(1) مِنْ هنا ابتدأ الرَسم مِنَ الرُّوح بِضحكةٍ مَنزوعة القَهقهة تَخلِقُ لها شَفتين وَأسناناً عَاجيّة بأحْمَر الفَرَح مِنَ الوَريدِ بِبُكاءٍ عَقيم الدُموع تَخلقُ لهُ قزحيَّةً عسليَّةَ اللونِ برماديِّ الحُزن مِنَ الشَوْقِ بِصَوتٍ أخْرَس النغمات تَخْلِقُ لَهُ رِئةً وحنجرة بليلكيِّ الحَنين ولا تَنتهي اللوحة إلا بِحُورية ٍ جَميلة تُمشِّطُ شَعرها الأسْوَد تَخلِقُ المَوْجَة بإصْبَعينِ وَدَمعة وَتسبَحُ في اللابَحْر ...... ... (2) أخرَجَ مارِدَ قَسْوَتِهِ مِنْ قمقم فِنجانِ القهوة أغلقَ هاتفهُ الخَلوي خَتَمَ بريدهُ بالشمعِ الأحْمَر أوصَدَ نافذةَ الذِكرى واقتَرفَ جَريمتَهُ جَهراً انتقم الشاعِرُ مِنْ شِعرِهِ إذْ فَجَّرَ نهراً في كُثبانِ الصحراءِ بِلا مَنبَع زَرَّرَ أكمامَ قََصيدتِهِ فاختنقَت نَظرَت نَحوهُ فيما يَشبَه الرِّثاء وَقالت: ( مِثلي تَستَحِقُ أنْ تَخلِقَ لَها بَحراً وَتفعيلة) ألقََت مِنديلها في النهر أطْفَأت لِفافةَ تبغِها وَمَضَت .......... (3) مَنْ مِنّا جفّفَ ماءَ البَحرِ عَلى غَفلة مَن دسََّ الملح في جُرحِ المِعطَفِ إذْ يَنزِفُ مِنْ عامين ؟ مَنْ ضَرَبَ جَبينَ الوقتِ فَوْقَ عَقارِبهِ مَنْ أسْقَطَهُ صَريعاً يتخبَّط فوقَ شواطئِ وحدتهُ عَلى وَجعين ؟ ............ (4) تماماً في الأسْرِ رَغمَ الأصْفادِ التقينا حذرتني الحوريّة : أقسَمَ أنّه عَنْ يَميني شِمالي مِنْ أمامي وخَلفي نادتهُ الصَحراء فابتَلعَ البَحر ثمَّ وَهَبني للقرصان! لا تُصدِّقي الشُعراء ثم سَألَت: مَنْ أنتِ ؟ بَكيتُ وقُلت: لَيتني كُنتُ أعلَم فَأنا القََصيدة .