أغنية الشهيد
أنا السوري
سأبقى معتصماً بحبلِ عقيدتي
شامخَ الرأسِ أُصافحُ سحب السماءِ
أعانقُ الجوزاءَ رغمَ كلَّ مَصائبي
في قتلي وتجويعي
وحماقةَ أعدائي
أجوبُ الفضاءَ الطلقَ بإيماني
متحرراً من كلِ قيدٍ..
بآماليَ الجسامِ
كالنسرِ متخذاً قِممَ الجبالِ سَكني
والسماءَ غطائي
أسيرُ ثابتَ الخُطى والجَنان
لا أرمقُ كآبةَ الليلِ ولا أحْفلُ بِجحافلهِ
ولا أرى لظلالِ الأسَى في طريقي أيَّ ضِياءِ
أجَرِّدُ حُسامَ الفجرِ منْ غمدهِ
وأصيخُ السمعَ لقصف الرعود
وأزيز الرصاص
هو لحن تزغرد له دمائي
وأذيبُ روحَ الطبيعةِ
في مُهجتي ليكونَ بلسماً لكل داءِ
وأصْغي لقولِ ربي ليصفوَ قلبي
وينْجَلي منَ الأصْداءِ
وأطفئُ لهيبَ الأسَى
وأغسلُ بدموعِ الغَمامِ وجه الأمهات والأرامل
والصغار من البكاء
وأُرَمِمُ فؤادي المتَهدِمُ من نوائبِ الدَهرِ
ليكونَ أقوى من الصخرةِ الصَماءِ
وأرنُو دائماً لانبثاقِ فجرٍ مشرق بالنصر
من وراءِ الهوةِ الظلماءِ
وأزيلُ كلَّ الهواجسِ من دُجى الأوهامِ والأسقام ِ
وأسيرُ غيرَ مكترثٍ بأشواكِ دامية
ورداءةِ الأنواءِ
أنقلُ خُطايَ وأسْري بروحٍ فيها قبسٌ متوهجٌ
تَجتثُ جحافلَ الظلامِ
والأوهامِ , واستأصل كل داء
سأبقى أخطُ بِدمي على صفحةِ
السماء تراتيل صمودي
وأعزفُ على أوتار قلبي
شدوا فيه رضائي
لأغيظ الطغاة وأبواق العملاء وسفاهة السفهاء
وسأبقى محلقاً كالنسرِ رغمَ قصْفِ الرعودِ
وبرقِ السَماءِ .
مصطحباً ضياءَ الأَملِ بالفرج القريب والنصر
مِنْ ربِّ السَماءِ .
هو عَوني في نيل حريتي وثباتي على الحق
إما الشهادة أو النصر على الأعداء
يوسف الحسن