ربما تحصل شركات الوسائط التي تتوق لنشر ثقافة الدفع مقابل الحصول على محتوى من الانترنت على ما تريده إذا أعارت مزيدا من الاهتمام لثورة الهاتف الذكي /سمارت فون/ التي بدأت تغير الطريقة التي يدخل بها الناس على الشبكة العنكبوتية. وتستخدم أعداد ضخمة الآن الهواتف المحمولة بدلا من أجهزة الكمبيوتر الثابتة للدخول على الانترنت وهو تطور تمخضت عنه نماذج أعمال جديدة تماما في الصين اكبر سوق للانترنت في العالم.
وبدأت فكرة دفع مقابل لقراءة محتوى على الانترنت -وهي فكرة غريبة ظهرت قبل عام فقط- تثبت أقدامها ببطء وان كان بثقة بوصفها نموذج الأعمال التالي في الإعلام الغربي. وقادت الفكرة نيوزكورب التي يرأسها روبرت مردوك.
لكن في الوقت نفسه توقعت مؤسسة جارتنر البحثية أن تفوق مبيعات الهواتف الذكية -التي هي جزء من اقتصاد لقطاع الاتصالات يختلف كثيرا عن أجهزة الكمبيوتر الثابتة- مبيعات أجهزة الكمبيوتر الثابتة بحلول عام 2012. ويعتقد البعض أن هذا قد يتحقق في العام الحالي.
وفي الصين التي يفوق عدد مستخدمي الانترنت بها عدد مستخدمي الشبكة في أي دولة أخرى يقول كاي فو لي الرئيس السابق لعمليات مايكروسوفت ثم جوجل بالصين والذي استقال مؤخرا ليدير شركته الخاصة أن الدفع مقابل المحتوى غير قابل للتطبيق.
وقال لي في قمة ابوظبي للإعلام الأسبوع الماضي «المستهلكون الصينيون لديهم قناعة أكبر بأن الأشياء يجب أن تكون مجانية وبالتالي فان جهود تحصيل رسوم مقابل الحصول على محتوى استثنائي فشلت فشلا ذريعا».
وفي الآونة الأخيرة قررت مجموعات نشر تقليدية مثل نيوزكورب ونيويورك تايمز وأكسل سبرينجر أن تخوض التجربة وتبدأ فرض رسوم مقابل الأخبار التي تنشر على الانترنت مجازفة بتقليل حجم مستخدميها مقابل الحصول على مكاسب محتملة من خلال إيرادات الاشتراكات.
ولم تختبر بعد هذه القرارات -التي اتخذت بعد كثير من الجدل- على المستهلكين بدرجة كبيرة لكن هناك توافقا متناميا على أنه لا يوجد بديل لان عائدات الإعلانات التي تضررت بشدة أثناء الكساد لن تعود إلى مستوياتها السابقة.
وقال جون ميلر رئيس قسم الوسائط الرقمية في نيوزكورب «من المؤكد أننا نعتقد أن هناك حاجة إلى أن تكون هناك نماذج أعمال مزدوجة الدخل من خلال الإعلانات والاشتراكات».
ويقول ناشرون أنهم بحاجة إلى أن يعيد المستهلكون النظر في التسليم بأن المحتوى الموجود على الانترنت يجب أن يكون مجانيا لتمويل توفير محتوى إخباري وترفيهي عالي الجودة.
من ناحية أخرى قال لي أن مواصفات الانترنت نفسها وليس احتياجات شركات الأعلام ستكون المحرك وراء كيفية توصيل المحتوى وسداد مقابل له.
وخص بالذكر قدرة الشبكة على توفير التسويق وخدمات البيع بضغطة زر واحدة.
وانتشرت متاجر على الانترنت توفر تطبيقات برامج صغيرة مثل الألعاب الالكترونية منذ دشنت شركة أبل متجر التطبيقات الأصلي لهاتف /اي-فون/ عام 2008 .
وخلال 18 شهرا حتى كانون الثاني الماضي حمل المستهلكون أكثر من ثلاثة مليارات تطبيق للهاتف المعروف باسم /اي-فون/ معظمها مجانية والباقي تقل تكلفته عادة عن دولار واحد.
وفي الصين يدخل أكثر من نصف مستخدمي الانترنت في البلاد الذين بلغ عددهم 384 مليونا بحلول نهاية العام الماضي على شبكة الانترنت عن طريق جهاز نقال. وقال لي أن هذا العدد سيزيد إلى 800 مليون خلال خمسة أعوام.