من قصيدتي:
يا صبر أيّوب!
طَالَعْتُ صبْرَكَ فِي القُرْآنِ وَالسِّفْرِ
فَأَيْنَ صَبْرُكَ يَا أَيُّوْبَ مِنْ صَبْرِي!
لَوْ كَانَ لِلصَّبْرِ مِيْزَانٌ يُعَايِرُهُ
لَكُنْتُ وَحْدِيْ نَبِيَّ الصَّبْرِ.. لا غَيْرِي
*****
قَدْ كُنْتَ وَحْدَكَ دُوْنَ النَّاسِ مُمْتَحَناً
وَظَلَّ شَعْبُكَ مَحْمِيّاً مِنَ الجَوْرِ
لَكِنَّ شَعْبِي لِنِيْرِ الذُّلِّ مُرْتَهَنٌ
مِنْ شَاطِئِ البَحْرِ حَتَّى ضِفَّةِ النَّهْرِ
وُلِدْتُ مُسْتَعْبَداً.. وَالقَيْدُ فِي قَدَمِي
وَكُلُّ شَعْبِيَ مَطْبُوْعٌ عَلَى القَهْرِ
*****
يَا ذَا القُرُوْحِ! وَجُوْعُ الدُّوْدِ يَنْكَؤُهَا
مَا أَمْرُ دُوْدِكَ عِنْدِي أَصْعَبُ الأَمْرِ!
جِرَاحُ جِسْمِكَ قَدْ تُشْفَى بِأَدْوِيَةٍ
أَوْ بِالجِرَاحَةِ.. أَوْ بِالكَيِّ وَالبَتْرِ
وَالجُرْحُ فِي الرُّوْحِ قَتَّالٌ.. مَوَاجِعُهُ
تَغْتَالُ صَاحِبَهَا غَدْراً مِنَ الظَّهْرِ
*****
كُهُوْفُ لَيْلِكَ.. وَالآلامُ تَحْرِسُهَا
يَحْدُوْ بِهَا أَمَلٌ يَسْعَى إِلَى الفَجْرِ
وَلَيْلُ صَبْرِيَ مُمْتَدٌّ بِلا أَمَلٍ
مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ حَتَّى آخِرِ الدَّهْرِ
صَبْرِيْ عَلَى العَيْشِ لا حُبّاً وَلا كَلَفاً
كَالكَفِّ قَابِضَةٍ كُرْهاً عَلَى الجَمْرِ
****
**
*
نبيه محمود السعديّ
23/9/2014