(لاتنم )جاءت بصفة الأمر لأهمية النصيحة ,, ولحرص الجد
أن ينفذ ها الحفيد ,, فهو لم يرد أن تكون في قالب عادي ,,
وتقع تحت احتمال التطبيق أو الإهمال
يلج الشاعر في تفاصيل هذه النصيحة تحت إيقاع الخبرة
والتجربة التي مر بها الجد ,, يرسم وجه هذه الحياة
وتفاصيلها ,, وينبه من ضياع الوقت ,, فسوف يأتي يوما
يندم ابن آدم على اهداره ,,
هنا يحدد الخطوات التي على الحفيد إتباعها في قالب جميل
من الصور ,, مثل
- كيف لا تمتص ساعات الغرام مثلما التربة
تمتص المطر مثلما الأوهار تمتص الغمام
والأعمار تمضي وعداد الأيام يسجل العد التنازلي فلما لا
تستغل لمصلحة الإنسان في أن يعيشها كما يريد ,,
هنا يأكد على أن الموت قادم أكيد وهي النهاية المحتمة فلا تترك
الجسم يهرم بالمرض بل بلاحب والوداد والعناق ...ولا تستسلم
للفشل والمرض والكسل ,,, بل اعمل لأن تترك لك بصمة قبل أن ترحل .
هو الشباب الذي لا يعوض ولا يرجع أبدا فاستغلاله مهم بكل
ما يسعد الإنسان ,, وهو المرحلة المزهرة من العمر وفيها
المرء يستطيع أن يحقق كل ما يرده ويتمناه ,, حتى لو تعرض
لأي محنة فلا تستلم بل قاوم بقددرتك وقوتك وفكرك الذي
يشتعل طاقة وحيوية
وأتى الشيب وما يلحقه من وهن وتعب وضعف ومرض ..وخطوة
تلو أخرى يكون الإسان أقرب للقبر والموت والكفن فلا ينفع عندها
الندم ولا يقدر مهما فعل أن يُرجع الى تلك الفترة الحية فترة
الشباب ,, الشاعر الرائع نبيه السعدي :سررت بمروري بهذه
القصيدة التي تحمل أوجه عديدة ,,رأيتها:
- نص فلسفي فيه بعد ورأيتها من علم النفس أقرب حيث غاصت
في بحور النفس هي تأمل عميق في حياة الإنسان ومشاعره ,,
-وجاءت القصيدة إذا نظرنا إليها بشكل مباشر في قالب إجتماعي
تدخل تحت بند النصيحة المباشرة والتوجيه ,, ولفت النظر ,,
بل تعدت إلى الأمر ,,وكانت عبارة عن خبرة الجد ينقلها بحكمة
إلى الحفيد الذي استمع بكل اهتمام ونقل لنا هذه الصور الجميلة
بكل حرفية وبمعاني أوصلت النصيحة بروعة,,
المهم أن يكون شاعرنا قداستفاد من النصيحة جيدا وطبقها ولم
يكتفي بالسمع فقط . دمت شاعرنا بألقك المميز ولقلمك دام البهاء
مودتي الخالصة
سفـــانة