آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دراسات نقدية,قراءات,إضاءات, ورؤى أدبية > رؤى ودراسات في الفنون الأدبية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-07-2009, 12:42 AM   رقم المشاركة : 1
نبعي
 
الصورة الرمزية إيناس البدران





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :إيناس البدران غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي في الأدب والنقد الأدبي النسوي

تتجلى قضية الكاتب او الكاتبة في استلهام الواقع المعاش وترميزه وتجريده وحصره في صيغ ومقولات مجتزأة ليتسنى له بعد ذلك إذابة كل هذه المعلومات والمدلولات في منصهر واحد يسبر أغوار النفس البشرية وتجلياتها ويعبر عن ارهاصاتها وتداعياتها صانعا حوارا باطنيا مع الوجدان الفردي او الجمعي .
يقول الكاتب الامريكي نورمن هولاند " اننا نستعمل الأعمال الأدبية كي نرمز الى انفسنا ونكررها فنعيد صياغة العمل ونكشف استراتيجياتنا الشخصية في مقاومة المخاوف والرغبات العميقة التي تشكل عماد حيواتنا النفسية " . ويتبدى الطابع الإشكالي بين الكاتب ومجتمعه حين يتعلق الأمر بمسألة دقيقة وشائكة هي الحرية في التعبير ، الحرية التي ينظر لها الكاتب كنوع من الحق الطبيعي المرتبط بطبيعة الفن والعملية الإبداعية ، فإذا كان الأدب فنا فان مادته الأولى هي التعبير بواسطة اللغة ، من هنا جاءت حاجة المبدع الى توسيع نطاق المنطوق والمكتوب أي الحرية .
وفي الغالب يعمد الكاتب الذي يسعى الى تغيير مجتمعه الى ابتكار خطاب جديد خطاب من نوع خاص يوصله الى المتلقي دون استفزاز او عسف ، ولعله في هذا كمن يمارس نوعا من التبشير بأناة وصبر وربما بالتدريج ، هذا يفسر الصعوبات والمشاق المضاعفة التي تعترض سبيل الكاتبة التي ترفض الوقوع في شرك الصورة النمطية المرسومة لها من قبل المجتمع الذكوري ، ذلك المجتمع المحكوم بأعراف وتقاليد متصلبة ونظم سياسية واجتماعية متخلفة تحركها نزعات تسلطية ذات جذور قبلية سلفية او حتى عصرية استهلاكية ، الذي يتوقع منها الامتثال لادوار وقوالب وجدت نفسها سجينة فيها بحكم انتمائها البيولوجي .
فمنذ انهيار المجتمع الأمومي عكفت العقول الذكورية على ترسيخ خرافة ان المرأة مخلوق ناقص مقارنة بالذكر وألصقت بها الشرور بدء من خروج آدم من الجنة وحتى آخر جريمة ارتكبت حتى قراءة هذه السطور . فقد اتهمت بالسحر والشعوذة لأنها تعاملت مع الأعشاب لعلاج المرضى ، فكانت تقام حفلات الحرق او إغراق الساحرات او اعدامهن في اوربا وامريكا لغاية القرن الثامن عشر . ووصم جسدها بأنه اصل الفتن والمتسبب بجلب العار الى القبيلة فكان وأد البنات في الجاهلية والذي مازال يمارس في الصين لحد الآن ابتغاء للحصول على ذكر حتى تكون لديهم الآن جيشا من مليون شاب او أكثر يبحث عن شريكة حياة دون جدوى .
اتهمت المرأة بالبلادة مثلما اتهم بها زنوج امريكا الذين اثبتوا عقم وافتراء هذه الكذبة حالما سنحت لهم فرصة التعلم والعمل اسوة بالبيض فبلغوا شأوهم وبزوهم في كافة مناحي الحياة .
وارتبط بالمرأة عدا الشر سوء الحظ فكان البحارة يتشاءمون في العصور الوسطى اذا ما اضطرتهم الظروف لقبول امرأة للسفر على متن سفينتهم ، إذ سرعان ما يبدأ الصراع والاقتتال فيما بينهم ( بسببها) . كما عمل الموقف السلبي والنظرة الدونية تجاهها على تهيئة المرأة لتقبل دور الضحية مما منح الرجل المسوغات لارتكاب العنف ضدها من خلال تحقيرها وبخس ثمنها والنظر اليها على انها شخص عديم الأهمية ضعيف يستحق التأنيب والعقاب ، حتى بلغ الأمر حد القتل تحت شعار غسل العار ولو من باب الشك والشبهة ، ساعد في ذلك عدم وجود قوانين تحمي المرأة من العنف بل لقد سنت حديثا قوانين تبيح للرجل استخدام القوة والعنف وتشجعه على ذلك " يحق للرجل ضرب زوجته وطفله اذا ما خرجا عن حدود الأدب " وهنا نلاحظ ان النص ساوى بين المرأة والطفل القاصر ناقص الأهلية ، كما انه يبيح ضربهما بما يتنافى والشريعة وحقوق الإنسان ، اما ما حدود الأدب فلم تحدد لسوء الحظ ، لذا لانستغرب اذا علمنا ان بعض الحقوق التي تحصل عليها المرأة اليوم في مجتمع كمجتمعنا وبعد كفاح سنين طوال سرعان ما يتم نسفها او الالتفاف عليها لتبدأ دورة التدجين البطريركي الفحولي من جديد وتعود المرأة معها الى نقطة الصفر منهكة مخذولة كما حدث مع قانون الاحوال الشخصية 2006 الذي حل محل قانون 1959 . ان القاعدة العامة في الشريعة الإسلامية هي المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والالتزامات ، فإذا كانت المرأة كاملة الأهلية في نظر الشرع والدين ما يعطيها حقوقا مساوية للرجل في الولاية العامة والخاصة التي تشمل حق الوصاية على الصغير والولاية على المال والبيع والشراء والرهن والإجازة والهبة مثلما هي مساوية للرجل في الدستور في الحقوق والواجبات ، فإلى ماذا نرد وضعها الحالي والمتردي ! نستطيع القول ان احد الأسباب الاساسية هو عدم وجود حركات ومنظمات نسوية جادة وقوية مدعومة بشريحة المثقفين الذين يؤمنون بعدالة قضيتها وباستحالة تحقيق تنمية مستدامة وحقيقية في المجتمع دون مشاركة المرأة مشاركة فعالة فيها على كافة الصعد ، أضف الى هذا عدم وجود قوانين تحمي المرأة إضافة الى جهل المرأة بها إن وجدت ، وذلك بسبب من الوعي المتدني بحقوقها لحرمان شريحة كبيرة من النساء بحقهن في التعليم والعمل مما يعني عدم تمكينهن وتأهيلهن الأمر الذي يجعل منهن توابع للرجال المحيطين بهن ( مثل الأب والأخ والزوج ) والاعتماد عليهم اقتصاديا كل هذا يدفعهن بالمحصلة النهائية للرضوخ وإيثار السلامة ، بل ان الاكثرية منهن تنسلخ عن جنسها فتلتحق بمصالح جنس الرجل وتعمل على ترسيخ وخدمة ايديولوجيته القمعية .
في السبعينات من القرن الماضي نشطت في الغرب حركات نسوية مضت في تأثيرها خارج حدود بلادها وميزت بين عدة توجهات فلسفية رئيسية ممثلة للحركة النسوية كان أهمها وأبرزها : الاتجاه النسوي الليبرالي التحرري الذي يعد من أقدم الاتجاهات ويدعو الى تشجيع النساء لاكتساب المهارات التعليمية والمهنية لتوفير فرص العمل لهن إضافة الى إحداث إصلاحات تشريعية ومناهج تعليمية تخرج المرأة من الصورة النمطية التقليدية التي حبست فيها طويلا .
التوجه الثاني هو التوجه الماركسي التقليدي الذي تبنى الطروحات الماركسية في معالجة قضايا المرأة والنظر لمشكلاتها على انها نتاج لمساويء النظام الرأسمالي الطبقي ، الاتجاه الثالث هو الاتجاه النسوي الراديكالي الذي أرست قواعده الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار حين أصدرت كتابها " الجنس الآخر " وتصدت فيه للتوجهات الجنسوية السالفة الذكر مفترضة ان هذه الاتجاهات لم تضع يدها على جذر المشكلة ، قدمت سيمون دي بوفوار خلال كتابها نقدا شاملا لثقافة تشخيص المرأة كموضوع سلبي .
وأخيرا وليس آخرا الاتجاه النسوي الثقافي الحديث الذي يختلف تماما عن الاتجاهات السابقة التي حاولت تقليل الفروقات بين الجنسين وإلغائها وذلك من خلال تأكيد هذه الفروقات بدلا من إهمالها ، إذ دعى هذا التوجه النساء الى التمسك بخصائصهن النسوية وأن لايفرطن بها وان ينظرن اليها على أنها مصدر قوة لاضعف .
وعلى مستوى الأدب قطعت المرأة في الغرب وروسيا والبلدان الاشتراكية شوطا كبيرا على طريق الإبداع الذي بات ينافس أدب الرجل ، وهنا تجدر الإشارة الى ان الادب في هذه البلدان وحتى القرن التاسع عشر لم يشهد كتابات نسوية تذكر للأسباب المعروفة حتى ان الأديبة اضطرت في أحيان كثيرة للتخفي خلف أسماء الرجال ووضعها على مؤلفاتهن خوفا من البطش بهن ، لكننا ومنذ بداية القرن الماضي شهدنا إشراق شمس اكبر شاعرتين في الأدب الروسي على الإطلاق هما آنا اخماتوفا صاحبة المقولة الشهيرة " لقد النساء الكلام " والشاعرة ماريانا اتسفيتايفا ، اضافة الى بزوغ شمس اديبات بارزات امثال فرجينيا وولف وأجاثا كريستي وسيمون دي بوفوار والنمساوية يلينيك الفائزة بجائزة نوبل لعام 2004 ودوريس ليسنغ بنوبل 2007 .
ومن ضمن حركة الكفاح لانتزاع المساواة الأقتصادية والاجتماعية والثقافية للمرأة تأتي مدرسة النقد الأدبي الأنثوي المرتبطة بقوة بحركة المطالبة بحقوق المرأة ، وقدمت لهذه الحركة مجموعة من النساء الواعيات المتميزات وعلى مراحل لعل بدايتها كانت رسالة مهمة كتبتها الروائية فرجينيا وولف لاستاذ في كلية جيرتون ونيو هام نشرت عام 1929 شرحت فيها التأثيرات السلبية للمجتمع الذكوري على النتاجات الأدبية للمرأة وقدمت وصفا لحالها الذي يشبه الى حد كبير حال المرأة الشرقية اليوم اذ تقول " ذهبت الى الرف وأخذت احد الاجزاء لمؤلف البروفيسور تريفيليون ( تاريخ انكلترا ) وبحثت عن كلمة نساء فوجدت موقعا وقرأت ( ضرب الزوجة حق معترف به للرجل وتمت ممارسته بلا خجل من علية القوم اسوة بالعوام ....الفتاة التي ترفض الزواج بالسيد الذي اختاره والدها تكون عرضة للاحتجاز والضرب والحبس بلا اية صدمة متوقعة من الرأي العام " بعدها تقول فرجينيا " لم استطع منع نفسي وأنا أشاهد اعمال شكسبير على الرف من انه من المستحيل تماما لأي امرأة أن تكتب مسرحيات مثله وهي في مثل عمره في هكذا ظروف .. فلو كان لشكسبير أخت موهوبة بشكل رائع ولنسمها جودث .. لقد ذهب شكسبير الى المدرسة الثانوية حيث قرأ للعديد من الكتاب وتعلم ، ثم سافر وتزوج من امرأة في الجوار سرعان ما أنجبت له ابنا بعدها ذهب الى لندن وبدأ العمل في العناية بالخيول إلا انه سرعان ما حصل على عمل داخل المسرح حيث أصبح ممثلا ناجحا وعاش في محور العالم والتقى بالجميع حتى انه استطاع دخول قصر الملكة بينما ظلت أخته الموهوبة جدا كما افترضنا حبيسة المنزل وكانت تواقة للتعلم والمغامرة إلا انها لم ترسل للمدرسة ولم تعش حياة شكسبير الغنية فكيف نتوقع ان تصبح كاتبة غنية مثله ؟ "
البداية الحقيقية للحركة النسوية جاءت عام 1949 في كتاب للفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار " الجنس الآخر " الذي قدمت فيه نقدا شاملا لثقافة تشخيص المرأة كموضوع سلبي وطالبت فيه المرأة ان تبدأ أولا بتعريف نفسها بالقول ( أنا امرأة ) لكي تكشف النقاب عن التباين الذي تستبطنه الثنائية القطبية ( الذكر والأنثى ) وهي التي نبهت الى الحاجة الماسة الى نظرية نقدية أنثوية جديدة غير منحازة تتجاوز الأطر النظرية الرجولية السائدة وتعقيداتها المتحيزة .
بعدها عام 1969 نشرت كيت ميليت في امريكا كتابها ( سياسة الجنس ) واستخدمت كلمة سياسة إشارة الى الآليات التي تعبر عن العلاقات السلطوية التي يفرضها المجتمع الذكوري على المرأة .
وعرضت في كتابها لمختلف أصناف الترتيبات والصياغات والمؤسسات الأجتماعية التي تهدف الى التغطية على استخدام السلطة لتكريس هيمنة الرجل على المرأة . وفضحت سيادة النظرة المنحازة ضد المرأة في التحليلات النفسية لفرويد عبر اختراعه لعقدة غيرة المرأة من ذكورة الرجل ، كما حللت نصوصا من روايات لأدباء مثل لورنس وميلر وجان جينيه وشرحت كيف انها في الواقع ليست أكثر من تجليات لحالات يتولى فيها هؤلاء الكتاب عبر الخيال الروائي تمجيد انواتهم وعملقتها عن طريق تحقير المرأة بتصويرها كموضوع للأستسلام الجنسي .
الفرنسية هيلين سيكوس طالبت في مقالتها ( ضحكة الميدوزا ) عام 1976 من النساء الكاتبات امتشاق الجرأة في كتاباتهن . اما الفرنسية من اصل بلغاري جوليا كريستيفا فقد نصحت الكاتبة في ( الذات المتكلمة ) عام 1985 ب ( البقاء خارج التعريفات الذكورية للأنثى ) . في حين قالت الأنكليزية دوريس ليسينغ الحائزة على جائزة نوبل للآداب بأستحالة إصلاح المجتمع مالم ينصلح حال المرأة .
كانت النتاجات الأدبية العالمية حتى وقت قريب تتمحور حول اجتراحات البطل الذكوري بالمقابل كان دور الأنثى ثانويا باهتا تابعا وهامشيا ، انها مجرد إكسسوار مكمل لصورة الذكر او سببا في تعاسته ومعيقة لأماله ، انها باختصار خالية من نماذج نسوية واقعية حقيقية ومستقلة ذاتيا لأنها انحصرت في احد شكلين اما الشكل المقدس غير المدنس او الآخر الشبق الشيطاني ، وعليه فأن معايير ومباديء علم التذوق الجمالي والفني المطبقة في تقييم الأعمال الأدبية حتى الآن – رغم الإدعاءات المزورة بالتزام مقولاتها للحيادية والموضوعية – مليئة بالأوهام الذكورية ، ومنحازة بشكل سافر للمصالح والمنطق الذكوري .
في العالم العربي استخدم مصطلح الأدب النسوي أو النسائي او الأنثوي في المجال النقدي في سبعينات القرن الماضي وقد وصفه الدكتور محمد عناني بأنه مذهب الأنتصار للمرأة ، وكثر المهتمون بالأدب النسوي منذ ذلك الحين كما اشتد الأختلاف في المصطلح بين النسوي والنسائي والأنثوي ورجحت كفة مصطلح الأدب النسوي تماشيا مع رأي الدكتورة شيرين ابو النجا في كتابها ( نسوي او نسائي ) حيث يعبر الأول عن وعي فكري ومعرفي فيما يشير الثاني الى جنس بايولوجي فقط ، وبناء عليه فهي ترى ان النص النسوي هو ذلك النص المهموم بالأنثوي المسكوت عنه ، الأنثوي الذي يشكل وجوده خلخلة للثقافة الذكورية المهيمنة ، وهو الأنثوي الكامن في فجوات هذه الثقافة وأخيرا هو الأنثوي الهامشي وهي في ذلك تلتقي مع الناقدة النسوية الأمريكية سيكسو التي ان الكتابة النسوية تتشكل في الثغرات التي لا تتسلط عليها الأضواء من قبل البنية الفكرية الأبوية ، او بحسب تعريف الفيلسوف الأنكليزي سايمون بلاك بيرن من انها منهج دراسي يلزم أصحابه بتصحيح انحرافات التحيز التي تجعل المرأة في مكان التابع واستصغار شأنها .
يقول الدكتور محسن الموسوي (ان النساء لابد لهن ان يشكلن مرجعيات معينة ويشتغلن داخلها ، فالمرأة المؤلفة تستند الى مؤلفات أخريات مع انهن في مراحل معينة استندنا كثيرا الى الكتابة الذكورية بصفتها الكتابة الدارجة والشائعة ، لكنهن في مراحل لاحقة سعين الى تكوين شخصياتهن الخاصة بهن وهذه المرحلة القلقة من التحرر من الكتابة الذكورية ادت الى تكوين رؤية نسوية خاصة توجت في مرحلة لاحقة بأسلوب نسوي فظهرت كتابات لها صفات ومميزات تختلف عن الكتابة الذكورية في الكثير من الأتجاهات والاهتمامات الجزئية والتقليدية التي لم تشكل اهتماما رئيسيا من قبل الرجل ، وهذا ليس عيبا في كتابات المرأة التي اهتمت في تفاصيل الحياة المنزلية وشؤونها الخاصة فتشكلت منها سمات مختلفة .. انها ليست معنية مثلا بالكتابات الأيديولوجية والسرديات الكبرى أي الأهتمامات الفكرية الواسعة ، انها منشغلة باهتمامات جزئية ولكن بدون هذه الأهتمامات الجزئية لا توجد ثقافة . ويضيف الدكتور قائلا هذا لايعني ان جميع الذكور كانوا يكتبون في مسائل ايديولوجية وفكرية واهتمامات كبرى ولكن السمة الأوسع للايديولوجيات التي سادت لمدة طويلة انها تهتم بهذه الافكار التي تخص المساواة والحقوق العامة والحريات والمجتمعات وكانت هذه المواصفات تستند الى الكتابات الذكورية بشكل اساسي لمرحلة زمنية طويلة .
وهو في هذا يلتقي مع الكاتب الروسي فيكتور إيروفيف حين تحدث عن مكانة المرأة الشاعرة والاديبة في روسيا مؤكدا ان مكانتها في الوقت الحاضر تجاوزت الرجل وصارت جزء لايتجزأ من حقيقة الأدب الروسي ذلك ان الحديث عن الأدب النسوي قضية شخصية مثلما الأدب بشكل عام قضية شخصية ، وفي الأمور الشخصية اثبتت المرأة انها أدق وأفضل من الرجل وأكثر حساسية ، النساء وحدهن تناولن المصائر الفردية فيما تناول الرجل القضايا المصيرية .
في مقالته المعنونة " حركة حقوق المرأة ومدرسة النقد الأدبي " اكد الدكتور حسين علوان حسين على الحاجة الماسة لإعادة تقييم الأعمال الادبية الكبيرة عن طريق انصاف وجهة النظر الأنثوية واخذ اعتراضاتها وقيمها ومصالحها بعين الاعتبار ، واحد أهم وسيلة لتحقيق هذا الهدف هو التوجه نحو جمهور القراءة النسوي لكي تصبح كل واحدة قارئة مقاومة Resisting Reader تميط اللثام عن اغراض المؤلف الذكوري وألاعيبه المنحازة .
الوسيلة الثانية هي تشخيص انماط صور المرأة في الأعمال الادبية المهمة كالروايات والقصائد الرجولية والتنبيه لزيفها ، الاسلوب الثالث وتسميه الين شولتر بــ ( النقد الجنساني Gyno-Criticism ) ويهدف الى تأسيس وتطوير اطر نقدية أنثوية ملائمة تفي في تسليط الأضواء على مميزات مختلف أنواع الأدب النسوي بضمنها الرسائل الشخصية ورسائل المذكرات ، واحد الاهداف هنا هو كيفية التعامل مع موضوعات او تجارب انثوية بحتة لايتعرض لها الرجل " كالحمل والولادة والرضاعة " والعلاقة بين امرأة وأخرى " الأم وابنتها والأخت وأختها والصديقة وصديقتها " حيث تستطيع المرأة التعبير عن مشاعرها الداخلية العميقة وهمومها الذاتية بصدق وحرية .
الاهتمام الرابع هو كشف النقاب عن المؤلفات النسوية غير المنشورة . أما الهم الخامس هو اثبات وجود تجارب نسائية مستقلة ومتميزة في انماط التفكير والشعور والتعبير والتقييم والاحساس بالذات إزاء العالم الخارجي .
أما على صعيد اللغة فهناك محاولات متنوعة لتوصيف مميزات اللغة النسوية مثل الأسلوب النسوي المميز في الكلام والكتابة وترتيب البنى للجمل وفي صياغة الصور والكنايات .
يتضح مما سبق ان الهدف العام لحركة النقد الأدبي الأنثوي هو توسيع " القانون الأدبي " الذكوري السائد وإعادة ترتيبه وإزاحته كليا في بعض الحالات . وقد أفلحت هذه الحركة في رفع المنزلة الادبية للعديد من الأديبات الغربيات اللائي بقين حتى وقت قريب مغبونات نقديا بإعتبارهن أديبات من الدرجة الثانية ، كما ساهمت في جلب الانتباه لأعمال أدبية نسوية بقيت الى وقت قريب مهملة باعتبارها لا تستحق الاهتمام النقدي الجاد .
ورغم حداثة النقد الأنثوي فإن الكتابات النظرية والنقدية لممثليها تتزايد سنويا ، كما ونوعا منذ عام 1969 وهناك اليوم في أمريكا وأوربا وروسيا مجلات ودوريات عديدة متخصصة في النقد الأدبي الأنثوي وبرامج دراسية متخصصة في الادب النسوي في اغلب الجامعات .
أما في البلاد العربية فقد انقسم النقاد في نظرتهم للمنجز الأدبي النسوي ، فهناك من غالى في الاحتفاء به على أساس ندرته في الساحة الأدبية لدرجة التغاضي عن نقاط الضعف وهزال التجربة الإنسانية ومحدودية الأفق ، الأمر الذي وجدت فيه بعض الطارئات فرصة لولوج عالم الابداع طمعا في الحصول على مكانة تتطلب الكثير من السعي والاجتهاد والمتابعة لبلوغها ، هذا اذا افترضنا وجود الموهبة أصلا .
أما النوع الثاني من النقاد فنجد اغلبه ينظر بعين التعالي الى أي منجز أدبي نسوي على أساس انه لايمكن ان يرقى الى مستوى الأدب الذكوري ، ويمكن ان ينطبق عليه ما كتبته فرجينيا وولف في مقالتها حول الكتابات النسوية حينما اشارت الى استثمار المؤسسة النقدية الذكورية لمفهوم كتابة النساء واستخدامه أداة لاقصاء وتسطيح الأدب النسوي والنظر الى هذا الأبداع باعتباره متدنيا ولا يرقى بخصائصه الفنية الى ابداع الرجل الذي فرض هيمنته وتقاليده عبر التاريخ .
انه من فضول القول الإشارة الى شحة العطاء النسوي في عالمنا العربي مقارنة بعطاء الرجل لأسباب لاتخفى على احد ، فالمرأة الشرقية والعراقية بالذات لم تمنح الفرصة الحقيقية والكافية لممارسة حقها ودورها في الحياة الثقافية لذا تعرضت مسيرتها للكثير من التلكؤ والتعثر والإخفاق ، ورغم ذلك ظهرت أسماء نسوية أثبتت جدارتها وجدية وأصالة منجزها الأدبي الإبداعي لذا لن نستغرب اليوم اذا ما ظهرت من بينهن من تردد ذات المقولة الشهيرة للشاعرة الروسية آنا أخماتوفا " لقد علمت النساء الكلام "






  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::