أي بني الحبيب
مضى وقت طويل وأنت في ديار الغربة وأنا أعلم أنك لا تقدر على تحملّها .
وددت أن اكتب أليك رسالتي هذه والموسم عيد الأضحى. والعيد هنا والنّحر هناك والسّكاكين مخضّبة بدماء الأضاحي والبخور كما عهدته بالبيت يعبق في الفضاء يلاحق الأمنيات ويطاردها ..وأبوك بجبّته البيضاء يجوب فناء الدّاروالحنين اليك يلّفه في وجوم غريب ...
ورائحة القتار تسيل اللّعاب قبل أن تصيب بطوننا...
وانا بين هذا وذاك حريصة على التّخفي حتى أكون عادية أ.....غالب الدّمع لفقدانك بيننا
وكلّي تفكير في نطع الكبش كيف أعدّه وأرتّبه وأحيله في بياض ناصع ليكون هديتي الى زوجتك الأمريكية الجنسية اذا زارتنا هذه الصّائفة
أي بني الحبيب
قد نفرح ذات عيد بزيارة منك ونلقاك بأذرعنا وقد نزور قبر جدك الذي تحبّه كثيرا ....
ففي العيد تحلّق أرواح الموتى حول الأحياء منّا طلبا للزّيارة ....
بنيّ الغالي
حرصت هذا العيد على أن تكون رسالتي أليك خطيّة باليد...
حتّى تلوّن وجهك بالفرح فهي أصدق من هذا التّواصل الذي تديره أزرار وأقمار بيني وبينك..
بنيّ الحبيب
ثق أنّك تكبر في فكري وتملؤني غبطة وأنت تشقّ طريقك بثبات في هذا العالم الغريب عن تقاليدنا...فقد فرّطت فيك وأودعتك الى الغربةمن أجل العلم والنّجاح المنشود...
بني أستودعك الله الذي لا تخيب عنده وديعة والى لقاء قريب ان شاء الله
أمّك المشتاقة لك ولأسرتك...