مع دخول الليل غايته يتسمر كعادته أمام الصندوق المتمسك بعجائبيته كأنه من اختراعات اليوم التلفاز أو التلفزة مهربه الدائم و الوحيد تقريبا من وطأة اليومي ...كثيرا ما كان يعاود عالمه الخاص بحزن لا يشبهه البتة ككل مرة يتفرغ فيها لجرد وقائع يومه و أحداثه من مجاملات ترغبه أكثر في مضاعفة حاجته من حبات " البانادول اكسترا " و من دردشات جانبية خاطفة مرة مع نادل المقهى و هو يهم بمغادرة المقهى إما للالتحاق بمقر عمله قبل رفع ورقة الحضور ربع ساعة بعد الثامنة صباحا أو للمرور قبل دوام العمل بمكتب الخدمات الإدارية قصد تجديد بطاقة العلاج لدى شباك مكتب الصندوق الوطني للتأمين على المرض و مرة مع وحيدة جارته التي يصعب على من يتبادل معها الحديث لدقيقتين أو أكثر أن يرجح إن كان ما تشكو منه تخلفا ذهنيا طفيفا أو تأخرا عميقا بعض الشيئ في تلقي الكلام و الرد عليه
لكنه قلما كان يدخل غرفته التي لم تتغير ملامحها منذ سنوات دون ان يمازح والدته مستفهما إياها « اتصلت بك مرارا لكن جوالك على الدوام مشغول ؟!»
و مرجحا في نفس الوقت التعليل الذي ستراه الأنسب بقدر قربها من أحب الزوايا إليها من البيت أو إبتعادها عنه المطبخ و شرفته المطلة دائما على اشكال وشيك ...
و بالكاد تهم بالرد عليه يستكمل مزاحه قائلا : « وفري جهدك ... "فالنتاين"
على الأبواب»...
....يتبع...
فرج عمر الأزرق
آخر تعديل فرج عمر الأزرق يوم 03-07-2021 في 06:58 PM.