ذكرى الربيع ، وأطياف المنى وطني لم يبقَ منها سوى الدمعات والشجَنِ تفنى ، ويقفو خُطانا غيرَ ملتفتٍ سِــرٌّ تـباكى على الأطــــلال والمننِ يـمـرّ عــيدٌ فما الأنسامُ مدركــةٌ حــظّ المحبِّ ، ولم تسكنْ رحى الزمنِ وينتهي آخــرٌ ، والقرح راحـلة وهـل هنــاك مكــانٌ غير ذي حَـزنِ ؟ وَهَلْ هُناكَ عَبيرٌ فيهِ بــارقــةٌ منَ الحَنانِ ، لكي يَصْفو بـــه فنني ؟ وهل يجــود المدى ، فالغيث محتبسٌ بكــلّ وادٍ نـعــاهُ داعــي الوســـنِ ؟ أقــول للصبر بلّغ كــلَّ مـتّـثـقٍ بــأن يصون الهوى ســرًّا وفي العلنِ وأن يفتش في أعماقـنـا أبــدًا بـحـثـًا عن الدرّ ، أو جـريــًا مع السفنِ لأنَّـنـا حين يحكي المجد عن غــدنا مـســافرون بــأرواحٍ بـــلا بــدنِ لــذا تـذوب الروابي وهي شامخــة وقت التجليّ ، فما تـبقى ســـوى الدّمــنِ فكيف بالقلب إذ تصفو سريرته فرط الجـــلاء ، عروجــًا غير مرتهـنِ حتى إذا الروح غنّت وارتقتْ ولهًا والحال مـبـتهـجٌ ، نادى مع الزَّمنِ لا ، لست أبغي ، وطول البين أرّقني إلا لقــــاءً بـــــه أنجـو من الفـتـنِ وإن بـــدا خاطري يلهو براحته كمثلِ مُـبـتـدعٍ يروي عن السُـنَـنِ فـقـد بذلت المعاني فيهمُ طربــًا فــانظرْ فـؤاد الفتى طيفـًا أبا الحَسِنِ