مغرورة بجمالها وعندما غادرها ظلت تستجديه من المستحضرات
صالون أدبي كانت تديره امرأة جميلة وكان الشباب يتغنون بجمالها ويتقربون إلى قلبها وما كانت تفتح هذا القلب حتى لو كان الفرد صادقا في حبه وكان عمر أبو ريشة أحد هؤلاء الشباب فهاجر للدراسة وعاد بعد عشرين سنة ولم ينس أيام شبابه فسأل عنها فقيل له ما زالت تدير صالونها فقرر أن يزورها تدفعه لذلك رغبة ليعرف ما استجد من أمورها فدخل إلى البيت فلما رأته هشت وبشت بابتسامة صادقة دفعتها نبضات قلبها إلى شفتيها وتلعثم لسانها وعرف ما يجول بخاطرها فأخذت تسأله عن حاله وأموره فلم يخف عليها شيئا زواجه وأولاده فاستمرت تتودد إليه ولكنها عزمت أن تحيي حبه القديم لها حتى لو أصرّ على أن يجعلها ضرة لزوجته فإن قطار العمر قد فاتها أما هو فكان يكتب في ورقة لم تستطع رؤية ما فيها من حروف وحين استعد للمغادرة نهضت من مكانها لتودعه أملا في مجيئه ثانية ولكنه سلم لها نصف الورقة وكانت مكتوبة بخط جيد واحتفظ بالنصف الثاني لأنه مسودة للأولى وخرج مودعا ولا يعرف أحد منا ولا هو ماذا حدث لها بعد أن قرأت مافي الورقة
ملا حظة : لم أجد هذه القصة في الديوان ولا في كتاب وإنما أخبرني أحد أساتذتي بها موجزة وأنا قرأت الشعر فاستنتجت البقية والعهدة علي وعلى الأستاذ وقبل تعليقك أيها المتلقي تمعن في الحروف لترى إن أصبت أو أخطأت
أما الصِّبا فلقد مرَّتْ لياليهِ = فابكيه ياعفَّةَ الجلباب فابكيهِ
ملكتِ قلبك عن روض الـهوى زمناً = واليوم روض الـهوى غيضتْ سواقيه
بالأمسِ إن جئتُ أبدي ما أكابده = لويت جيدَك عما جئتُ أبديه
وما رثيتِ لدمع كنتُ أذرفه =ولا عطفتِ على جرحٍ أعانيه
واليوم جئتكِ.. لا صبّاً ولا كَلِفاً = بل للجمالِ الذي يذوي.. أعزيه!
رغم قلة أبياتها لكنك لن تجد أروع منها ورغم مرور السنين الطويلة فما زالت ندية تقطر رقة وجمالا
آخر تعديل عبد الرسول معله يوم 12-08-2009 في 08:44 AM.