راح الشاب ينظر من خلال زجاج النافذه الى الثلج يغطي الأشجار في الحديقه..الحزن يستوطن قلبه..كل مايريده وردة حمراء...حبيبته أوعدته أن ترقص معه في حفلة عيد الميلاد بشرط أن يأتيها بوردة حمراء..راح يناجي نفسه بصوت عال..وردة حمراء تنعش قلبي وتسعدني لكن لاأوراد بالحديقه فالثلج منع شجيرات الورد أن تعطي وردا..
عندليب وقف عند زجاج النافذه أحزنته دموع الشاب العاشق..قال لنفسه..كم هو كبير هذا الحب في قلب الشاب..وردة حمراء تبعث الدفء في قلب عاشق...طار العندليب يرفرف بجناحيه في أرجاء الحديقه..سأل شجيرات الورد بل توسل اليهن أن يمنحنه وردة حمراء لشاب تتوقف سعادته بل حياته عليها..اعتذرت شجيرات الورد وقلن للعندليب..لاورد تحت هذا الثلج...الا شجرة واحده تحت نافذة الشاب العاشق..قالت له..هناك طريقة واحده...أن اشرب من دمك فتسري الحياة في عروقي وسأمنحك وردة حمراء ليس مثلها في كل الحدائق...بهت العندليب..حياتي مقابل وردة حمراء واحده...طار بعيدا..وتردد..لكنها ثمن الحب الصادق وسعادة انسان..حام في أرجاء الحديقه...وقرر أن يمنح حياته من أجل الحب فهو لايعرف غير الحب يستحق حياته...عاد لشجيرة الورد وقال لها...سأمنحك دمي كله وأضحي بحياتي من أجل الحب...
قالت له..اقترب مني وضع شوكتي في صدرك وغني للحب والجمال...وطوال الليل ودم العندليب يجري في عروق شجيرة الورد...والعندليب يغني للحب والحياة..حتى أن الشاب العاشق تعجب أن يسمع غناء عندليب في جوف الليل..وبزغت وردة..جنبده..راحت تكبر رويدا رويدا ومع ظهورها البطئ راح صوت العندليب يخبو
..وصارت وردة حمراء بلون دم العندليب..وسقط العندليب ميتا..
في الصباح رأى الشاب وردة حمراء عند نافذته...تبدد الحزن من قلبه وحل مكانه الفرح..سيرقص الليلة مع الحبيبه..وعند المساء راح حيث الحفلة الكبيره في قاعة تضج بالراقصين..وبيده وردة حمراء ..شربت من دم العندليب...قدم الوردة لحبيبته مع ابتسامة عاشق..أخذتها..شكرته..ثم ألقتها خلفها على الأرض تدوسها أقدام الراقصين والراقصات..وعانقت شابا آخر أكثر من العاشق ثراء ومالا..لديه سيارة حديثة حمراء ...