سلاماً جميلاً
في رمضان هذا لم أتوقف عن الجري مابين باب المعظم والجامعة التّكنلوجية لغرض إكمال متطلبات أطروحة الدّكتوراه ، ومابين هذين المكانين لاغنى لي عن ركب الفورتات ، وفي هذه الفورتات تحدث قصص كثيرة ولكن مايثير أعصابي أنّه لثاني مرة على التّوالي ، يفاجئني (صائم ٌ ما ) بقلة أدبه بحجة إنّه صائم ، بالأمس يصرخ أحد ركّاب (الكية) بالسّائق :
- نصّي الرّاديو احنا صايمين
فماكان من السّائق المسكين إلا أن يغلق راديو السّيارة (رغم أن الأغنية المنبعثة منه كانت هادئة جداً)
اليوم تكررت الحالة لكن بطريقة أقل أدباً ، فقد صعد رجل متقدم بالعمر تبدو إمارات السّكري والمفاصل على حركاته وسكناته في أحد فورتات باب المعظم ، وحين أخرج سيجارة إذا بشخص بعمر أحفاده يصرخ به بلا لياقة ولا أدب ويعطيه محاضرة عن الإسلام والدين واسرائيل ( التي لاأعرف شجابها بالموضوع )
الرجل المسن صمت ودمعة جامدة بعينيه غير مكانه وقال ، كنت مثلك شاباً ومافوّت فريضة ولكني كنت مهذباً مع المفطرين ،،
كلام المسن المهذب لم يجدي نفعاً فقد استمر الشّاب بكيل اتهام ان مايحدث لنا كله بسبب أمثال هذا الشّيخ ، ونزل غاضباً وماقال عيب هذا بعمر جدي
وعيش وشوف وماذا بعد يابغداد !!
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟