في آخر السَّطر أمْ في بَدئِهِ تَقفُ=في الحالتين مهيبٌ أيُّها الألفُ
أرسلتُ جِذركَ حيثُ الأرضُ مُعتِمةٌ= وامتدَّ جِذعُكَ حيثُ النَّجمُ يُقتَطفُ
يا ساقي الغيمِ يا عرَّاب أنجُمنَا= ويا نخيلاً يصلّي حولهُ السَّعَفُ
أعلى مِنَ الزَّهو لا كبرٌ ولاَ بطرٌ= والحُب ليسَ بغير الحُبُّ يتَّصفُ
عامٌ كَبرناهُ شابتْ بُحَّتي شَجنًا= والشمسُ يَصعدُ في مرآتها كَلفُ
وكُّلما قلتُ: يكفي قالت امرأتي= إنَّ الكآبة عجزٌ والأسى ترفُ
لولاَ الذي بيننا في الحبِّ من رحمٍ= كنتُ انصرفتُ ومَا في الحُب مُنصرفُ
قُلْ للمليحةِ: لا يأسٌ لا ندمٌ = وقُلْ لِمنْ أسفونا بعدُ لا أسفُ
لم أقترف دمعةً إلاَّ التي اجترحتْ= صفحًا لِمنْ جرحوني فوق ما اقترفوا
صدقت قلبي فمَا من حربةٍ كذبتْ= إلا كشفتُ لها صدري فتنكشِفُ
فإنْ تبسَّمَ لي حتفي ابتسمتُ لهُ = لُقيا الأحبة بعد الوحشة ائتلفوا
لي أمَّةٌ في زمانِ الرُّوم تائهةٌ= نامَ المماليكُ عنها وهي تنتزفُ
مضرّجٌ بأساها وهي ذاهلةٌ= ما مسّها الضرُّ إلا مسّني لهفُ
لا يرجفُ الروم إلا حول خيمتها= وباسمها كان قلب الروم يرتجفُ
ذهبتُ ألقفُ كيدَ السحر روعني= حبل الفراعين حتى كدْتُ ألتقفُ
الجاثمون على أكبادنا قرحاً= من عهدِ عادٍ إلى ان تنشر الصحفُ
سبحانَ من حرر الإنسان يخجلني= إنّا على هذه الأصنام نعتكفُ
لمْ ينكفئ صنمٌ إلا طغى صنمٌ= حتى متى يا إلهي هذهِ الجيفُ
أُختَ العُروبة ها قد جئتُ مُكتَهلاً= والعُمرُ يرقد والأنفاسُ تُختطفُ
وها أنا بين أهلي هُمْ دمي ويدي= هُمْ ملحُ دَمعي هُم التَّحنانُ والشَّغفُ
إن يختلفْ خُبزُنا اليومي لهجتُنا= في القلب فصحى دماءٍ ليس تختلفُ
مُذ كانت الأرض عجماءً وهم عربٌ= لمْ يعرف النَّاسُ لولا أنَّهم عُرِفوا
تصفَّحوا هذهِ الصَّحراءَ فاكتشفُوا= أنَّ السَّماء على أكتافهم تَقفُ
المُوقِدونَ ونعْم الموقِدون هُمُو= في العُسر اليُسر لا منٌّ ولا صلفُ
لو رشفةُ الماء بعضٌ المنّ كَدَّرها= ماتوا عطاشى على الرَّمضا وما رَشفُوا
الحلمُ والنُّبل والإيثار عن كرمٍ= والعزمُ والحزمُ والإقدامُ والأنفُ
شكرتُ أكرم أهلٍ قد حللتُ بهمْ= وما كفرتُ بأهلي هكذا الشَّرفُ
أنا ابنُ منْ رابطوا في الأرض مُذْ خُلقتْ= حتَّى القيامة لا ميلٌ ولا كُشفُ
سبعٌ وسبعون مليونًا على غضبٍ= كفءٌ لأنْ تقف الدُّنيا إذا وقفوا
حملتُ صخرةَ أهرامي على كتفي= فهلْ تضيقُ بأهلي هذهِ الكتفُ؟
أكَّلما ظمئ السيَّابُ قلتُ لهُ= خُذني لدجلةَ ما في النيلِ مُرتشفُ
حزنُ العراقِ شُموعٌ مِلءُ أوردتي= تُضيء قبرَ عليٍّ فابكِ يا نجفُ
هلاَّ نصرناهُ يومَ الذَّارفاتِ دمًا= كي لا تنوحَ عليهِ الأعُين الذُّرفُ
منْ حِجر مكة حتَّى القدس ثمَّ خطىً= نمشي وتمشي لها في صُلبنا النُّطفُ
غنَّيتُ طرحةَ ثكلى كُّلما ولهتْ= تقولُ : يا غُرفَ الجناتِ لي غُرفُ
زغرودةٌ للذَّين استشهدوا شهدتْ= أنّي شرفُتُ بهم أهلاً وبي شرفُوا
قلْ للتَّي فارقتني وهي باكيةٌ= لسنا حديدًا ولا صلصالُنا خزفُ
لسْنَا أقلَّ جمالاً أنْ نكون معًا= يوم الوداع وهذا الدَّمعُ يعترفُ
الموجعون بصمتِ البحر ما مكثُوا= إلاَّ قليلاً قليلاً ريثما انصرفوا
لي سحبةُ القوس في شجو الكمان ولي= أناقةُ الحزنِ لي لحني الذي عَزَفُوا
أنامُ ملء جُفوني عنْ شواردها= ويسهر الخلق جرَّاها ويختلفُ