فكنت البدر في يوم التمام أقول بيقظتي قبل المنام لخير الناس من كل الأنام لمن كانت ولادته غراما لأفئدة تتوق إلى الغرام رسول الله : يا مرساة روحي ويا منجى الشواطئ للسلام تشفع يا رسول الله إني بترحالي تعبت وبالمقام وإني ما أضعت الدرب يوما ولكن تهت ما بين الزحام رسول الله : أودعك اشتياقي وشوقي بين أحضان الكرام وأرسلها رسالات ابتهال مع الطير المسافر واليمام فأنت العهد في عين احتسابي ولا عهد سواك إلى الذمام رسول الله إني جئت صبا مشوقا لا ألام على اعتزامي فمن غير الرسول يكون وسمي إذا ماعدت من غير الوسام يفتش عن أبي بكر غرامي ويبحث عنه في غار الحمام فلا تحزن وثالثنا إله ولا خوف يكون مع الحمام وعين الله ياابن أبي وأمي ترى ما في فؤادك من هيام فلن يصلوا ، وإن وصلوا إلينا وقد جاؤوا بشرك الإنتقام رسول الله في نفسي اهتزاز وحشرجة المهابة في كلامي وما كنت الذليل وأنت حرزي وأنت سلامتي يوم الزحام فأنت أبي وأنت حنان أمي وأنت اليوم همي واهتمامي وما خفت المواجع تعتريني ولو فصلوا اللحوم عن العظام ولكني أخاف عليك مني إذا غافلت جفني بالمنام لحبك يا رسول الله فاضت دموع العشق في يوم ابتسامي ومن قلبي عصرت الدمع خوفا على ظل ترفق في اعتصامي فأنت المصطفى وهداك وحي ينير الدرب في ليل الظلام فقد جمعت كل الناس شرقا وغربا للمحبة والوئام ولم تحمل على من كان فظا ومن آذاك في البيت الحرام عفوت وكنت للطلقاء رحما فكنت البدر في يوم التمام جعلت من الكتاب نواة حق وخطا للشريعة والنظام وألبست البلاد رداء عدل تنامى فوق أجساد الكرام وكنت الثوب في زمن التعري وكنت الظل من فوق الخيام وبلغت الرسالة بائتمان وما زالت تسير إلى الأمام تقبل يا رسول الله قلبي وقد أودعته خير الأنام