قيثارة العاشقين لمْ أستمعْ يوْماً لصوْتِ كَمَنْجَة ٍ إلاّ وحَرَّكَ خافقي لَحْنُ الهيام ْ لمْ ألتفتْ يوماً لغُصْنِ حديقةٍ إلاّ تذكّرْتُ النّدى صَوْتَ الحمام ْ قُلنا لمُنتصفِ الطريقِ ولمْ نَزَلْ نَشْتاقُ أنْ نَصِلَ النّهايةَ في سلام ْ ماذا سأفعَلُ بالرّسائلِ حينَ يحملها الغمامْ قالَ المُسافرُ للصّدى ماذا سأكتبُ واليَراعُ بِلا مِدادْ قالَ الغريب ْ والرّيحُ قالتْ كلَّ شيء عنْ ذكرياتٍ بيْننا قدْ كانَ أخطأها الكلام ْ لوْ كنتِ يوماً فكرةً لكتبْتُها .. قبلَ المنام ْ سأقولُ لي : كُن ْأنتَ كُنْ صوتَ النّشيد ْ كُنّي أنا حتّى أكونَكَ في الحضورِ وفي الغيابْ لو ترفعي تلكَ الجدائلَ كيْ أرى تلكَ العُيونْ كيْ أستعيدَ طُفولتي يوماً بمَرسوم ِ الجنون ْ لو تُشعلي لي شمْعتين ْ حتّى أحبّكِ مرّتينْ يا مَوْطني .. يا ذلكَ المسكونُ بي يا عشقيَ المجبول بي سبْعونَ عاماً والحنينُ إليكِ يافا لم يزلْ يزدادُ بي حيْفا عروسُ قصائدي عكّا النّشيد ْ هي َأرضُنا وتُرابُنا /وهواؤنا والبحرُ لي وكذا الشواطيءُ والرّمال ْ والقدسُ لي وكذا الجليل ما ماتَ يوماً عاشقٌ لبلاده ِ قالَ الشهيد سأعودُ يوماً يا بلادي من جديد الوليد