قرر أ ن لا يكون زواج, كل بقعة , كل لحظة تشهد أثر دعائه، لم تجد كل المحاولات . لم يخطر بباله أنه سيحبها الى حد الجنون , أنه سينحني أمامها يوما ما.
لايستطيع الابتعاد عن نافذة غرفته الخاصة : ربما تخرج ولا أتمكن من رؤيتها, لن أترك المكان .
يوم ولدت كان هو يشارك أباه عملية الحصاد , نشأت أمامه , بينهما مسافة ثلاث عشرة سنة , كان يداعبها, يناغيها .
مرت الأيام :احساس نحوها, صورتها تكبر, روعتها تكسو أفقه , هالة من الاعجاب لكن احساسا آخر يصدمه : لا يمكن , الزواج لايعقل هذاالامر الجيران , أفراد العائلة , حتى أنا .
حين فاتح أمه , لم تتفاجأ, كانت تعرف كل شيء , لم تعارض , ولم تعلن ما كانت تتوقع , لكنها حين أخبرته بعد أن طرحت الفكرة على أهل الفتاة قالت متأسفة: كنت أعرف أنهم لا يزوجونها الا بعد أختيها.
أنتظر... تلك حجج واهية,انه الرفض وان لم يكن صريحا, صدمة أقوى , لن تكون بريزة شريكة حياتي..لن تكون لي حياة, لن يكون زواج حتى وان تزوجت , سأنتقم , سأفجر احلامي التي ظلت تؤرقني, سأطلب يد امرأة ما , لن احاول رؤيتها, لا يهم , ضاعت المفاتيح من يد ي .
في حفلة زفافه رآها من النافذة , كانت تغني , ترقص , تضحك, تنهد: غير مبالية , ...ربما ... لكنها لن تستطيع محوي من حياتها .
ويوم دخل رفقة عروسه وجدها مع المدعوات: انها هنا, حدث جميل , حبيبتي تستقبلني أنا وعروسي , انها تنظر, , تصفق , صورة جميلة لحادث مؤلم , لكن حضورها أفضل من غيابها.
تعمد البقاء وقتا اطول مر شريط الرحلة بكل التفاصيل في لحظة: خطوات ضائعة ما قبلها, وربما مابعدها ولكنني لن أنسى . انها تنظر نحونا, انها تشهد الجرح , الجريمة , نهاية البداية , جنازة حب لايموت
العربي حاج صحراوي 22082010...