يقف الناس كلهم في موكب مهيب أمام الهول مجردا من الاموال والابناء وماكان يملك في الدنيا محتفظا فقط بصحائف أعماله التي تشهد عليه فتقرر مصيره ، وان اعتاد الانسان في دنياه الفرار من العقاب فهناك لاوسيلة اليه لأن الحاكم عادل فيشعر المؤمن بالأمان والطمأنينة ويشعر الضال العاصي بالندم والحسرة ، لاأحد ينفعه ولا شخص يسعفه ف(( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )) فأنى له المساعدة وكل منشغل بنفسه ، فالله يجزي الأنفس بما عملت وهو العالم بما في الصدور (( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * يعلم خائنة الأنفس وما تخفي الصدور )) فالعاصر يشعر بالرعب والذعر ويود لو يفتدى بأعز الناس عليه (( يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي تؤيه )) فالجزاء يكون على نوع الاعمال التي قدمها الانسان في دنياه (( فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية* وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه * نار حامية )) فالمؤمن يشعر يوم الحساب بالراحة والسعادة لأنه كان انسانا صالحا بدنياه ، واما العاصي الظالم فيشهر بالخوف لأنه كان فاسقا بدنياه شارب للخكرة زان مرتش سارق كذاب يتعاطى بالنميمة والغيبة وقد حذره الله سبحانه منها ولكنه لم يعتبر واليوم يلقى جزاءه العادل