَ ديــدَني
وصـدرُكَ محــرابي
به أقيـمُ صلــواتي
وأدعـو لخــالقي
بلحنٍ بيـزنطيٍّ ملائكـيٍّ
أن يجمعَ روحينِ انصهـرا عشقاً

أذكرُ .. نعــمْ
أذكـرُ شجرةَ السنــديانِ العتيـقة
كمْ أمالَـتْ غصـونَها لـ تضمَّنا
كم أدفأتْ قلبينـا بأطيـافِها المقدّسـة
أذكرُ كلَّ ذرةِ همسٍ
عانقـتْ أذنيّ
ودغـدغتْ حـواسي
أذكر يا روحَ النّبضِ .. أذكر




ديزيريه

أحبكِ حدَّ التّوحُّدِ فيكِ

وقد قيلَ أنّي مريضُ هواكِ

وماذا يضيرُ ؟

وكلُّ الخلايا بجسمي

كتبتُ عليها " أحبُّكِ حدَّ التّوحدِ فيكِ "

تعالي ...

لنُكملَ مشوارَ حبٍّ تعتّقَ في خافقيْنا

ونسهرَ ...

ثمَّ نصلّي صلاةَ الهزيعِ الأخيرِ من الليلِ

حتى بزوغِ شعاعٍ ليومٍ جديدْ

( الشهقة الثالثة )


هل هطـلتْ عليكَ سُحُبُ الحنـينِ يوماً ؟
هل تعـرَّتْ أبجدياتُـكَ
معلنَةً شـدّةَ الظمأِ بالجسـدِ المعتلْ ؟
أجعـلتَ ذاتَ شـوقٍٍ عينيكَ
بركـةً ...
تسبحُ بـ مياهِها العذبَةِ
تســاؤلاتُ الوجــعْ ؟

قد اخترقْـتُ تلكَ الأهــوالِ
بمجـدافِ الحنـين وحْدي
وأشعـلتُ دروبَ الانتظــارِ
بأفكـارٍ .. ازدحمـتْ بتفاصيـلِكَ
نعمْ .. يا نبضَ العمــرْ
قدْ مُـتُّ شــوقا
واستوطـنَ الحـزنُ حنــايا الرّوحْ
والتَهَـمَ الليلُ فُتاتَ حُلُـمٍ
منسكِـبٍ فـوق جسـدي
فلا تغِـبْ ..
وادْنُ مني
تنشّـقْ شـذا رياحيـني
فما زالَ للعــمرِ أرصفـةٌ
مليـئةٌ بالوجــد




ديزيريه

الليلُ دونَكِ موحشٌ

أقضيهِ مقهوراً وحيداً

مثلَ سكانِ القبورْ

فاعودُ للماضي أفتّشُ عن بصيصِ سعادةٍ

كنّا اقتنصناها معاً

فأراكِ تحتضنينَ روحي

مثلَ أمٍّ تحتفي بوليدِها

وأراكِ عاشقةً تذوبُ بقُبلةٍ

فأضيعُ ما بينَ العيونِ الناعساتِ

وبينَ مدٍّ ثمَّ جزرٍ

بدّدَ " الماكياجَ " ... حيناً ... والعطورْ

وأردّدُ الأشعارَ

أختمُها بلازمةٍ : " أحبُّكِ "

ثم يأتي الرّدُّ : " لا

أناْ لا أحبُّكَ مطلقاً "

ويكونُ إيذاناً لحبّي

صوبَ قلبِكِ بالعبورْ

( الشهقة الرابعـة )





قصّـةُ ماضٍ ..
على دروبِ الحلمِ هاجـرَ بنا
تركـنا نتعــذّبُ ..
قلوبٌ .. !! تستجـدي لُقيا
بَدَتْ ذاتَ قهـرٍ مستحيلةً
وبردُ الشّتاءِ يُمعِـنُ بـ كَيِّ أطــرافَـنا
بزمهــريرِ الحنــينْ

أما قلتُ لكَ أنتَ عطــرُ وردي
الذي أتنشقُــه .. فأحـيا ؟
أما أسرْتُ لك ذاتَ لهفــةٍ أن بالعينِ مسكـنَكَ
وبحجـرات القلـبِ تضطجــعُ؟

بألحانِ همساتِك الشرقيةِ أدنـْدِنُ بالآهااات
وبـ عينيكَ العاشقتـينِ أعـومُ منتشــيةً

يا سيَّد القلبْ .. وكاهـنَ الروحِ
إلى مخدعِـك سأتّجهُ
راهبــــــــــــــــــــــــةً ..
لم تتعـبّدْ يوما سوى لخــالقِها
ومــلامح الطّهـرِ الغــارقةِ بليلِ سهــادي
ستركــعُ طــــــــــــــائعة
حين يهاجمُــها رحيــقُ شفتيــكَ
فلا تتركني أنوحُ على ليلــةٍ
بمحــرابِ العشــقِ تأويــني




ديزيريه

تعالي

فمحرابُ عشقيَ مأواكِ منذُ التقينا

سريرُكِ بينَ الضلوعِ

ورأسُكِ يرتاحُ فوق الذراعِ

وعيناكِ مثلُ فضاءٍ فسيحٍ ،عشقتُ التسكُّعَ فيهِ

على أغنياتٍ " لكاظِمَ "

كنّا نحلّقُ معْها

فتبلغُ آهاتُنا عنانَ السّماءْ

وأهذي إليكِ بشعري

فيحمرُّ خدّاكِ مثلَ تفّاحِ لبنانَ

حينَ يكونُ بطورِ النضوجِ الأخيرِ

وأنتِ تنيرينَ روحي كراهبةٍ

أتتْ للتّبتُّلِ في معبدِ الحبِّ عند المساءْ