هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ، سليل الأمويي حكام الإمبراطورية الإسلامية العظيمة بعد عهد الراشدين ، ومؤسس الدولة الأموية فى الأندلس بعد أن سقطت فى المشرق دولة آبائه على أيدى العباسيين .
ولد عبد الرحمن فى إحدى قرى دمشق سنة 113 هـ ، ومات أبوه وتركه صغيرا فكفله جده هشام ونشأه تنشئة حسنة يبدو أن الفروسية والأدب كانا من أهم دعائمها..ولما كان فى نحو العشرين من عمره حلت النكبة ببنى أمية وسقطت دولتهم بعد هزيمة جيوش آخر امرائهم مروان بن محمد فى موقعة الزاب أمام جيوش أمام جيوش بنى العباس . وكان ما هو معروف من مطاردة العباسيين لبقايا خصومهم الأمويين والتنكيل بهم..فاضطر عبد الرحمن إلى التخفى هو وأهله وولده بإحدى القرى على شط الفرات حينا ، ثم اكتشف العباسيون أمره فأفلت منهم وألقى بنفسه فى النهر وعبره سابحا حتى نجا من سيوفهم . ثم واصل رحلته حتى وصل افريقيا ، تمهيدا لدخول الأندلس .
[/SIZE]
وفى هذه المغامرة الأولى التى أفلت فيها من قبضة مطارديه يقول عبد الرحمن :
[/COLOR]" وإنى لجالس يوما فى قرية على شط الفرات فى ظلمة بيت تواريت فيه إذ دخل الصبى فزعا فأهوى إلى حجرى فخرجت لأنظر فإذا بالروع قد نزل بالقرية وإذا بالرايات السوداء ( رايات العباسيين ) عليها منحطة . وأخ لى حدث السن كان معى يشتد هاربا .
الإخوة الأدباء والشعراء هديل الدليمى ومحمد فتحى الجيوسى ودكتور أسعد النجار..تفضلوا بقراءة الحلقة
الثانية من " عبد الرحمن الداخل..صقر قريش "
وأخ لى حدث السن يقول لى " النجاة يا أخى ..فهذه رايات سود.." فضربت بيدى إلى دنانير تناولتها ونجوت بنفسى والصبى أخى معى . وخرجت فكمنت فى موضع ناء عن القرية . فما كان إلا ساعة حتى أقبلت الخيل وأحاطت بالدار فلم تجد أثرا .
ومضيت فأتيت رجلا من معارفى بشط الفرات فأمرته أن يبتاع لى دواب ، وما يصلح لى لسفرى . فما راعنا إلا جلبة الخيل تحفزنا ، فسبحت حاثا لنفسى وقطعت الفرات . ومضيت وجهتى أحسب أنى طائر ولجأت إلى غيضة فتواريت فيها . حتى انقطع الطلب عنى .
ثم خرجت هاربا أروم المغرب ، حتى وصلت إلى افريقيا
رجلٌ من نوع جديد
================================
وبعد نحو خمس سنوات من التخفى والسفر والتدبير والاتجاء إلى أخواله فى قبيلة نفراوة بإفريقيا ، تسلل عبد الرحمن إلى الأندلس ونزل بإقليم البيرة بعد أن رست السفينة التى عبرت به من المغرب على ظهر المركب فى غرة ربيع الأول سنة 138 هـ
وجمع الموالين للأمويين ثم نازل بمن معه من الجند يوسف الفهرى والى الأندلس حينذاك وخاتمة أربعة وعشرين واليا تتابعوا على حكم الأنلس فى فترة لا تكاد تبلغ نصف قرن مما يدل على عدم الاستقرار فى الأندلس . واحتياج الحكم الإسلامى فى الأندلس إلى رجل من نوع جديد .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 09-27-2021 في 07:46 AM.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي عوض الجيوسي
أنني متابع معك
=======================================
وللأدباء محمد فتحى عوض الجيوسى..وأيضا هديل الدليمى تُهدى الفقرة التالية
وقد قيض الله هذا الرجل للأندلس ممثلا فى شخص عبد الرحمن الداخل . فقد هزم يوسف الفهرى وقضى نهائيا على عهد القلق وعدم الاستقرار وتتابع الولاة الذى بدأ فى الأندلس من أعقاب فتح الأنلس على يد طارق بن زياد وموسى بن نصير سنة 93 هـ وانتهى بمقدم الداخل وقيامه بالأمر وتأسيسه لدولة بنى أمية فى الأندلس سنة 138 هـ .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي عوض الجيوسي
أحسنت باختيار حياة هذا الرجل أسرها لنا هم أجدادنا لك الشكر أننا ننتظر المزيد
ولأديبنا الجيوسى تُهدى الحلقة القادمة خصيصا
وكان عبد الرحمن فى الخامسة والعشرين من عمره حين تولى أمر الأندلس . وكانت أمامه مشكلات بالغة التعقيد تحتاج إلى خبرة سياسية وقدرة حربية وعقلية غير عادية . لكى تنجو بالبلاد من أخطار الانقسام فى الداخل واحتمال الغزو من الخارج .
ولكى تقيم لبنى أمية فى المغرب ما يعوضهم دولتهم التى فقدوها بالمشرق .
وأخيرا لكى تجعل من العاصمة الأندلسية ، قرطبة ، مركزا حضاريا ينافس العاصمة العباسية ، بغداد .
ومن هنا عمل عبد الرحمن الداخل من أول يوم فى إمارته وطيلة مدة تلك الإمارة التى بلغت ثلاثة وثلاثين عاما فى ميادين مختلفة