في كل عام ٍ .. نزرع الملح
هناك ...
و نقدم القربان للفجر الذي
قد عاد يعطينا الملاك
* * *
في كل عام ٍ ... نحمل الآهات
معنا في الممات ..
و نعود من بعد الممات
لنعيد جمع الأمنيات
و نخوض معركة ً مع الزيتون
و الرمان ...و اللارنج
و نتوه في وطن السبات
* * *
كان الحلم ...أن ْ نبقى
طيورا ً تشتهي
جمع الفتات
و أن ْ نعود َ إلى قرانا
محملين بالزنابق و الزهور
و الرفات .....
لكنهم عندما اجتمعوا
على أرض الفرات
أعلنوا عصيانهم عن ذلك
الحلم الوحيد ...
بحجة ٍ وثنية المعنى
و بأنه يحضُّ على الشتات
* * *
في أرضنا ... تموت
الأمنيات .
حزنا ً على أخواتِها
من الصبايا و البنات
في كل شبر ٍ .. من
تراب الملح
نشهد الضفائر الملقاة
على جوانب الطرقات
كأوراق الخريف
اليابسات ..
* * *
ما ذنبها ..يا رب
تلك الضفيرة الشقراء
و السوداء
و البيضاء
أن ْ تُلقى عبر
أروقة ِ السماء
إلى لا مكان ...
إلى الفضاء ...
ما ذنب زهر اللوز
أن يفنى ... إذا ما
عاد للدار ..البكاء
ما ذنب هذا الطفل
يبكي على أبويه
في أرض الفِناء
ما ذنب خارطة ِ السماء
كي يصير ربيعها
نارا ً يُزفُّ على الهواء
ما ذنب أرض الملح
إن كانت ... كل أمطار
السماء عقيمة ً ..
ترجو الدواء ...
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...