نسخة عصرية من ألف ليلة وليلة
يا سادة ، يا كرام، تحية وسلام؛ يحكى أن في سالف العصر والأوان، كان لسلطان من الإنس بنت كما الجان،لها الأمر والنهي على الحاشية، خلا زوجها الأمير ذو البسمة الطاغية.
مضت السنين وهم في عيشة وعناد،والأقدار مهتمة بشؤون العباد، حتى دقت ساعة الحقيقة الماضية، تبعتها القاصفة القاضية.
فبينما كانت تفتش ( إيميلات) زوجها وتبعثره، وبريد (فيس بوكه)، و (مسنجره)، ضبطته مغازلا جاريتها (السيريلانكية)، ذات الرائحة الزكية، والطلعة البهية.
فابيضت الدنيا بعينيها، ووقعت مغشيا عليها، من هول الفاجعة، ثم أقفلت دار أهلها راجعة، بل وأقسمت أن (تخلعه) بلا رحمة أو شفقة، وأن تثأر منه بالمعجزة من النفقة,حتى هج من المملكة،إلى بلاد يقال لها ( السويد ), والأميرة في حزن شديد، ولسان حالها يقول:
كل الرجـال متى أمنت ودادهـم
زاغت بهم عيـن كمــا الغربـال
فالقط ينعم بالقصور ولهوهـــا
وفـــؤاده في جـعـبـة الزبـــــال
ومرت الأيام عسيرة، رهيبة، أزمانها كئيبة،على المملكة وضواحيها، لنكبة الأميرة( دلوعة أبيها ).
ولم تزل المملكة معلنة على الحب الحداد, والحزن بالبلاد,حتى مر زبال من أمام القصر-مسكين لم يكن على الملاك الدائم- بل يعمل بأجر، بعد أن أكمل دراسته الجامعية بامتياز،ومضى يركض و(العشاء خباز)،حتى لمحته الأميرة فدعته عشقا بالثأر، وأجلسته بإشارة من إصبعها، والجواري معها ، فامتثل طائعا، وسكت طامعا أن تكرمه الأميرة بقطعة من ( البيتزا )،بعد أن تأخر الوكيل كعادته بجلب طحين الحصة؛ لكنها فاجأته بطلب الزواج منها، فدعا لوالدته مبتهجا،وقبل مسرورا غير مصدق، حتى نبهته الجواري بمهر الأميرة الفريد، وشرطها الوحيد ، بأن يرمي نفسه من شرفتها، قبل أن يشرق الصباح ، فوجده يقول بسره:
يـا حظ أنى قد رضيت بموتـي
أبيسر حال كـــان بعد سكوتي
إني لربـــي لا محـــالة راجـع
ولربمـا ستفيــد بعض قنوتـي
وما أن أعلن بقبول الشرط قسرا، ورضي بالموت مهرا، حتى أعلنت المملكة العيد، ومدت الموائد للداني والبعيد، ولا زالوا في فرحة مفبركة،على أنغام (دي– جي) المملكة،والرعية منهكة مشغولة منهمكة،حتى آنت ساعة الحسم، ولحظة الحتم، فدخل على عروسه، متوسلا ، أن لا تطلب مهرها عاجلا، فتكون له العاجلة، بل تقسط له الموت المريح كقروض (الموظفين) مع (الربا) أو كما يقال(الفائدة).
غير انه تمالك نفسه فتشهد، ثم أوصى عروسه الأميرة وتنهد،بأن لا تدفنه كما دفنت الملكة (شاه زنان) زوجها الهمام (كرم خان)، فأردفت مستغربة :- وكيف دفنته أيها العريس، ذو الحرف النفيس، فقال:- هذه قصة طويلة، وحكاية مهولة، ولا أعتقد أن الأميرة ستستغني عن قتلي بحكاية وإن كانت أغرب من الخيال،ولا مرت على بال، فأشغل بصدرها (كاسيت) الفضول بالحال؛فأجابته بالأمان - بحجة أن بعض الصبر من لذة الثأر- ؛وبينما هم بهذا الحال، أذن المؤذن فاستأذن ، وتوضأ فصلى واستأمن، ولم يكد ينهي دعائه، حتى نام كالطفل بعين قريرة، من أثر تبريد (السبلت) في قصر الأميرة.
/
يتبع