جلس الرسام على حافة الجدول
معه الوانه وريشته
قال :
صف لى عشقك؟؟
قلت:
سابح ، طائر ، مازلت فى عشقها
هى امرأة فراشها السحاب
غطاءها كون سحرى!!
مازلت انا كما انا فى عشقها
وهى الفضاء الفسيح براحه
والمتاهالت حرفتها!!
احاول ان الملم للوحتك ضفائر وجدى
احاول ان انظم عقدا اسطوريا
وكلما لملت اطراف
كلما جاءت بامواجها الهادرة تسحقها!!
فاغفر لى غفلتى
اذ ان الغناء حرفتى
وهى ريحانة فى سماءها
تتفرد بجدائلها!!
سهولها ممتدة
وانا فضاءها حدودى!!
فاغفر لغفلتى ايها الرسام العاشق
*
كلما سريت مع ضوء الشمس
وعيناى تبرقان بالامل
اجدها
كالعادة تهدم جدائل عقدى
تتعمد قهرى
كلما سكن احداقى نهار جديد
تأتي بقهرها
تختصر المسافات
وتدمر قصور من رمال!!
فحتى خيالى مُصادر
وحتى مشاعرى يتربص بها
سجان لايرحم!!
وكلما ازهرت حقولى
جاد سكينها بقطف الجذور
يداها قاسيتان سيدتى
فكلما غسلت قلبى بطيفها
جاءت تهدم المسارات
وهى قدرى
قدرى الذى اتبينه جليا
ترتعد مفاصلى منها
بحرها..هائج..هائج!!
قاربى لايتوب!!
لايتوب يا سيدى الرسام
ففى كل اشراقة
يجر اهلابه فى بحرها
ويعرف قاربى ان النجاة مستحيلة
لكنه!!
يغتاله الشوق
و يغتاله القرب
لايفكر كيف ان شاطئها
يرسم له حتفه
وهو سائر فى ظلماته
يبحر..يبحر..يبحر..
ثم يعود خائب العمق
ترميه بحارها كحوت نافق!!
ثم يعود للابحار
وتزهر صفحاته كلما ابحر نحوها
فاغفرى لى هذا الانتحار البطى ء للوحتك !!
*
التقيها غفلة عن عشاقها
وما اكثرهم
ما اكثرهم
تكتظ بهم امكنتها
ما اكثرهم ينغلون قلبى
فاكون من فرط الوجد
مُزهر للحظات
ثم يعود الى حزنى !!
واعود الى قاربى فى بحرها
وقاربى ارسمه!!
صنع من سعف
ارضه جذوع نخل
خاويه
ومياهها لاترحم
لكنه لايمل الابحار فيها
لايمل الانتحار فى محاراتها
ورغم ضبابها الذى ترسله وراءها
لكى يتوه القارب عن فضاءاتها
وتخفى عن العين بهجة طلعتها!!
لكن مركبى حرفا يسبح بلا منارات!!
وضبابها هو وجده ومناه
كلما اكتظ الضباب
كلما ارتفع شوقه
وغزت سحاباته قطرات المحبة
وارضه من اعجاز نخل خاوية!!
فاغفر للسعف الذى يسعى
الى حتفه!!
وارسم
*
بحرها هي لوحتك المُزدانة بالوان الشوق
وقاربى فى ركنها مائل
وها انت ايها الرسام
جئت به الى ذاكرة
لاتعطفُ!!
تحلق فى سماء اللوحة كل الالوان
المبهجة
ماعدا قاربى
كان النشاز الوحيد
تكاملت جوانبها
لكنك حائر فى اسناد قاربى
فطيفها فضفاض حارس على راسك
كلما حرثت بريشته
جاءتك سيدة الفضاءات
تزمجر
فتعيد رسم اللوحة
يعود القارب اليها
تعجز ريشتك
عن التناسق
فقد حلقت بجناحيها
فى فضاء اللوحة
وغرست اظافرها فى سعف القارب!!
حارسة عنيدة هي..فعبث ما تشكله
محاربة فذة هى ضد مركب مائل!!
فلتغفر هي لك .. غفلتك
*
ايها الرسام
هذه لوحة ترسمها
بزوايا من وهم ٍ
فلاتجهد ريشتك فى مركب
يقاتل فى حرب غير متكافئة!!
تكاملت جوانب لوحتك
فارمى وراءك نشازى
ولاتسرب اليأس الى لوحة
قد تنتحر من فرط المكابدة
وانا بحار مغامر
وقد يعود رسام العشاء الاخير
ولوحتك لاتنتهى!!
انا..من انا؟؟
ما انا الامفتون بائس سقفه
من سعف النخيل
قد استهلكت الوانك
وشوشت مخيلتك
انا عاشق عنيد خارج لوحتك
تحطمت على ابواب قاربى كل عذاباتها
فارسم
ارسم لوحة ببحرها وطيفها
واسحب قاربى الوهمى بعيدا
حتى تكتمل فصولها
وستغفر لك غفلتك
اذ ظننت
ان للعشق شفاعة