الفرق بين الغزوة والمعركة تعددت الغزوات والمعارك التي حدثت في عهد الرسول، وعلى الرغم من حدوثها للهدف نفسه، وهو إعلاء راية الإسلام والدفاع عن العقيدة الإسلامية والمسلمين، وكسر شوكة المشركين المعادين لرسول الله محمد -عليه الصلاة والسلام- ورد أذاهم عن المسلمين أو حلفائهم، إلا أن هناك اختلافاً واضحاً ما بين لفظ غزوة ولفظ معركة في المعنى والمضمون والاستخدام، والذي يمكن تفسيره كما هو موضح فيما يلي. الغزوة هي ما خرج أو شارك فيها الرسول من قتال بين الجيش المسلمين وجيوش الكفار والمشركين، حيث يفيد المؤرخون بأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد خرج مع جيش المسلمين في ما بين 25 إلى 29 غزوة، إلا أن مشاركته في القتال قد اقتصرت على 9 غزوات فقط، حيث لم يقتل في هذه الغزوات التسع إلا مشركاً واحداً وهو أبيّ بن خلف خلال مشاركته في غزوة أحد، وكانت أحد الغزوة الوحيدة التي يُجرح الرسول -عليه الصلاة والسلام- بها، كما قاتل الرسول في غزوة بدر، وغزوة الأحزاب، وغزوة يهود، قريظة ويهود خيبر والطائف. المعركة تعني المعركة الاحتكاكات القتالية والقتالات التي جرت ما بين جيش المسلمين وجيوش المشركين والكفار من دون مشاركة الرسول فيها، وامتناعه عن الخروج معها إلى مكان التقاء الجيوش لأسباب مبررة؛ كمرضه أو امتثال لأوامر الله تعالى في ذلك، كما أطلق اسم معركة على القتالات التي قامت بين جيش المسلمين وغيرهم من المسلمين العاصين أو المخالفين للشريعة الإسلامية وغيرهم من حلفاء المسلمين، وذلك بعد نقضهم لعهدهم مع المسلمين بالاتفاق مع جيوش الكفار، أو تسببهم بالأذى لجموع المسلمين دون سابق إنذار. وعلى الرغم من عدم مشاركة الرسول -عليه السلام- في المعارك إلا أنه عيّن واحداً من الصحابة أو القادة العسكريين ليكون المشرف على أمور الجيش وغيرها من خطة سير المعركة، وتوجيه الجيش والتحكم في مجريات المعركة. السريّة على غرار الغزوات والمعارك قام الرسول -عليه الصلاة والسلام- بإرسال ما بين 56 إلى 60 سرية، حيث كانت تتكون السرية من مجموعة من رجال المسلمين الأقوياء ذوي الفطنة والحنكة العالية، والذين تقع عليهم مهمة حراسة معسكرات جيش المسلمين أو المناطق التي يقطنها المسلمون، بالإضافة إلى تقصي أخبار الأعداء وتنظيم جيوشهم وأعدادها وغيرها مما لديهم من عدة وسلاح وخيول، وشأنها شأن المعارك حيث لم يكن الرسول -عليه الصلاة والسلام- فرداً منها، بل كان يعين أحد الصحابة لقيادتها وضبط شئونها المختلفة.
كثرة هذه الغزوات والمعارك والسرايا هي إحدى الأدلة على أن الرسول الكريم لم يكن لديه وقتٌ في حياته إلا لتبليغ الرسالة مما يدحض اتهامات الملحدين الباطلة .