آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > مــــداد للكلمات

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-05-2015, 12:30 AM   رقم المشاركة : 1
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الليالي السود ( يوم عجيب ) 3

الليالي السود


...............................


يوم عجيب
3

بدأ الظلام يهجر عالمنا ، غير انه لا زال مخيما على نفسي ، وانقشعت الغيوم من سماء المدينة ، والشمس صارت تغمرنا بأشعتها ، وازدادت الحركة في الشوارع ، واختفى السكون الذي عشته في تلك الليلة المظلمة.
الايمان ، والمثل العليا في اعماقي ، كانا يلهماني الصبر والحمد لله ، غير اني صرت اشعر بالاعياء ، وفي الوقت نفسه كنت اخشى ان يراني ونتيجة الصدف احد الاصدقاء ، او المعارف من طلبة الجامعة ، علما سبق وان وجهوا لي دعوة لأمسية ادبية ، وكنت قد اعتذرت من حضورها. اذن ما العمل ؟ وما سيحل يا ترى بمصيري ولا املك لقمة من الخبز لاسد بها رمقي !
توجهت لحديقة لا تبعد كثيرا عن المحطة ، وفي احدى زواياها نمت على المصطبة ، اسوة بالمتسكعين. غطست في نوم عميق لأكثر من ساعتين ، واستيقظت على صوت شرطي يطلب هويتي ، اريته جواز سفري وتمعن به وتركني معتذرا.
وجدت نفسي امام واقع مر ، ومستقبل مجهول ، فليس امامي الا ان اتصل ثانية بصاحبي مجبرا وأطالبه بالمبلغ. بيد اني كنت في صراع مع نفسي ، بين حياء وجرأة ، وبين الواقع والمثل العليا.
ما يكون موقفي ان قابلني ونتيجة الصدف صديق ، او احد معارفي ؟ يكفي نظرة واحدة على قميصي ، او بنطلوني ، ليعرف منهما حقيقة وضعي ، ناهيك عن شحوب وجهي. حقا كنت في حالة مزرية جدا.
استعنت بعمق بربي ، خالق السموات والأرض ، وتوجهت الى محطة القطار ، لأريح نفسي في غرفة الانتظار ، والساعة كانت تقارب العاشرة صباحا. كنت افكر ابان الطريق ، كيف سأقضى ليلتي القادمة ، وأنا منذ يوم ونصف لم اذق طعاما؟
تذكرت الطيبات التي كانت تقدمها لي والدتي في وطني ، وكيف كانت تراعي مشاعري.... تذكرت بغداد وبيتنا ، و تذكرت مدينة صباي والتي عشت فيها فقيرا بين اخوالي الفقراء الاخيار ، وأصدقائي الاوفياء. تذكرت والد صاحبي ، الذي قدمت له مبلغا كبيرا في وقتها دون تردد ، وكيف عاملني ابنه !!!!!!!! تذكرت سفري الشاق في سيارة الحمل المكشوفة ، وجلوسي بين اكياس البصل ، في جو لا يتحمله الانسان بسهولة !!!! وبدون ارادتي ، صارت الدموع تجري على خدي !!!!
في هذه اللحظة العصيبة ، وأنا في عالم لا يحس به غيري ، سمعت شخصا يحييني قائلا : اهلا بصديقي صلاح الدين !!!!!!!!!
التفت في الحال ، واذا بصديقي المحامي السويسري ، الذي قبل عام كان ضيفي مع عائلته. اندهش من وضعي ، وبادرني قائلا بما معناه (( اراك عصي الدمع شيمتك الصبر )) !!! ما تعمل هنا ، ولماذا اراك باكيا يا صلاح ؟ !!!
تداركت الامر بسرعة ، وأخبرته ان حشرة قد دخلت عيني ، وأخرجتها ، الا انه ما اقتنع بكلامي ، ومن مظهري ، ادرك ان مصيبة قد حلت بي ، وأنا في وضع حرج جدا.
سألته ما تعمل هنا ، فأجابني اتيت صباحا في مهمة تتعلق بعملي ، وسأرجع مساء الى بلدي. عرض علي شكا بمبلغ جيد الا اني رفضته. حاول بإصرار ان اقبله ، الا اني رفضته بشدة. اذ من السهل ان نأخذ مبلغا من صديق ، ولكن من الصعوبة ان نظمن ارجاعه.
حاول ان يعرف حقيقة امري ، الا انه لم يتمكن ، ووجدته حائرا متألما !!
دعاني لتناول الغداء معه في الساعة الواحدة ، واعتذرت له ، بحجة ارتباطي بمواعيد تمنعني من تلبية طلبه. حاولت ان اتخلص منه ، على الرغم من طيبه ، و اخلاصه ، وشهامته.
اذا طغت الكاّبة عن حدودها الطبيعية ، يشعر الانسان بحيرة ، قد لا يستطيع القلم ان يعبر عنها. فتجف الدموع بعينيه ، وتتساقط اوراق الاحساس من شجيرة عاطفته ، ويصبح حجرا أصما ، يتدحرج على سفح همومه بلا مبالاة !!!! وهذا ما جرى معي ، اذ وجدت نفسي اتدحرج على سفوح همومي دون مبالاة. لذا كان تصرفي معه بشكل لم يألفه صديقي فيما قبل.
سألني: عن محل سكناي وطلب عنواني. اعطيته عنوان البريد مضطرا ( خدمة لكل سائح في بعض الدول الاوربية ، بامكان الفرد ان يكتب اسم المدينة ، ورقم بريد الحارة التي يسكن فيها. فاّنذاك بامكان السائح ان يتلقى رسائل من احبابه ، وما عليه الا ان يذهب للبريد ، ويعطي اسمه ، فان كانت له رسالة ، او برقية ، بامكانه ان يستلمها ، بعد ان يدونوا اسمه ، ورقم جواز سفره في سجلاتهم )
ودعني صديقي متألما ، وكئيبا ، وقلقا على وضعي. ودعني مضطرا وبدون رغبة. وجدته يلتفت إليّ مرات ، لعدم قناعته بكل ما سمعه مني ، وأخيرا توارى عن نظري ، كما تتوارى السعادة وراء غيوم الهموم الدكناء.
تلاشى الماضي من امامي ، وسخرت من حاضري ، وضحكت مستهترا بمستقبلي. صرت لا اعرف أروحٌ ، أنا أم طيف ، أم شبح !!!!!!
قصدت المحطة ، جسما بلا روح ، وعقلا بلا تفكير ، كنت اسير كانسان لا يشعر بمن حوله ، بل ولا تحس به المارة ، كأني لم اكن. واقسى انواع الكآبة ، أن انسانا يحترق بهمومه ، ولا احد يشعر بحالته.
ذهبت لمحطة القطار الرئيسية ، وجلست في غرفة الانتظار مفكرا ، ومهموما. كنت في صراع نفسي حاد ، وحائرا بأمرين ، احدهما ان اتصل بصاحبي وأطالبه بالمبلغ ، والأخرى عدم الاتصال بمن لا يملك خلقا و احساسا ووفاءً. أي كنت بين واقع يدفعني الى المطالبة ، وبين اباء مبطن بخجل يقول لي لا ، لا تطالبه.
اخرجت ورقة من جيبي ، ونقشت عليها احاسيسي شعرا ، وكانت وحسب تقديري من ابدع انتاجاتي الشعرية ، والتي فقدتها مع ديوانين ، أي فقدت بهما عصارة حبي وصباي ، وسيأتي الكلام عنهما فيما بعد.
من حسن حظي وبفضل الله ، كنت ومنذ صغري ، بل ولما ازل ، غنيا بأصدقاء اوفياء ، ومن مختلف الجنسيات والقوميات. اكن لهم الحب والتقدير ، وهم لا يقلوا عني وفاء وخلقا و اخلاصا. اصدقائي جزء من شرفي وكرامتي. وهم لا يقلوا عني كرامة وشعورا وطيبا. يصارحوني بضرائهم ، وسرائهم ، لذا كنت اتوقع ان صديقي السويسري سوف لا يتركني وحيدا نهب الرياح ، تائها في صحراء ازمتي القاسية. توقعت منه رسالة ، يتركها لي في البريد ، قبل سفره.
قصدت البريد بنوع من الامل ، وأعطيت المسؤول جواز سفري . وسلمني رسالة سميكة ، وبرقية ، بعد ان وقعت على استلامهما. كدت ان اطير بهما فرحا.
قرأت البرقية ، وكانت من صديق لي في باريس ، يخبرني ان اذهب حالا للبنك ، لأنه حول لي مبلغا برقيا لاستلامه. ذهبت مسرعا للحديقة التي نمت على احدى مصاطبها قبل ساعات ، وجلست في مكان بعيد عن انظار الناس ، وفتحت الرسالة وهي من صديقي المحامي السويسري ، فوجدته قد أرفقها بخمسة قطع بفئة مئة دولار ، وهذه ترجمة الرسالة حرفيا لكوني احتفظت بها مع اني نادرا ما احتفظ بالرسائل:
(( تألمت يا صلاح من وضعك ، وتركتك مجبرا و انا في اشد انواع الكابة ، واتصلت في الحال بصديقك وصديقي ح.......في باريس وأخبرته بحالتك ، وانفجر قائلا بغضب : كيف تركته وحده في مهب الماسي يا ف..... ؟!!! وسيرسل لك في الحال خبرا عن طريق عنوانك البريدي.
صلاح سبق وان اخبرتك عن كفاحي وأنا في عتبة شبابي ، وعملي كعامل بسيط ، اخدم في باخرة ، اخبرتك بوضعي المزري عندما كنت طالبا ، ولولا الدعم الذي تلقيته من صديقي كارل ، لما تمكنت ان انهي جامعتي ، ولما رأيتني بوضعي هذا ، فكيف يا صديقي تغلق بوجهي كل ابواب المساعدة وكأني لست صديقك ؟ !!!!!!!
ارفق لك 500 دولار نقدا ، لعدم تأكدي انها ستصلك ، ورجائي اتصل بي تلفونيا ، في وقت متأخر من مساء اليوم ، لأحول لك مبلغا يعينك على حل مشكلتك الحالية.... تحية صديق متألم جدا. ))
كنت اقرا الرسالة والدموع تنهمر من عيني دون ارادتي ، وحرت ما الذي سأعمله لارد الجميل لصديقين عرفا بسوء حالتي ، احتجت لوقت طويل حتى تمكنت ان اسيطر على عواطفي.
كتبت في الحال رسالة الى صديقي ح..... في باريس ، شكرته على موقفه المشرف ، وأخبرته بالمبلغ الذي استلمته من صديقي السويسري ف.... لذا سأرجع له المبلغ كاملا لعدم حاجتي اليه. ، وكتبت رسالة اخرى لصديقي السويسري ، معتذرا عن تصرفي معه ، وشكرته على المبلغ ، وان شاء الله سأرجعه له بأقرب فرصة. وأخيرا ، كتبت رسالة لأخي في العراق ، اخبرته بسوء حالتي ، وطلبت منه ان يسافر في الحال الى استنبول ، وسأنتظره في محطة فتاح باشا ، في القسم الاسيوي بعد ان حددت له الوقت والتاريخ.
ذهبت في الحال للبريد ، وأرسلتهم بالبريد المسجل و السريع (اكسبريس). وبعدها ذهبت للبنك وطلبت منهم ارجاع المبلغ لمرسله لعدم حاجتي اليه.
بطني كانت خاوية فملأتها بما انعم الله علي ، ثم توجهت في الحال الى فندق بسيط ، قد لا تجد مثيله اليوم ، لو قدرته بالنجوم لحاز على ناقص 36 نجمة ههههههههههههههههه ونمت بعمق ، وفي الصباح تركت الفندق متوجها الى السفارة العراقية لأجرب حظي ، فوجئت ان السفير هو احد أصدقائي ، في الحال اصدر لي جوازا جديدا ، وودعته ، ورجعت بأول قطار الى البلد الذي ادرس فيه. وصلته مساء ، ودخلته بجوازي القديم حيث الاقامة لازالت سارية المفعول.وصلت البيت متعبا ونمت في الحال.
أخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان






آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 04-05-2015 في 12:36 AM.
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجيب في القافية خشان خشان قسم مدرسة العروض والقافية والطريق للشعر 8 09-07-2018 02:06 PM
همسة من امرأة .. بأذن الزوج دوريس سمعان المرأة 6 09-05-2014 07:06 PM
عجيب يا ربي !!! كدت ان لا أصدق نفسي !! صلاح الدين سلطان القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 16 02-26-2014 02:07 AM
ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة وطن النمراوي دواوين شعراء النبع 10 06-24-2010 11:05 AM
ان غاب الزوج اكتأبت الزوجات ..! رائدة زقوت المرأة 11 01-28-2010 10:38 PM


الساعة الآن 10:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::