عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مرني بأمر آخذه عنك، فقال: (عليك بالصوم، فإنه لا مثل له) رواه النسائي(1) .
------------
حديث نبوي شريف جرى الخطاب فيه بأسلوب قائم على أسلوب الإنشاء .
وقد كان الحوار ملمحا رئيسا فيه فأبو أمامة يستهل خطابه بالخبر وهو العتبة التي ندخل من خلالها إلى القصد ( أتيت رسول الله صلى الله عيه وسلم فقلت : ) وذلك يذهب بنا إلى التباين في الخطاب وهو الإنشاء ( مرني بأمر ) والصحابي الجليل في هذا الموضع من الأمر وجهه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في حقيقته طلب من الآمر أن يؤمر وقد خرج فيه إلى معنى مجازي هو الترجي في التفاتة بديعية هي جناس الاشتقاق ( مرني بأمر ) ثم كان أمره صلى الله عليه وسلم الأمر ليس بصيغة الأمر وإنما كان بصيغة (إسم فعل الأمر) المنقول عن الجار والمجرور ( عليك ) بمعنى تمسك أو ( الزم ) ولما كان حرف الجر ( على ) فيه معنى الاستعلاء والفوقية فان ذلك فيه مايشير إلى أن الصوم يجب أن يكون من أرفع العبادات وأعلاها إذ علينا الإلتزام بها لأنه كما يقول صلى الله عليه وسلم في سببها : بخبر طلبي جواباً على مناشدة أوسؤال ( فانه لا مثل له ) وفي ذلك ما يرفع درجة الصوم ويعليها
إن : حرف مشبه بالفعل أفاد التوكيد بمعنى( أُأَكِّدُ )
وفي خبرها ورد تركيب لا النافية للجنس التي نفت أن يكون هنالك ما هو أعلى من قيمة الصيام عند الله ( لا مثيل له ) وهذا هو النفي المؤكد الذي استغرق نفي الجنس كله بعدم وجود مثل له ( لا ) نافية للجنس (مثلَ )إسمها مبني على الفتح في محل نصب لأنه مفرد وخبرها محذوف تقديره موجود (له) جار ومجرور وجملة لا النافية للجنس في محل رفع خبر إِنَّ
محفوظ فرج
1 / رمضان /1437هـ
---------------
1- روي ( فإنه لا عِدْلَ له ) الراوي: أبو أمامة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2221 خلاصة حكم المحدث: صحيح